ضباط أمريكيون: صنعاء خصم حقيقي وفي البحر الأحمر خضنا معركة صعبة
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
هدأت معركة البحر الأحمر مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الجاري، إلا أن صدى المعركة والدروس المستفادة من المواجهات الشرسة مع القوات المسلحة اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، لازالت تتردد في مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الأمريكية والغربية.
وتأكيداً على القدرات العسكرية المتطورة التي أثبتتها القوات المسلحة اليمنية في مواجهة البحرية الأمريكية والبريطانية وأخرى تابعة لدول أوروبية، التي قدمت بأساطيلها إلى البحر الأحمر لحماية مصالح الكيان الصهيوني من الهجمات اليمنية، أقر ضباط أمريكيون بأن الأشهر الخمسة عشر الماضية في البحر الأحمر كانت بمثابة "اختبار ضغط رئيسي لأسطول يستعد للحرب مع الصين"، مشيرين إلى أن الهجمات اليمنية كشفت المزيد من أوجه القصور في القاعدة الصناعية الدفاعية لبحرية الولايات المتحدة.
موقع "ذا وور زون" الأمريكي المعني بالشؤون العسكرية، نشر تقريراً حديثاً حول الدروس المستفادة من الحرب في البحر الأحمر، واضعاً ما يُشبه المقارنة بين المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية منذ دخول صنعاء معركة إسناد غزة أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، وبين المعركة المحتملة بين الولايات المتحدة والصين.
ووصف الموقع الأمريكي قوات صنعاء بأنها "خصم حقيقي" تم مواجهته في البحر الأحمر.. مشيراً إلى أن البحرية الأمريكية تعمل على الاستفادة من تقنيات وقدرات القوات المسلحة اليمنية التي أثبتتها خلال المواجهات، عبر دراستها وعكسها على خصم أكبر بحجم جيش التحرير الشعبي الصيني.
وأفاد بأن الأسطول البحري الأمريكي شهد في المواجهات مع اليمن قتالاً مستمراً لأول مرة منذ عقود.
وأجرى الموقع مقابلات مع ضباط عسكريين في البحرية الأمريكية.
وقال ضابط تحدث إلى الموقع بشرط عدم الكشف عن هويته: "الكثير من هذه الدروس وكل ما نتعلمه من البحر الأحمر يشكل تدريبًا قيمًا بشكل لا يصدق بالنسبة لنا في القتال على مستوى عال".. مؤكداً أن البحرية الأمريكية خاضت في البحر الأحمر "معركة صعبة".
وقال ضابط آخر: "إن الجغرافيا والطريقة التي تطور بها الحوثيون تمنحنا بعض الرؤية العظيمة، وتترجم بشكل مباشر إلى استعدادنا لتلك المعركة ضد الصين".. فيما قال جان فان تول، وهو قائد سفينة حربية متقاعد: "إن البحر الأحمر أكد على الحاجة إلى زيادة إنتاج ذخائر البحرية الأمريكية".. محذراً من أن "الصواريخ التي تطلق في البحر الأحمر وأماكن أخرى تؤدي إلى تآكل المخزونات الأمريكية من الذخيرة باهظة الثمن".
من جهته قال ضابط الحرب السطحية المتقاعد برادلي مارتن: "إن من بين الدروس التي يمكن للبحرية الأمريكية أن تتعلمها من البحر الأحمر هي الحقائق الصارخة للعمليات الدورية لجناح حاملة الطائرات بالقرب من منطقة اشتباك أسلحة العدو. وقد ظهرت مخاطر مثل هذه العمليات في الشهر الماضي، عندما أسقط الطراد يو إس إس جيتيسبيرج (CG-64) عن طريق الخطأ طائرة إف إيه-18 سوبر هورنت أثناء هجوم حوثي مستمر على يو إس إس هاري إس ترومان (CVN-75). ولم تصدر البحرية سوى تفاصيل قليلة عن المواجهة، ولكن هناك ثلاثة تحقيقات على الأقل جارية لتحديد ما حدث". وأضاف مارتن أن "التعامل مع هجمات من عدو يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة على الشاطئ يعد تجربة مهمة أيضًا".
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت في 22 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تنفيذ عملية استباقية استهدفت من خلالها حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس ترومان" والقطع البحرية المساندة لها في البحر الأحمر، ونتج عن العملية التي تمت بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، إفشال عدوان واسع كانت بحرية الولايات المتحدة تخطط لتنفيذه ضد اليمن، كما أسفرت العملية عن إسقاط مقاتلة من نوع F18 وإجبار حاملة الطائرات على الفرار إلى أقصى الشمال في البحر الأحمر.
وزعمت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها، حينها، أن إسقاط المقاتلة تم بنيران صديقة، دون الكشف عن أي تفاصيل.
بيانات حساسة
في السياق قال مركز الأمن البحري الدولي للأبحاث، إن معركة البحر الأحمر وفرت كميات كبيرة من البيانات الحساسة عن قدرات وقيود أنظمة القتال الرئيسية للبحر الأحمر، وأن هذه البيانات قد تساعد خصوم الولايات المتحدة، وفي مقدمتهم الصين، على تحسين قدراتهم لتجاوز التقنيات الأمريكية.
ونشر المركز، الذي تم تأسيسه في الولايات المتحدة، تقريراً ذكر فيه أن "الوصول غير المقيد نسبياً من قبل الصين إلى كميات كبيرة من البيانات حول الاشتباكات القتالية الأمريكية، وجمع المعلومات حول قدرات وقيود الدفاع الجوي والصاروخي الحاسمة للبحرية الأمريكية، تمثل نعمة كبيرة للصين على الأمد البعيد".
وأضاف: "إن الأدلة على الجهود الصينية للوصول إلى التقنيات العسكرية الأمريكية واستخراجها وعكس هندستها كثيرة، وربما تتعلم الصين المزيد من خلال مشاهدة وجمع المعلومات عن اشتباكات البحرية الأمريكية ضد مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون".
وأشار إلى أنه "من خلال الأمان النسبي للقاعدة الصينية القريبة في جيبوتي والسفن الحربية التابعة لقوة المهام البحرية المرافقة لجيش التحرير الشعبي في خليج عدن القريب، فإن الصين في وضع يسمح لها بمشاهدة وجمع المعلومات عن بعض أكثر قدرات الدفاع الجوي والصاروخي تقدماً لدى البحرية الأمريكية أثناء العمليات القتالية في العالم الحقيقي، ومن الممكن أن توفر هذه البيانات للصين دروساً لا تقدر بثمن حول كيفية مواجهة قدرات البحرية الأمريكية إذا حدثت مواجهة مباشرة مع الصين".
وخلص المركز إلى القول إنه "يتعين على البحرية الأمريكية أن تدرس العواقب غير المقصودة المترتبة على الكشف عن قدرات دفاعية جوية وصاروخية حساسة للصين من خلال العرض المستمر لهذه الأنظمة أثناء العمليات في البحر الأحمر، وقد تؤدي الإجابات على هذه الأسئلة إلى إعادة تقييم الاستراتيجية الأمريكية في البحر الأحمر".
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا