لا ميديا -
يزخر تاريخ المقاومة بكثير من المفاجآت البطولية، وغالباً ما يكون الغموض أحد كوامنها المحفزة للسؤال والتأمل. وشخصية أحمد كامل سرحان، المولود في غزة عام 1981، تأتي في هذا السياق. يصفه الكثير ممن حوله بأنه كان «بسيطاً ومحبوباً»، ولم يتوقعوا يوماً أنه سيكون شخصية محل اهتمام بالنسبة لاستخبارات الاحتلال. حتى من يعرفونه أكثر كانوا يعتقدون أنه مجرد «ناشط عادي» في «ألوية الناصر صلاح الدين».
في 19 أيار/ مايو 2025، تسللت ليلاً قوة صهيونية خاصة إلى منطقة الكتيبة وسط مدينة خان يونس، مستخدمة سيارة مدنية بلوحة فلسطينية، وكان عناصرها (مستعربين) متنكرين بأزياء نسائية عربية، وادعوا أنهم أسرة فلسطينية نازحة من شرق خان يونس. حاولت القوة الخاصة اقتحام منزله وسط خان يونس بهدف اختطاف القائد سرحان لانتزاع معلومات استخباراتية منه حول الأسرى الصهاينة لدى المقاومة.
خاض معهم اشتباكاً بطولياً داخل منزله، وهنا أدركت القوة المتسللة أن إمكانية اعتقاله حياً صارت مستحيلة، فأقدمت على إعدامه ميدانيا، واختطفت زوجته وابنه الأكبر (12 عاماً). ولتأمين انسحاب القوة شنت قوات الاحتلال أكثر من 30 غارة جوية خلال 40 دقيقة، وأطلقت نيراناً كثيفة من المروحيات والدبابات، ما أدى إلى استشهاد 28 فلسطينياً في أنحاء مختلفة من قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية وتجويع وحصار وتشريد تشنها قوات الاحتلال الصهيوني منذ 7/ 10/ 2023.
نعت ألوية الناصر صلاح الدين في بيان «استشهاد القائد الكبير أحمد كامل سرحان، مسؤول العمل الخاص في الألوية، بعد اشتباك بطولي مع قوة خاصة صهيونية سعت لاعتقاله من منزله في خان يونس».
علق الصحفي دورون كدوش من إذاعة قوات الاحتلال بأن «العملية تبدو أكثر تعقيداً من مجرد اغتيال؛ إذ لم يكن هناك داعٍ لإرسال قوة خاصة وتعريضها للخطر في حال كان الهدف الوحيد تصفية سرحان، وكان من الممكن استهدافه جواً».
صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية قالت إن «هدف العملية الخاصة في خان يونس كان اعتقال قيادي فلسطيني لاستجوابه وانتزاع معلومات منه عن الأسرى الإسرائيليين؛ لكنها فشلت في تحقيق هدفها».