
فرَدَت (قاصف 1) اليمنية الهجومية والمسيّرة بدون طيار، الأسبوع الماضي، جناحيها محلقة في سماء العاصمة التي احتكرت فيها أسراب طائرات العدوان التحليق طوال عامين، لتكسر ذلك الاحتكار وتداعب سحب مدينة سام ورياحها المتحرقة شوقاً لها كونها أتت بعد انتظار طويل، تتقاسمان احتضان هيكل الطائرة واستنشاق رائحة الأيادي اليمنية التي خلقتها ونفخت فيها من روح كدها وعناها الواضح جلياً على جبينها وبقية أخواتها في أول دفعة من الطائرات المسيرة بدون طيار أزاحت الهندسة العسكرية للجيش واللجان الشعبية عنها الستار في ظرف صعب للغاية، لترسم بطيرانها صورة عن المستقبل المشرق الذي اختار اليمنيون أن يسلكوا دربه خارج وصاية دول العدوان الأمريكي السعودي.. إن القصف المستمر على اليمن منذ عامين قتل وجرح عشرات الآلاف من أبنائه، وأحدث دماراً وخراباً كبيرين في بنيتهم التحتية ومنازلهم، ومن لم يتضرر من القصف تضرر بغيره، فالحصار الجائر المصاحب له أفضى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وتردي الأوضاع المعيشية للمواطنين، غير أن هذين العاملين اللذين استخدمهما المعتدون لم يكونا كفيلين بكبح جماح هندسة الجيش واللجان العسكرية التي طالما فاجأت الغزاة والمرتزقة بتطويرها المستمر للمنظومة الصاروخية وإدخال صواريخ جديدة محلية الصنع، حققت نجاحاً باهراً في ميدان المعركة، وألحقت بعدّة وعتاد العدو خسائر فادحة.
مفاجأة مدوية للهندسة العسكرية
لم تتوقف قدرة أدمغة أفراد هذه الدائرة العسكرية عند تطوير وصناعة الصواريخ الباليستية، وتطوير قدرة الدفاعات الجوية للجيش واللجان الشعبية, فبعد أن توالت مفاجآتها للعدوان بدءاً من نجاحها في إيصال صواريخها إلى الرياض، وتطوير أخرى تصل إلى ما بعد بعد الرياض، ثم تحييد منظومة الباتريوت المضادة للصواريخ التي تملكها مجاميع الغزاة ومرتزقتهم، وبعدها إسقاط طائرة (F16) تابعة لهم, أعلنت دائرة الهندسة العسكرية دخول الطائرات بدون طيار ضمن الأسلحة التي يملكها الجيش واللجان الشعبية، حيث يعد نجاحها في صناعتها إنجازاً نوعياً يفاخر به.
وما يجعل هذا الحدث نجاحاً كبيراً ليس قيام أفراد الهندسة العسكرية بصنع الطائرة، وإنما تغلبهم على الظروف الصعبة التي يعيشها البلد بسبب العدوان والحصار, حيث عمل العدوان على تدمير المعسكرات التي كانوا يعملون فيها، بينما يحول الحصار دون استيراد أي من المواد اللازمة لصناعة مثل هذه الآلة الحربية, ولكن رغم ذلك تمكنوا من صناعتها ليستفيدوا من مهامها في حربهم الوطنية المقدسة ضد الغزاة دفاعاً عن أرضهم, معتمدين على ما يتوفر لديهم من مواد وإمكانات بسيطة.
ويأتي هذا الإنجاز الذي دشنت به قوات الجيش واللجان مرحلة جديدة في مجال التحدي العسكري، في الوقت الذي أعطى فيه مجلس الأمن بقراره الأخير فرصة جديدة للعدوان الأمريكي السعودي ليحقق أهداف حربه على اليمن, حيث يرى مراقبون أن القرار أتى لتجديد صلاحيات لجنة العقوبات بعد فشل التحالف عسكرياً، خصوصاً في المعارك الأخيرة بالساحل الغربي، ما دفع المجلس لتمديد العقوبات على الشعب، والتي من ضمنها التدخل العسكري والحصار الاقتصادي بحجة مراقبة تدفق الأسلحة.
وكان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، تحدث في كلمته الأخيرة التي ألقاها بمناسبة ذكرى الشهيد، عن أن الهندسة العسكرية للجيش واللجان الشعبية صوبت أدمغتها نحو صناعة جديدة خاصة بالطائرات بدون طيار، ستأخذ المعركة التي يخوضونها ضد جيوش العدوان ومنافقيه إلى منحى جديد، وستعطيها بعداً آخر.
لماذا طائرات بلا طيار؟
جمعت هذه الطائرات في مواصفاتها كل ما تتطلبه أرض المعركة مع العدو الأمريكي السعودي من تقنيات استطلاعية وهجومية ستشكل مفارقة كبيرة في المعادلة، وستغير الموازين بشكل أكبر من ذي قبل. طائرة (قاصف 1) الهجومية تحمل رأساً تفجيرياً يبلغ وزنه 30 كيلوجراماً، ويبلغ طول بدنها 250 سم، وجناحها 300 سم. ولأن مهمتها قتالية خلاف البقية، فإن محرك البنزين الذي تملكه جعل مداها يعد الأطول بمسافة تبلغ 150 كيلومتراً, وتليها من حيث القدرات شقيقتها (راصد) الاستطلاعية ببدن يبلغ طوله 100 سم و200 سم للجناح، ويمكِّنها محركها الكهربائي من قطع مسافة 35 كيلومتراً.. وكلتاهما تستطيعان المكوث في السماء مدة ساعتين.
وتتميز (قاصف1) بنظام ذكي يستطيع رصد الهدف وتحديده لضربه، بالإضافة إلى أنه بالإمكان تزويدها بعدة أنواع من الرؤوس الحربية حسب المهمة المراد تنفيذها, أما (راصد) فهي مزودة بأحدث تقنيات التصوير الفوتوغرافي، وكذلك نظام خاص بالمسح الجغرافي ورسم الخرائط، وزودت بذلك لتعطي مراقبة لحظية لميدان المعركة وتصحح إدارة النيران بعد رصدها للأهداف.
وهناك أيضاً (هدهد1, رقيب) الاستطلاعيتان اللتان تقومان بمهمات تشبه إلى حد ما تلك التي تقوم بها شقيقتهما السابقة، إلا أن أنظمتهما أكثر تطوراً وتعقيداً. فالأولى (هدهد1) صغيرة الحجم والمقطع الراداري، مما يصعب على صواريخ الدفاع الجوي اكتشافها وتعقبها، كما أن صغر كمية الإشعاع الحراري يقلل من احتمال إصابة الصواريخ الحرارية لها, أما الثانية فهي مزودة بنظام دقيق للرصد والتعقب باستخدام الليزر، إلى جانب امتلاكها تقنيات التصوير المتعدد (نهاراً وليلاً) لتستخدم في رصد تجمعات المقاتلين التابعين للعدو وكذلك عتاده في أي وقت.
إن كل هذه الميزات المتوفرة في الطائرات المصنوعة محلياً أتت بعد جهد كبير بذله أفراد الهندسة العسكرية، متخطين به مختلف الصعوبات والعقبات التي ظهرت أمامهم بفعل الحصار وضعف الإمكانيات. ولأن الحاجة أم الاختراع، فقد عملوا على سد الثغرات التي واجهتهم في أرض المعركة أمام عدو يملك من السلاح أحدثه، وجمع كبير من والمرتزقة. وما جعلهم ينجحون في عملهم الذي أضافوا به إلى تصنيعهم التقليدي برنامج تصنيع الطائرات بلا طيار لأول مرة في تاريخ البلد وفي تاريخ المنطقة، نظراً للظرف الذي يمرون به, هي ضراوة أرض المعركة التي تتطلب اقتحامهم لما هو في عداد المستحيل أمام شعب تُمنع عليه لقمة عيش كريمة، حسب تعبيرهم في البيان الذي أصدروه، الأحد الماضي، والذي تعهدوا فيه باستمرارهم في تطوير البرنامج حتى يغطي مسارات أبعد مدى بعد نجاح ما بدأوا به في أرض المعركة، وأثبت فائدته الكبيرة للجيش واللجان.
لقد باتت الآليات المتحركة والثابتة التابعة لتحالف العدوان ومرتزقته بفعل هذه الطائرات، في مرمى نيران أسلحة الجيش واللجان الشعبية كأهداف مؤكدة, كما قال نائب الناطق الرسمي للجيش واللجان الشعبية العقيد عزيز راشد، لـ(لا)، مضيفاً أنه إلى جانب عملها الحربي في ميدان المعركة، تقوم الطائرات أيضاً بعمل استخباراتي إلكتروني لدائرة الاستخبارات العسكرية، ما يسهل تنفيذ العمليات العسكرية بصورة شاملة وكاملة، ويزيد القدرة على ردع العدوان.
وأكد العقيد راشد، في تصريحه، أن الغاية من الأعمال التي ستستمر الطائرات بدون طيار في القيام بها، هي خلق توازن في المعركة بالقدر الممكن, كون اليمنيين يخوضونها بالنيابة عن الأمة العربية والإسلامية، وبالتالي فإن لدى التصنيع العسكري إصراراً على تطوير هذا السلاح وتسييره في الميدان لمحاولة ردع تكنولوجيا العدو المتطورة والحديثة.
إرادة قهرت الصعوبات
لم تكن الطريق التي سارت عليها دائرة التصنيع العسكري لتحقيق هذا النجاح سهلة، بل مليئة بالعراقيل والمعوقات التي تغلبت عليها أدمغة التصنيع بالعزيمة والإرادة، حيث لا شيء يقف أمام رجال تعرض وطنهم للقصف والدمار من عدو يريد تركيعهم وإذلالهم.
توزعت الصعوبات التي واجهت رجال التصنيع العسكري في هذه الصناعة بين مادية وتقنية، لكنهم في الأخير تجاوزوها، وهو ما أشار إليه العقيد عزيز راشد في حديثه لـ(لا) بقوله: إن الصعوبات المادية التي واجهت التصنيع الحربي تأتي في المقام الأول, ويأتي إيجاد قطع الغيار اللازمة لهذه الصناعة ثانياً, قبل أن يتم توفيرها من المعدات الموجودة في اليمن. وبالنسبة للتقنيات الحديثة (الإلكترونيات) من منظومات وترانزستورات وكاميرات، فقد تم استخراجها من أجهزة الكومبيوتر والتلفاز.
وأضاف العقيد راشد: أما بالنسبة للمعلومات فلا يمكن حجبها، كون العالم الآن أصبح قرية صغيرة بسبب شبكة الإنترنت, ونحتاج فقط لجهاز كمبيوتر صغير متصل بها للحصول على أية معلومة نريدها في أي مجال, كما أننا نملك مكتبة كبيرة في جانب تصنيع الطائرات باللغة الإنجليزية وغيرها.
***
تشغل صناعة الطائرات بدون طيار مكانة بارزة باعتبارها ثمرة من ثمار التقدم التقني الهائل في هذا المجال، وبحكم الإمكانيات العملياتيه والمعلوماتية التي توفرها للجيوش, وتشهد تطوراً وتنامياً سريعاً، إلى جانب الشهرة التي اكتسبتها هذه الطائرات من خلال العمليات العسكرية المفصلية التي نفذتها بعض الدول في حروبها، وتتنافس العديد من الدول في سوق هذه الصناعة، على رأسها الدول المشاركة في العدوان على اليمن، مثل أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، حيث بلغت استثماراتها في هذا المجال مليارات الدولارات.
وقد أصدر الكونجرس الأمريكي، عام 2012، تقريراً يقول إن هناك ما يقرب من 76 دولة تعمل على تطوير وتصنيع 900 نظام من نظم الطائرات بدون طيار، وأن العدد قفز من 41 دولة تمتلك طائرات دون طيار في 2005، إلى 76 دولة عام 2011، والسبب في هذا الإقبال ـ كما أفاد التقرير ـ هو النجاح الذي أظهرته الطائرات خلال حرب أمريكا في العراق وأفغانستان، حيث قررت تلك الدول، على إثر هذا النجاح، الاستثمار في هذا النوع من الطائرات للمنافسة العسكرية والاقتصادية، ومن هذه الدول مصر وتونس والجزائر وسوريا والإمارات والسعودية, إلا أن المعلومات المتوفرة على مواقع شبكة الإنترنت تفيد بأن استثمار الدول السابقة انحصر في الطائرات الاستطلاعية فقط، وليس الهجومية، مشيرة إلى أن جميعها متكئة على برامج مدتها بها دول رائدة في هذا المجال.
وقد ظهر نجاح هذا السلاح (طائرات بلا طيار) في حرب تموز 2006، فما فعله حزب الله بالعدو الإسرائيلي في هذه الحرب ليس بالأمر الهين, كون العدو المدعوم من كبرى الدول الظالمة اشتكى حينها مما سببته الطائرات بدون طيار التابعة للمقاومة اللبنانية باختراقها لمنظومات رادار العدو الإسرائيلي وإلقائها قنابل متفجرة في عمق الأراضي المحتلة, وتقول معلومات بأن إيران الموجودة في هذا المجال بقوة هي من زودت المقاومة بهذه الطائرات، وتعمل باستمرار على تطويرها.
تحديات تقنية
ومع كل هذا التطوير، ما زالت صناعة هذه الطائرات تواجه تحديات تقنية عدة، فكونها تعتمد عـلى الاتصـالات مـع الأقمار الاصطناعـية قـد تتـعرض إشاراتها لبعض التشويش الذي يقطع اتصال الطيار بالطائرة, ومن أكثر المشاكل التقنية شيوعاً هو التأخير في استقبال الإشارة، مما يبطئ رد فعل الطائرة، والحل الذي توصل إليه المصنعون الرواد تمثل في نشر عدد من الطائرات بدون طيار تعمل بالطاقة الشمسية وتطير لساعات طويلة جداً على هيئة سلسلة، وبالتالي تعمل كمحطات جوية لتقوية الإشارات اللاسلكية بينها وبين المحطة الأرضية.
وبما أن المعلومات المتوفرة حول هذه الصناعة تشير إلى أنه بإمكان أي شخص أن يصنع جسماً يستطيع التحليق في السماء بتحكم لاسلكي, إلا أنها لم تذكر تلك السهولة في صناعة طائرة مفخخة بدون طيار يتم استخدامها لأغراض عسكرية، ليشكل هذا فارقاً كبيراً في الإنجاز الذي حققه اليمانيون المحاصرون منذ عامين، ليصبحوا السباقين في المنطقة إلى مثل هكذا إنجاز دفع المعتدين إلى إطلاق ردود أفعال عبر وسائلهم الإعلامية تدل على حجم الصدمة التي تلقوها جراء هذا الإنجاز العسكري اليمني.
ردود مفلسة للعدوان
إن المراقب للشأن اليمني منذ بداية العدوان قبل عامين، لا يندهش من التعليقات الساقطة التي صدرت من صحفيين وقيادات تابعة للعدوان ومرتزقته في قنواتهم وصحفهم ومواقعهم الإلكترونية، كردود فعل على البيان الذي أعلنته الهندسة العسكرية بوزارة الدفاع في حكومة الإنقاذ حول إضافتها برنامج تصنيع طائرات بدون طيار إلى قائمة برامجها التصنيعية, وردودهم أتت بسبب أنهم يرون هذا الأمر بعيداً عنهم، كونهم معتمدين في حربهم على ما تمدهم به أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وغيرها من الدول من سلاح حديث ومتطور, ولا يعلمون أن الأبطال المدافعين عن سيادة وطنهم من أراذل القوم، يرونه قريباً وضرورة ملحة فرضها الوضع الذي يعيشه البلد في ظل العدوان والحصار.
وقد تركزت تناولات تلك الوسائل الإعلامية على إنكار ما أعلنته دائرة التصنيع العسكري عن صنع طائرات هجومية واستطلاعية بدون طيار, مدعية أن هذه الطائرات مدتهم بها إيران، ودليلها على ذلك هو إعلان تحالف العدوان، في يناير الماضي، إسقاطه استطلاعية إيرانية في المخا.
وبفعل نجاح تلك الطائرات محلية الصنع في أرض المعركة, عمد عملاء الرياض إلى اتهام حكومة إيران بتزويد الجيش واللجان (الانقلابيين حسب تعبيرهم) بطائرات بدون طيار قادرة على إطلاق قذائف صاروخية. فقد وجه وزير خارجية الفار هادي العميل عبدالملك المخلافي، هذا الاتهام ليصرف الأنظار عن الهزائم التي لحقت بهم وتحالفهم في حرب الأدمغة. معتبراً في تصريحاته لصحفية (الشرق الأوسط) أن حيازة الطرف المواجه لهم لمثل هذه الطائرات دليل آخر على التورط الإيراني في اليمن، وأنهم قدموا لمجلس الأمن شكوى ضدها بخرقها قراره رقم 2216.
وعلق مرتزقة آخرون بقولهم إن إعلان الحوثيين صناعتهم طائرات من دون طيار، هو محاولة يائسة لإخفاء هزائمهم المتوالية على يد (الجيش الوطني) حسب تعبيرهم، وهم بهذا التعليق إنما يصرون على فضح أنفسهم وادعاءاتهم الكاذبة كونهم من يتلقى الهزائم المستمرة منذ بداية عدوانهم.
وما يؤكد عدم صحة ما يدعون هو السقوط الذي وصل إليه كاتبهم والمحلل السياسي لقناتي (الحدث) و(العربية) المرتزق محمد جميح، بقوله إن الحوثيين حصلوا على بعض الطائرات ذات التقنية البسيطة هُرّبت لهم من إيران. بينما هكذا ادعاء يفنده الحصار المفروض على اليمن أرضاً وجواً وبحراً, لأن العدوان يستخدم فيه أحدث الأقمار الصناعية والطائرات الحربية والاستطلاعية والبارجات القتالية للسيطرة على منافذ اليمن البرية وموانئه البحرية ومطاراته. حتى إذا كان كلام جميح صحيحاً فالسؤال هنا هو: كيف استطاعت هذه الطائرات الدخول إلى اليمن وسط الحصار الشامل الذي تفرضه دول العدوان؟
وكي لا يقع تحالف العدوان وأبواقه الإعلامية في موقف محرج بالإجابة على السؤال, بادروا إلى ابتكار رد جديد نشرته صحيفة (الوطن) السعودية، وتحدثت فيه عن أن الحوثيين أدخلوا تلك الطائرات على شكل قطع متجزئة من ميناء الحديدة أثناء انعقاد مشاورات الكويت، حيث استغلوا وقاموا بذلك، بعدها عملوا على تركيبها في اليمن بخبرات إيرانية.
كما قامت الصحيفة بالتبرير مسبقاً لجرائم قادمة ينوي تحالف العدوان ارتكابها في محافظة الحديدة علها تخفف عليه صدمة آخر إنجاز صنعه الشعب اليمني في مجال الصناعات الحربية, فقد أوردت في نفس التقرير شائعات فحواها أن المعامل التي يتم فيها تركيب قطع الطائرات موجودة في مزارع المؤسسة الاقتصادية اليمنية، وأخرى بيد الجيش واللجان كانت تابعة لبعض قاطني فنادق الرياض في المحافظة, مضيفة أنه يوجد أكثر من نسخة لهذه الطائرات، بعضها للاستطلاع، وبعضها للرصد والتصوير، وبعضها يحمل صواريخ، وقد بدأت قوات الجيش واللجان الشعبية (ميليشيات الحوثي والمخلوع حد تعبيرها) باستخدامها في الفترة الأخيرة بجبهة المخا وميدي والحدود، وستشهد الفترة المقبلة عمليات لهذه الطائرة، إن لم يتم تدمير تلك المعامل المتواجدة فيها.
إذن، كشف الهندسة العسكرية الخاصة بالجيش واللجان الشعبية عن طائرات بدون طيار محلية الصنع صفعة قوية في وجه العدوان ومرتزقته، ووجه للعالم أجمع رسالة مفادها أن اليمن هو الوطن الذي لا مستحيل على أبنائه مادام سيعمل على منحهم حريتهم واستقلالهم خارج نطاق أية وصاية خارجية, وما حصده المعتدون من هزائم حتى الآن كانت عبر أسلحة بسيطة في أيدي رجال الرجال، ومازال في جعبتهم الكثير والكثير من المفاجآت لجحافل الطغاة المتكبرين، ستظهر في الأيام المقبلة.
مفاجأة مدوية للهندسة العسكرية
لم تتوقف قدرة أدمغة أفراد هذه الدائرة العسكرية عند تطوير وصناعة الصواريخ الباليستية، وتطوير قدرة الدفاعات الجوية للجيش واللجان الشعبية, فبعد أن توالت مفاجآتها للعدوان بدءاً من نجاحها في إيصال صواريخها إلى الرياض، وتطوير أخرى تصل إلى ما بعد بعد الرياض، ثم تحييد منظومة الباتريوت المضادة للصواريخ التي تملكها مجاميع الغزاة ومرتزقتهم، وبعدها إسقاط طائرة (F16) تابعة لهم, أعلنت دائرة الهندسة العسكرية دخول الطائرات بدون طيار ضمن الأسلحة التي يملكها الجيش واللجان الشعبية، حيث يعد نجاحها في صناعتها إنجازاً نوعياً يفاخر به.
وما يجعل هذا الحدث نجاحاً كبيراً ليس قيام أفراد الهندسة العسكرية بصنع الطائرة، وإنما تغلبهم على الظروف الصعبة التي يعيشها البلد بسبب العدوان والحصار, حيث عمل العدوان على تدمير المعسكرات التي كانوا يعملون فيها، بينما يحول الحصار دون استيراد أي من المواد اللازمة لصناعة مثل هذه الآلة الحربية, ولكن رغم ذلك تمكنوا من صناعتها ليستفيدوا من مهامها في حربهم الوطنية المقدسة ضد الغزاة دفاعاً عن أرضهم, معتمدين على ما يتوفر لديهم من مواد وإمكانات بسيطة.
ويأتي هذا الإنجاز الذي دشنت به قوات الجيش واللجان مرحلة جديدة في مجال التحدي العسكري، في الوقت الذي أعطى فيه مجلس الأمن بقراره الأخير فرصة جديدة للعدوان الأمريكي السعودي ليحقق أهداف حربه على اليمن, حيث يرى مراقبون أن القرار أتى لتجديد صلاحيات لجنة العقوبات بعد فشل التحالف عسكرياً، خصوصاً في المعارك الأخيرة بالساحل الغربي، ما دفع المجلس لتمديد العقوبات على الشعب، والتي من ضمنها التدخل العسكري والحصار الاقتصادي بحجة مراقبة تدفق الأسلحة.
وكان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، تحدث في كلمته الأخيرة التي ألقاها بمناسبة ذكرى الشهيد، عن أن الهندسة العسكرية للجيش واللجان الشعبية صوبت أدمغتها نحو صناعة جديدة خاصة بالطائرات بدون طيار، ستأخذ المعركة التي يخوضونها ضد جيوش العدوان ومنافقيه إلى منحى جديد، وستعطيها بعداً آخر.
لماذا طائرات بلا طيار؟
جمعت هذه الطائرات في مواصفاتها كل ما تتطلبه أرض المعركة مع العدو الأمريكي السعودي من تقنيات استطلاعية وهجومية ستشكل مفارقة كبيرة في المعادلة، وستغير الموازين بشكل أكبر من ذي قبل. طائرة (قاصف 1) الهجومية تحمل رأساً تفجيرياً يبلغ وزنه 30 كيلوجراماً، ويبلغ طول بدنها 250 سم، وجناحها 300 سم. ولأن مهمتها قتالية خلاف البقية، فإن محرك البنزين الذي تملكه جعل مداها يعد الأطول بمسافة تبلغ 150 كيلومتراً, وتليها من حيث القدرات شقيقتها (راصد) الاستطلاعية ببدن يبلغ طوله 100 سم و200 سم للجناح، ويمكِّنها محركها الكهربائي من قطع مسافة 35 كيلومتراً.. وكلتاهما تستطيعان المكوث في السماء مدة ساعتين.
وتتميز (قاصف1) بنظام ذكي يستطيع رصد الهدف وتحديده لضربه، بالإضافة إلى أنه بالإمكان تزويدها بعدة أنواع من الرؤوس الحربية حسب المهمة المراد تنفيذها, أما (راصد) فهي مزودة بأحدث تقنيات التصوير الفوتوغرافي، وكذلك نظام خاص بالمسح الجغرافي ورسم الخرائط، وزودت بذلك لتعطي مراقبة لحظية لميدان المعركة وتصحح إدارة النيران بعد رصدها للأهداف.
وهناك أيضاً (هدهد1, رقيب) الاستطلاعيتان اللتان تقومان بمهمات تشبه إلى حد ما تلك التي تقوم بها شقيقتهما السابقة، إلا أن أنظمتهما أكثر تطوراً وتعقيداً. فالأولى (هدهد1) صغيرة الحجم والمقطع الراداري، مما يصعب على صواريخ الدفاع الجوي اكتشافها وتعقبها، كما أن صغر كمية الإشعاع الحراري يقلل من احتمال إصابة الصواريخ الحرارية لها, أما الثانية فهي مزودة بنظام دقيق للرصد والتعقب باستخدام الليزر، إلى جانب امتلاكها تقنيات التصوير المتعدد (نهاراً وليلاً) لتستخدم في رصد تجمعات المقاتلين التابعين للعدو وكذلك عتاده في أي وقت.
إن كل هذه الميزات المتوفرة في الطائرات المصنوعة محلياً أتت بعد جهد كبير بذله أفراد الهندسة العسكرية، متخطين به مختلف الصعوبات والعقبات التي ظهرت أمامهم بفعل الحصار وضعف الإمكانيات. ولأن الحاجة أم الاختراع، فقد عملوا على سد الثغرات التي واجهتهم في أرض المعركة أمام عدو يملك من السلاح أحدثه، وجمع كبير من والمرتزقة. وما جعلهم ينجحون في عملهم الذي أضافوا به إلى تصنيعهم التقليدي برنامج تصنيع الطائرات بلا طيار لأول مرة في تاريخ البلد وفي تاريخ المنطقة، نظراً للظرف الذي يمرون به, هي ضراوة أرض المعركة التي تتطلب اقتحامهم لما هو في عداد المستحيل أمام شعب تُمنع عليه لقمة عيش كريمة، حسب تعبيرهم في البيان الذي أصدروه، الأحد الماضي، والذي تعهدوا فيه باستمرارهم في تطوير البرنامج حتى يغطي مسارات أبعد مدى بعد نجاح ما بدأوا به في أرض المعركة، وأثبت فائدته الكبيرة للجيش واللجان.
لقد باتت الآليات المتحركة والثابتة التابعة لتحالف العدوان ومرتزقته بفعل هذه الطائرات، في مرمى نيران أسلحة الجيش واللجان الشعبية كأهداف مؤكدة, كما قال نائب الناطق الرسمي للجيش واللجان الشعبية العقيد عزيز راشد، لـ(لا)، مضيفاً أنه إلى جانب عملها الحربي في ميدان المعركة، تقوم الطائرات أيضاً بعمل استخباراتي إلكتروني لدائرة الاستخبارات العسكرية، ما يسهل تنفيذ العمليات العسكرية بصورة شاملة وكاملة، ويزيد القدرة على ردع العدوان.
وأكد العقيد راشد، في تصريحه، أن الغاية من الأعمال التي ستستمر الطائرات بدون طيار في القيام بها، هي خلق توازن في المعركة بالقدر الممكن, كون اليمنيين يخوضونها بالنيابة عن الأمة العربية والإسلامية، وبالتالي فإن لدى التصنيع العسكري إصراراً على تطوير هذا السلاح وتسييره في الميدان لمحاولة ردع تكنولوجيا العدو المتطورة والحديثة.
إرادة قهرت الصعوبات
لم تكن الطريق التي سارت عليها دائرة التصنيع العسكري لتحقيق هذا النجاح سهلة، بل مليئة بالعراقيل والمعوقات التي تغلبت عليها أدمغة التصنيع بالعزيمة والإرادة، حيث لا شيء يقف أمام رجال تعرض وطنهم للقصف والدمار من عدو يريد تركيعهم وإذلالهم.
توزعت الصعوبات التي واجهت رجال التصنيع العسكري في هذه الصناعة بين مادية وتقنية، لكنهم في الأخير تجاوزوها، وهو ما أشار إليه العقيد عزيز راشد في حديثه لـ(لا) بقوله: إن الصعوبات المادية التي واجهت التصنيع الحربي تأتي في المقام الأول, ويأتي إيجاد قطع الغيار اللازمة لهذه الصناعة ثانياً, قبل أن يتم توفيرها من المعدات الموجودة في اليمن. وبالنسبة للتقنيات الحديثة (الإلكترونيات) من منظومات وترانزستورات وكاميرات، فقد تم استخراجها من أجهزة الكومبيوتر والتلفاز.
وأضاف العقيد راشد: أما بالنسبة للمعلومات فلا يمكن حجبها، كون العالم الآن أصبح قرية صغيرة بسبب شبكة الإنترنت, ونحتاج فقط لجهاز كمبيوتر صغير متصل بها للحصول على أية معلومة نريدها في أي مجال, كما أننا نملك مكتبة كبيرة في جانب تصنيع الطائرات باللغة الإنجليزية وغيرها.
***
تشغل صناعة الطائرات بدون طيار مكانة بارزة باعتبارها ثمرة من ثمار التقدم التقني الهائل في هذا المجال، وبحكم الإمكانيات العملياتيه والمعلوماتية التي توفرها للجيوش, وتشهد تطوراً وتنامياً سريعاً، إلى جانب الشهرة التي اكتسبتها هذه الطائرات من خلال العمليات العسكرية المفصلية التي نفذتها بعض الدول في حروبها، وتتنافس العديد من الدول في سوق هذه الصناعة، على رأسها الدول المشاركة في العدوان على اليمن، مثل أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، حيث بلغت استثماراتها في هذا المجال مليارات الدولارات.
وقد أصدر الكونجرس الأمريكي، عام 2012، تقريراً يقول إن هناك ما يقرب من 76 دولة تعمل على تطوير وتصنيع 900 نظام من نظم الطائرات بدون طيار، وأن العدد قفز من 41 دولة تمتلك طائرات دون طيار في 2005، إلى 76 دولة عام 2011، والسبب في هذا الإقبال ـ كما أفاد التقرير ـ هو النجاح الذي أظهرته الطائرات خلال حرب أمريكا في العراق وأفغانستان، حيث قررت تلك الدول، على إثر هذا النجاح، الاستثمار في هذا النوع من الطائرات للمنافسة العسكرية والاقتصادية، ومن هذه الدول مصر وتونس والجزائر وسوريا والإمارات والسعودية, إلا أن المعلومات المتوفرة على مواقع شبكة الإنترنت تفيد بأن استثمار الدول السابقة انحصر في الطائرات الاستطلاعية فقط، وليس الهجومية، مشيرة إلى أن جميعها متكئة على برامج مدتها بها دول رائدة في هذا المجال.
وقد ظهر نجاح هذا السلاح (طائرات بلا طيار) في حرب تموز 2006، فما فعله حزب الله بالعدو الإسرائيلي في هذه الحرب ليس بالأمر الهين, كون العدو المدعوم من كبرى الدول الظالمة اشتكى حينها مما سببته الطائرات بدون طيار التابعة للمقاومة اللبنانية باختراقها لمنظومات رادار العدو الإسرائيلي وإلقائها قنابل متفجرة في عمق الأراضي المحتلة, وتقول معلومات بأن إيران الموجودة في هذا المجال بقوة هي من زودت المقاومة بهذه الطائرات، وتعمل باستمرار على تطويرها.
تحديات تقنية
ومع كل هذا التطوير، ما زالت صناعة هذه الطائرات تواجه تحديات تقنية عدة، فكونها تعتمد عـلى الاتصـالات مـع الأقمار الاصطناعـية قـد تتـعرض إشاراتها لبعض التشويش الذي يقطع اتصال الطيار بالطائرة, ومن أكثر المشاكل التقنية شيوعاً هو التأخير في استقبال الإشارة، مما يبطئ رد فعل الطائرة، والحل الذي توصل إليه المصنعون الرواد تمثل في نشر عدد من الطائرات بدون طيار تعمل بالطاقة الشمسية وتطير لساعات طويلة جداً على هيئة سلسلة، وبالتالي تعمل كمحطات جوية لتقوية الإشارات اللاسلكية بينها وبين المحطة الأرضية.
وبما أن المعلومات المتوفرة حول هذه الصناعة تشير إلى أنه بإمكان أي شخص أن يصنع جسماً يستطيع التحليق في السماء بتحكم لاسلكي, إلا أنها لم تذكر تلك السهولة في صناعة طائرة مفخخة بدون طيار يتم استخدامها لأغراض عسكرية، ليشكل هذا فارقاً كبيراً في الإنجاز الذي حققه اليمانيون المحاصرون منذ عامين، ليصبحوا السباقين في المنطقة إلى مثل هكذا إنجاز دفع المعتدين إلى إطلاق ردود أفعال عبر وسائلهم الإعلامية تدل على حجم الصدمة التي تلقوها جراء هذا الإنجاز العسكري اليمني.
ردود مفلسة للعدوان
إن المراقب للشأن اليمني منذ بداية العدوان قبل عامين، لا يندهش من التعليقات الساقطة التي صدرت من صحفيين وقيادات تابعة للعدوان ومرتزقته في قنواتهم وصحفهم ومواقعهم الإلكترونية، كردود فعل على البيان الذي أعلنته الهندسة العسكرية بوزارة الدفاع في حكومة الإنقاذ حول إضافتها برنامج تصنيع طائرات بدون طيار إلى قائمة برامجها التصنيعية, وردودهم أتت بسبب أنهم يرون هذا الأمر بعيداً عنهم، كونهم معتمدين في حربهم على ما تمدهم به أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وغيرها من الدول من سلاح حديث ومتطور, ولا يعلمون أن الأبطال المدافعين عن سيادة وطنهم من أراذل القوم، يرونه قريباً وضرورة ملحة فرضها الوضع الذي يعيشه البلد في ظل العدوان والحصار.
وقد تركزت تناولات تلك الوسائل الإعلامية على إنكار ما أعلنته دائرة التصنيع العسكري عن صنع طائرات هجومية واستطلاعية بدون طيار, مدعية أن هذه الطائرات مدتهم بها إيران، ودليلها على ذلك هو إعلان تحالف العدوان، في يناير الماضي، إسقاطه استطلاعية إيرانية في المخا.
وبفعل نجاح تلك الطائرات محلية الصنع في أرض المعركة, عمد عملاء الرياض إلى اتهام حكومة إيران بتزويد الجيش واللجان (الانقلابيين حسب تعبيرهم) بطائرات بدون طيار قادرة على إطلاق قذائف صاروخية. فقد وجه وزير خارجية الفار هادي العميل عبدالملك المخلافي، هذا الاتهام ليصرف الأنظار عن الهزائم التي لحقت بهم وتحالفهم في حرب الأدمغة. معتبراً في تصريحاته لصحفية (الشرق الأوسط) أن حيازة الطرف المواجه لهم لمثل هذه الطائرات دليل آخر على التورط الإيراني في اليمن، وأنهم قدموا لمجلس الأمن شكوى ضدها بخرقها قراره رقم 2216.
وعلق مرتزقة آخرون بقولهم إن إعلان الحوثيين صناعتهم طائرات من دون طيار، هو محاولة يائسة لإخفاء هزائمهم المتوالية على يد (الجيش الوطني) حسب تعبيرهم، وهم بهذا التعليق إنما يصرون على فضح أنفسهم وادعاءاتهم الكاذبة كونهم من يتلقى الهزائم المستمرة منذ بداية عدوانهم.
وما يؤكد عدم صحة ما يدعون هو السقوط الذي وصل إليه كاتبهم والمحلل السياسي لقناتي (الحدث) و(العربية) المرتزق محمد جميح، بقوله إن الحوثيين حصلوا على بعض الطائرات ذات التقنية البسيطة هُرّبت لهم من إيران. بينما هكذا ادعاء يفنده الحصار المفروض على اليمن أرضاً وجواً وبحراً, لأن العدوان يستخدم فيه أحدث الأقمار الصناعية والطائرات الحربية والاستطلاعية والبارجات القتالية للسيطرة على منافذ اليمن البرية وموانئه البحرية ومطاراته. حتى إذا كان كلام جميح صحيحاً فالسؤال هنا هو: كيف استطاعت هذه الطائرات الدخول إلى اليمن وسط الحصار الشامل الذي تفرضه دول العدوان؟
وكي لا يقع تحالف العدوان وأبواقه الإعلامية في موقف محرج بالإجابة على السؤال, بادروا إلى ابتكار رد جديد نشرته صحيفة (الوطن) السعودية، وتحدثت فيه عن أن الحوثيين أدخلوا تلك الطائرات على شكل قطع متجزئة من ميناء الحديدة أثناء انعقاد مشاورات الكويت، حيث استغلوا وقاموا بذلك، بعدها عملوا على تركيبها في اليمن بخبرات إيرانية.
كما قامت الصحيفة بالتبرير مسبقاً لجرائم قادمة ينوي تحالف العدوان ارتكابها في محافظة الحديدة علها تخفف عليه صدمة آخر إنجاز صنعه الشعب اليمني في مجال الصناعات الحربية, فقد أوردت في نفس التقرير شائعات فحواها أن المعامل التي يتم فيها تركيب قطع الطائرات موجودة في مزارع المؤسسة الاقتصادية اليمنية، وأخرى بيد الجيش واللجان كانت تابعة لبعض قاطني فنادق الرياض في المحافظة, مضيفة أنه يوجد أكثر من نسخة لهذه الطائرات، بعضها للاستطلاع، وبعضها للرصد والتصوير، وبعضها يحمل صواريخ، وقد بدأت قوات الجيش واللجان الشعبية (ميليشيات الحوثي والمخلوع حد تعبيرها) باستخدامها في الفترة الأخيرة بجبهة المخا وميدي والحدود، وستشهد الفترة المقبلة عمليات لهذه الطائرة، إن لم يتم تدمير تلك المعامل المتواجدة فيها.
إذن، كشف الهندسة العسكرية الخاصة بالجيش واللجان الشعبية عن طائرات بدون طيار محلية الصنع صفعة قوية في وجه العدوان ومرتزقته، ووجه للعالم أجمع رسالة مفادها أن اليمن هو الوطن الذي لا مستحيل على أبنائه مادام سيعمل على منحهم حريتهم واستقلالهم خارج نطاق أية وصاية خارجية, وما حصده المعتدون من هزائم حتى الآن كانت عبر أسلحة بسيطة في أيدي رجال الرجال، ومازال في جعبتهم الكثير والكثير من المفاجآت لجحافل الطغاة المتكبرين، ستظهر في الأيام المقبلة.
المصدر شايف العين/ لا