وليد السروري/ لا ميديا‏
بدأ مسيرته الرياضية مع نادي شباب الأقصى الرياضي فى حارة ‏الشماسي بتعز. التحق بأشبال نادي أهلي تعز في سن 12 عاما؛ ‏ولكن لم يستمر طويلاً، فقد كان انضمامه إلى "طاهش الحوبان"، ‌‏"القلعة البيضاء"، طليعة تعز، في منتصف الثمانينيات، بداية ‏القصة. تدرج في الفئات العمرية. ويدين بالفضل للمدرب العملاق ‏فؤاد علي عبد الله، الذي كان له السراج والسلم وصقل موهبته ‏بفضل توجيهاته المستمرة، ثم دفع به إلى الفريق الأول مع زملائه ‏الجدد: المرحوم نبيل حزام ورضوان المهدي وجميل عبد الجليل ‏وأسعد محمد عبده... ليلمع نجمه هناك، وخلال فترة بسيطة جداً ‏تألق وصار يشار له بالبنان ملكاً لخط الظهر‎.‎
صاحب القدم اليسرى الصاروخية، المدفعجي، الكابتن محسن سالم، ‏لاعب قلّما تجد مثيلا له، لاعب بمواصفات عالية ومن طينة الكبار ‏وخامة فريدة عاصرت نجوم الزمن الجميل. يجيد التمركز الصحيح ‏وضربات الرأس. دائماً ما كان جاهزاً على المستوى الذهني ‏والبدني والتخطيطي، بمخزون مهاري وإبداعي غزير. لم يستمر ‏كثيراً فى الملاعب عندما قطع الحدود الأمريكية، وقرر الاستقرار ‏والاغتراب في بلاد العم سام، ليترك حبه وشغفه الأكبر ويتفرغ ‏للحياة العلمية والعملية‎ .‎
وجود الكابتن محسن في خط الظهر كان يمثل قيمة عالية ويعطي ‏الثقة والأمان. كان يقف كالصخرة بكل شموخ وتتحطم عنده ‏غزوات المهاجمين، وفي الوقت نفسه يضع اللبنة الأولى لبناء ‏وصناعة الهجمة من الخلف فيعود الفريق من الوضع الدفاعي إلى ‏الوضع الهجومي المنظم‎ .‎
يصفه الكثير ممن عاشوا تلك الحقبة بأنه من أفضل لاعبي جيله. ‏مدفعجي يجيد التسديد القوي وخاصة الكرات الثابتة والتصويب من ‏خارج المنطقة. صاحب نفس طويل يفرض السيطرة والرقابة ‏اللصيقة على المهاجمين ويقيد تحركاتهم ويحد من خطورتهم ويقطع ‏الإمدادات على الفريق المنافس بحس دفاعي عالٍ مع الكثير من ‏الصلابة والقوة. وأكثر ما كان يميز ابن سالم التمركز الصحيح ‏وتوقع تحركات المهاجمين. كان كذلك صاحب أخلاق رفيعة جداً ‏وساهمت تربيته الصالحة التي نشأ عليها في التزامه واحترامه ‏للجميع، بالإضافة إلى أنه يمتلك روحاً مرحة ونكتة رائعة. ولعل ‏النقاشات المستمرة الحارة التي كان يجريها مع الحارس المتألق ‏وبطل المصارعة السابق الكابتن نصر الحربي كانت تمثل ‏مسرحيات كوميدية تأخذك إلى عالم السعادة والضحك.‏
لم تكن طريقه مفروشة بالورد، حيث جاء للفريق الأول فى زمن فيه ‏الكثير من النجوم الكبار، وخاصة فى خط الدفاع من أصحاب ‏الخبرة المتراكمة والنجومية المتفردة، منهم على سبيل المثال ‏عملاق الحراسة اليمنية عادل إسماعيل ونوفل أمين وفيصل أسعد ‏وعبدالله الأسد ومحمد الهوندا وناصر محمد عبده وعبدالله أسعد ‏والمرحومان علي أسعد ومحمد بخيت... وغيرهم من نجوم الزمن ‏الجميل، بقيادة المدرب الإنسان المرحوم عبدالحميد الشاوش.‏
شق الكابتن محسن طريقه في الصخر، وأثبت نفسه كشخصية ‏محورية فى الكتيبة الطلعاوية بكل جدارة وتألق واستحقاق‎ .‎
يصف المباراة التي لعبها أمام فريق أهلي الحديدة في عز تألق وقوة ‏الأهلي الساحلي في أرض الأخير وبين جمهوره، والذى كان يمتلك ‏نجوماً وأسماء لامعة أمثال شنب حمادي ورامي عبد الرازق ‏والمجربي ومحمد راوح، بأنها الأفضل والأجمل على الإطلاق‎ .‎
في ذروة تألق الرياضة التعزية في ثمانينيات القرن الماضي مثل ‏الكابتن محسن منتخب المدارس وبعده منتخب الجامعة، ثم تم ‏استدعاؤه للانضمام إلى منتخب الناشئين الذي كان يستعد للمشاركة ‏في دولة الكويت فانضم إلى معسكر المنتخب بصنعاء بمعية رفيق ‏دربه الكابتن المرحوم نبيل حزام، وكذلك الكباتن أسعد محمد عبده ‏ورضوان المهدي وجميل عبد الجليل؛ ولكنها مشاركة لم تكتمل بعد ‏إلغائها وعودة جميع لاعبي المنتخب إلى محافظاتهم بعد تجربة ‏يصفها هذا النجم بالجميلة والمفيدة رغم قصرها وعدم اكتمالها‎ .‎
كان الكابتن محسن طلعاوياً أصلياً محباً غيوراً يعشق الكيان حتى ‏النخاع، وهذا ما جعله يُحدث إلى جانب رفقاء دربه الطلعاويين ‏الكابتن المرحوم نبيل حزام رحمه الله والكابتن نصر الحربي ‏والكابتن ياسر الجعدي والكابتن جمال الجهيم... ثورة طلعاوية ‏كبيرة في حي الشماسي "حارة الرضوان"، مشكلاً نموذجاً رائعاً ‏رياضياً وأخلاقياً يرتدي الشعار الطلعاوي الأنيق الملفت للنظر ‌‏(الفانيلة البيضاء والشورت الأسود) ومصدر إلهام للكثير من أبناء ‏المنطقة الذين سرعان ما ذابوا جميعاً حباً وعشقاً باللون الأبيض‎ .‎