من وراء دراما رمضان؟.. إفلاس قنوات المرتزقة.. تحليل لآلية التكرار الحلقة الثالثة
- تم النشر بواسطة خاص / لا ميديا

خاص / لا ميديا -
تعتمد قنوات المرتزقة على تكرار نسخٍ مُبتذَلة من المحتوى، تمزج بين التحريض وتشويه صورة المجتمع اليمني، بهدف خلق واقعٍ افتراضي يُبرر التدخلات الخارجية والداخلية، وتستغل انتشارها والتي مع مرور الأيام تتعرض للإفلاس الفكري، وفقدان رواجها، وسقطت حتى في أعين أتباعها بسبب التكرار الممل، وسعي تلك القنوات الى تجسيد أفكار درامية لا علاقة لها بقيم المجتمع.
من التحريض إلى صناعة الواقع الزائف
من نماذج تلك القنوات «الجمهورية» التي دأبت على حَبْك سردياتٍ مُمَنهَجة تُعيد إنتاج نفس الخطاب منذ سنوات في فضائية «سهيل» الإخوانجية وغيرها التي هاجر منها مقدما البرنامجين (الحاوري والأضرعي) عبر البرامج المفلسة والمكررة كبرنامج «كش ملك» وبرنامج «هرجلة» اللذين يُقدمان خطاباً تحريضياً ضد خصوم الممولين، مع تكرار مصطلحات مثل «العمالة» و«الخيانة»، دون طرح أي تحليلٍ موضوعي، واستغلال الوضع الإنساني، والقضايا والهموم اليومية للمواطن اليمني في صنعاء والكثير والمحافظات الأخرى، فالكلمات البذيئة والتحريضية تكرر نفسها مما شكل نفورا لدى المتابع كونها لا يوجد لديها جديد لتقدمه للمشاهد، وهذا ما ظهر خلال الأيام الأولى للشهر رمضان الكريم.
وهذا التكرار ليس عشوائياً، بل يُعتبر أداةً لـ(غسل الأدمغة) عبر تعزيز الرواية الواحدة بشكلٍ ممجوج يعكس إفلاسهم الفكري.
تشويه الهوية اليمنية
تُقدّم تلك المسلسلات صورةً مُشوَّهة عن المرأةِ اليمنية، كمسلسل «طريق إجباري» أنموذجا، والذي يعكس صورة مغلوطة عن الأسرة اليمنية، وتعامل اليمنيين، أهل الحكمة والإيمان، مع المرأة، وإن كان في الواقع معاناة ومشاكل اجتماعية، ولكنها ليست بتلك البشاعة التي صوّرها المسلسل كـ(تزييف قضية زواج القاصرات)، ورفع السلاح في وجه المرأة، وتلك الممارسة تتناقض مع العادات اليمنية الأصيلة التي تحرص على اختيار الزوج المناسب، وتستنكر الاستغلال، ويربط المسلسل الظاهرة بـ«الربا» و«المراباة»، ويزعم أنها من أخلاق اليهود، في محاولةٍ لخلق عداءٍ ديني واجتماعي مُفتعل، يتجاهل «طريق إجباري» حقيقة وواقع أخلاق المجتمع اليمني، وتركز دراما المرتزقة على تصدير صورة اليمن كمجتمعٍ همجي.
مسلسل «بيت وقف» عنوان الذلة للرجل اليمني
تُصوّر أحداث هذا المسلسل الذي يبث من فضائية «عدن المستقلة» التابعة لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» ورئيسه المرتزق الإماراتي عيدروس الزبيدي، أن الرجل اليمني في هذا المسلسل شخص جائع مهووس بالطعام، وخائف ذليل، بينما التاريخ اليمني يشهد على كرامة أبنائه وصمودهم أمام التحديات، ويُبرز العمل شخصياتٍ سلبية تنعدم فيها الإرادة، كتعبيرٍ ضمني عن ضرورة الخضوع للوصاية الخارجية، قد يتساءل القارئ الكريم لماذا هذا التشويه؟ ومن وراء هذه الصورة النمطية أهداف بعيدة المدى وأجندة خفية تحدثنا عنها في الحلقات السابقة.
زوبعة قناة «سهيل» لفريق الربع المفلس
مسلسل «زوبعة» وله من اسمه نصيب، من التكرار الممل للأفكار والشخصيات، مما يجعل برامجها مفضوحة، زوبعة مملة وتهين نفسها بنفسها حيث تكرر الأفكار وقصصا سبق تقديمها منذ سنوات بطريقة نمطية وقصصا مكررة، ولا يقدم أي جديد يذكر مثل «غاغة» و«كش ملك» على خطى «زوبعة»، وليست المرة الأولى التي يتكرر وتتشابه فيها أفكار مسلسلاتهم وبرامجهم المختلفة في شهر رمضان منذ سنوات، ونفس النوعية، مع اختلاف الاسم والقناة فقط.
مشاهدات وهمية!
لم تكتفِ تلك القنوات ببث أفكارها وسمومها، بل تعمد إلى فتح قنوات باسم مسلسلاتها على اليوتيوب لشراء المشاهدات الوهمية، وممولة على اليوتيوب للتباهي المزيف. يستخدمون روبوتات وحسابات وهمية، بالإضافة إلى الإعلانات الممولة، لزيادة الأرقام، مما يضلل الجمهور، ويوهمه أن جمهورهم كبير. وهنا يتوجب على الجمهور تقييم المحتوى بصدق، ومكافحة هذه الممارسات، وعلى الفنانين تحمل المسؤولية.
صنعاء تتحدى «سموم المرتزقة» بدراما وإعلام وطني
وقبل الختام لا بُد من الإشارة إلى ما تقدمه قنوات صنعاء التي باتت تتصدر المشهد، مقدمةً محتوى وطنيًا وإبداعيًا، كـ«طوفان البحر» و«أواب» على اليمن الفضائية، و«أهل المغارس» على قناة «ريف اليمن»، ومحتوى «قناة المسيرة» وغيرها من الأعمال التي تثبت أن الشباب في قنوات صنعاء لديهم الكثير من الأفكار التي أثبتت مصداقيتها وتواجه السيل الإعلامي لقنوات المرتزقة بصورة واقعية، وتعزز الهوية اليمنية، رغم بعض الهنات البسيطة والملاحظات، إلا أن المحتوى متجدد، ويحمل رسالة وعي للمجتمع.
المصدر خاص / لا ميديا