مراودة آخر النفق
صلاح الدكاك
أودعتُ في ورقٍ عُمْراً أنوءُ بِهِ
فلي ضريحان مِن رملٍ ومِن ورقِ
عليهما لغيابي شاهدانِ: دمٌ
من دفَّتين، وصخرٌ عابسُ الحَدَقِ
أكادُ أسمعُ ملهاةَ السكونِ على
رسمي وقهقهةَ الأيامِ مِن أرقي
موتانِ عِشْتَ وتقضي مثخناً بهما
تغيثُ بالحِبْرِ ما استعصى على الوَدَقِ
لا العُمْرُ أزهرَ في مجرى السطورِ ولا
أبقت حروفُكَ للورَّاقِ مِن رَمَقِ
وأسوأُ الموتِ أنْ تحيا على أملٍ
ناءٍ، تراودُ ضوءاً آخر النفقِ



أقوال (غير) مأثورة
علي عطروس
° هو مَن سرق التفاحة، وهي مَن أكلتها!
° غبيٌّ ناجح خير من ذكي فاشل.
° اشترِ مثقفاً، تبِعْ وطناً!
° ومن أدوات «التمديد»: الطَّرْق والسَّحب!
° «البوّاب» أكثر مَن يعرف ما يحدث في الأعلى!
° اليمنيون اليوم لا تعوزهم معجزة، بل يعوزهم الاستغناء عن العجزة!
° الإحباط... مسدس موت كاتم للصوت!
° جنود إبليس يكمنون لنا في تفاصيل الداخل. أما إبليس فيفصل كمائنه لنا بالخارج!
° أرعد وتبرقين... وما غير الدموع لنا مطر!
° على قدر «عزم الأهل» تأتي المناصبُ!
° اليمنيون ضعفاء في الحساب عموماً، ورغم ذلك أقوياء في «تصفيته»!
° حالة الطقس الدائمة في هذه البلاد: هبوب الرياح فقط!
° الراقصة الجميلة لا تحسن الغناء غالباً!
° دعهم يقرعون كل الطبول، إلا طبلتَي أذنيك، فاحذر!
° نصف الشعب يرمي القراطيس في الشارع، ونصفه الآخر «يلقطها»!
° أكملَ «الديوان» ولم يعد ينقصه سوى «البيت»!
° الجوع زعيم عصابة!
° اليمنيون يعيشون «العصر» بالفعل، ويموتون به أيضاً!
° الشرق شرق والغرب غرب، ولا يلتقيان (إلا علينا)!
° حتى الأقلام الذهبية حبرها أسود!
° الوطن لا يقبل القسمة على أي رقم؛ إلا إن قبل الشعب الضرب بأي عدد.
° فشلتِ في «جبر الكسور» يا معلمة الرياضيات!


لعلها دعوة مظلوم!
 «بعد سقوط البرامكة وانهيار ملكهم، وتنكيل الرشيد بهم، قال ابن يحيى البرمكي لأبيه وهُما في القيود والحَبْس: يا أبتِ، بعدَ الأمر والنهي والأموالِ العظيمة أصارَنا الَّدهرُ إلى القُيُودِ ولُبس الصُّوف والحَبْس!... فقال له أبوه يحيى: يا بُنيَّ، لَعلَّها دعوةُ مظلوم سَرَتْ بليل، غَفَلنا عنها، ولم يَغْفُل اللهُ عنها».


من حضن أمهم إلى «حجف» أبيهم.. المرتزقــة
«الولايات المتحدة تطلب من الحكومة اليمنية «المعترف بها» الانضمام إلى القوة الدولية المقرر نشرها في قطاع غزة، في إطار خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام، على ما أفاد مسؤولون يمنيون لوكالة الصحافة الفرنسية»!
• كانوا يهاجموننا لقتالنا بأمرٍ من الله عن أهل غزة. واليوم -وبأمرٍ من أمريكا- يذهبون لقتال أهل غزة.
كان الصهاينة يقاتلون معهم جنباً إلى جنب في اليمن. والآن سيقاتلون مع الصهاينة جنباً إلى جنب في غزة. وهكذا ينتهي بهم الأمر «عبيد زنار ودينار». ومن حضن أمهم السعودية وخالتهم الإمارات إلى «حجف» أبيهم في «تل أبيب».


تفكيك السردية اليمنية
هناك أمرٌ بالغ الأهمية: الدعاية. لماذا لا نُخصّص موارد أكبر بكثير لتفكيك دعاية اليمنيين؟! لديهم قناة تلفزيونية، ومواقع إخبارية، ومليارات الحسابات على تيليجرام وتويتر وغيرهما من منصات التواصل الاجتماعي، وهم بارعون جداً في الدعاية.
يُنتجون مواد بارعةً ذات تناغم ثقافي عالٍ. نعم، تشمل هذه المواد الشعر العربي، وهو تخصصي - وهو شعرٌ آسرٌ وقويٌّ للغاية، وهناك الكثير منه. لذا، بينما نحن منشغلون بتدمير منصات إطلاق الصواريخ وقصف الموانئ ومصانع الإسمنت وغيرها من البنى التحتية، نُبقي على الأدوات التي تُنشئ دوراتٍ طويلة الأمد من العنف والصراع والانتقام. هذه هي أدوات القلوب والعقول، علينا أن نُوليها اهتماماً أكبر بكثير».
إليزابيث كيندال - مختصة في الحركات الإسلامية، في حوار لمجلة «انترناشونال انترست»


«لسان الشيطان».. اختراق صامت
يظهر البحث في عالم صناعة التجسس اسم شركة «إسرائيلية» عُرفت بتغيير أسمائها عدة مرات على مدى السنوات العشر الماضية، وهي شركة (Saito Tech Ltd)، وهو أحدث اسم لها حتى العام 2025، وتمتلك الشركة أداةً تجسسية تهاجم أجهزة الهواتف والحواسب على حد سواء.
أما الأداة الرئيسية لشركة (Saito Tech) فقد أطلقت عليها شركة «مايكروسوفت» اسم «لسان الشيطان» (DevilsTongue)، نظراً لقدرتها الكبيرة على التسلل بصمت إلى الأجهزة. وتستهدف الأداة أنظمة «أندرويد» و«آيفون»، إضافة إلى حواسب «ويندوز» و«ماك»، وكذلك الخدمات السحابية لتخزين الملفات والبيانات.
تتنوع طرق الهجوم التي تعتمدها (DevilsTongue) بين إرسال روابط خبيثة تقليدية، وهجمات من نوع (Zero-click) التي لا تتطلب أي تفاعل من الضحية، ما يجعل الاختراق يتم بهدوء ودون أن يُكتشف.
ويكشف تقرير صادر عن «مختبر المواطن» أن الباحثين تمكنوا من الوصول إلى نص مشروع داخلي تابع لشركة (Saito Tech)، يتضمن عرضاً لخدماتها التجسسية، التي تُسعّر حسب عدد الأجهزة المستهدفة.
مثلاً، تقدم الشركة باقة بقيمة 16 مليون دولار تسمح بعدد غير محدود من عمليات الاختراق؛ لكنها تقيد المراقبة النشطة بـ10 أجهزة في الوقت ذاته، وفي حال أراد العميل الحصول على خدمات إضافية فعلية أن يدفع أكثر.
ينص مشروع (Saito) على أن أداتها التجسسية قادرة على استخراج البيانات الخاصة من عدد من التطبيقات والحسابات، بما في ذلك (Gmail)، و(Skype)، و(Telegram)، و(Facebook). كما يمكن للأداة تسجيل سجل التصفح وكلمات المرور، وتشغيل كاميرا الويب والميكروفون الخاصين بالهدف، والتقاط صور للشاشة.


حالي وحامض وقُّب
• عبوة «شواظ» فعلت ما لم ولن تفعله طائرات الـ«إف 35». المرء لا يحتاج إلى طائرات ليصبح حراً. وقذائف «الياسين» لا تحتاج إلى إذنٍ لتُسمع العبيد صرخة الرجولة من المسافة صفر.
• توقعت أن يأتيني العدو من إحدى الجهات الأربع؛ لكنه جاء من الخامسة.
الجنرال البروسي فون مولتكه (الجزائر تصوت لصالح مشروع قرار أمريكي ينص على نزع سلاح المقاومة الفلسطينية).

• عندما كان ترامب مع نتنياهو قال: رفعنا العقوبات عن سورية بناء على طلب من «إسرائيل». وعندما اجتمع مع أردوغان قال: رفعنا العقوبات بطلب من تركيا. وحينما التقى بمحمد بن سلمان قال: رفعنا العقوبات بطلب من السعودية. «وسيع عرض» وطلب كذلك.
• غزة تحت الوصاية الأمريكية إذن. والسعودية، بل وكل الأنظمة العربية، خاضعة للوصاية أيضاً. الفارق أن غزة ترفض، أما البقية فـ«تربض»!

• كان ألفونسو السادس يحاصر مدينة طليطلة، أعظم مدن الأندلس، ويفتك بأهلها، بكل الطرق، وتأتيه وفود «ملوك الطوائف» ليدفعوا له الجزية والهدايا.
وما إن سقطت طليطلة جاء عليهم الدور تباعاً.
• إذا حاولت قتل اليهود، فلن نتسامح معك، سواء كنت تركياً أم «حوثياً». نحن أذكى منكم، ونحن أفضل منكم في الحرب.
كارولين جليك - 
مستشارة نتنياهو للشؤون الدولية

• قال: قطر «هلق» متفرّغة لتسهيل تحقيق وقف النار في أوكرانيا لإرضاء ترامب. كأن وقف النار قد استتبّ في غزة!
أسعد أبو خليل

• الصهيونية تريد ذبحكم كما ذبحوا الهنود الحمر في أمريكا.
من خطبة الشيخ عز الدين القسام بعد إعدام عطا الزير وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم، عام 1930.

• لدينا ثلاثة خيارات:
1 - القبول بالتقسيم كحلول.
2 - المضي قدماً في تحرير الوطن.
3 - التفاوض باحترافية وحنكة وهمة تخرجنا من عنق الزجاجة بسيادة ووحدة محفوظة.
فما رأي الأنصار في هذه الخيارات؟! وما الذي فعلوه لمواجهة هذه المخططات؟!
خالد العراسي

• «مقهى جوليث» في دبي يعلن بدء بيع أغلى فنجان قهوة في العالم بسعر يقارب ألف دولار أمريكي.
• هارفارد تستعد لانتهاء «إسرائيل». ماذا تفعلون للاستعداد لهذه النهاية الحتمية؟!
ناردين كسواني - 
ناشطة أمريكية من أصول فلسطينية

• لقد اتهمني بالخيانة رجلٌ قاتلت من أجله لمدة 6 سنوات، أعطيته ولائي مجاناً. دعوني أخبركم من هو الخائن الحقيقي: الخائن هو أمريكي يخدم الدول الأجنبية.. ويخدم نفسه.
النائبة الجمهورية 
مارجوري تايلور جرين عن ترامب.


تصعيد فوري أم  جولة ضغط جديدة؟!
تكشف حصيلة تحركات اليوم عن تقدّم متزامن لمسارات (غربية - صهيونية - سعودية) تستهدف إعادة إحكام السيطرة على المجالين البحري والاقتصادي في اليمن، في سياق يعكس محاولة لتغيير موازين القوى في البحر الأحمر والقرن الأفريقي بما يحد من تأثير القدرات اليمنية المتصاعدة خلال العام الجاري. تُقرأ هذه التحركات باعتبارها جزءاً من صراع مراكز الهيمنة الرأسمالية الكبرى لإعادة تنظيم الفضاءات الحيوية التي فقدت السيطرة عليها خلال السنوات الماضية.
فعلى المستوى الأوروبي، يكشف التحرك الألماني عن مسارين متوازيين: المسار الأول: سعي ألمانيا وأوروبا لتوسيع حضورها داخل حكومة المرتزقة، في منافسة واضحة مع النفوذ البريطاني والأمريكي. اللقاءات الاقتصادية والتنموية ليست دعماً، بقدر ما هي محاولة لإعادة توزيع النفوذ بين القوى الغربية داخل عدن، في مشهد يعكس صراعاً بين مراكز رأسمالية تتزاحم على المجال ذاته.
وفي المسار الثاني، يوظف الملف الاقتصادي والتنموي كأداة سياسية لتعزيز الارتباط البنيوي للمرتزقة بالمنظومة الغربية؛ البرامج المعنونة بأنها «تنموية» تُمارس عملياً دور إعادة إنتاج الشرعية المهزوزة للمرتزقة، عبر ربطهم بمؤسسات التمويل الأوروبية، بما يسمح لأوروبا بالتأثير في القرار الاقتصادي، وبالتالي السياسي، في المناطق المحتلة، وبهذا يتحول الدور الأوروبي إلى أداة مزدوجة لإعادة تشكيل الاقتصاد المحلي بما يتناسب مع مصالح رأس المال الغربي، وفي الوقت نفسه توسيع موطئ القدم داخل عدن.
أما بريطانيا فقدّمت اليوم مؤشراً إضافياً إلى انخراطها العميق بوصفه جزءاً من مشروع نفوذ طويل المدى يعيد إنتاج خطابها الاستعماري القديم في صيغة أمنية – تنموية جديدة. رفع مستوى العلاقة مع خفر سواحل المرتزقة إلى «شراكة» يعبّر عن محاولة لبناء بنية أمنية بحرية استعمارية الطابع، تحت غطاء «حماية الملاحة». وفي الخلفية، يعمل السفير التابع للمرتزقة في لندن على ترويج هذه الهيمنة بوصفها «دعماً للسلام»، فيما الواقع يكشف إعادة تموضع عسكري - أمني يخدم إعادة تدويل البحر الأحمر وفق المصالح البريطانية.
وفي السياق الموازي، يتضح في الخطاب الصهيوني توجه دعائي يستهدف خلق وشيطنة دور يمني في القرن الأفريقي، عبر تضخيم تقارير حول «وجود عسكري يمني» في السودان. هذا الخطاب جزء من إنتاج سردية استعمارية جديدة حول «التهديد اليمني»، لتبرير توسيع النشاط العسكري والاستخباراتي الأمريكي - «الإسرائيلي» في البحر الأحمر بوصفه ليس فقط حماية للملاحة الدولية، بل وحماية لدول القرن الأفريقي ذاتها، من «الخطر اليمني» المزعوم. توقيت هذه السردية بالتزامن مع الحراك البريطاني يكشف عن نسق دعائي يجري بناؤه تدريجياً لخلق حالة ذعر دولية تُستخدم ذريعة لإعادة فرض السيطرة الإمبريالية على الممرات الحيوية.
أما التحركات الأمريكية - السعودية فتأتي اليوم لتضع السعودية في قلب البنية الدفاعية الأمريكية. منح الرياض صفة «حليف رئيسي من خارج الناتو»، والتدريب العسكري الواسع المعلن من القيادة المركزية، يعكس دمجاً أعمق للرياض في منظومة الأمن الأمريكية، بهدف احتواء القدرات اليمنية الجوية والبحرية وربط الدفاع السعودي بأنظمة الإنذار الأمريكية، أي إعادة إنتاج تبعية أمنية جديدة تخدم مصالح واشنطن قبل كل شيء.
وبمجموع هذه المسارات، يتضح أن اليوم شهد تراكماً في جهود غربية - صهيونية - سعودية لإعادة ضبط مسار البحر الأحمر والقرن الأفريقي ضمن منظومة الهيمنة، وترسيخ أدوات اقتصادية وأمنية تضغط على اليمن، في محاولة لبناء بنية إقليمية جديدة تمنع تحرر المجال الحيوي اليمني، وتعيد تشكيل التحالفات وفق متطلبات ما بعد «طوفان الأقصى».
ولا يشير المشهد إلى تصعيد فوري؛ لكنه يعكس تراكماً واعياً لبيئة سياسية وعسكرية قد تسبق جولة ضغط جديدة، سواء عبر الملفات البحرية أو أدوات اقتصادية متدرجة، أو إعادة تموضع سعودي داخل البنية الدفاعية الأمريكية، وهذا يجعل مراقبة النشاط الأوروبي في عدن، والخطاب الصهيوني في القرن الأفريقي، والتحركات الأمريكية - السعودية، ضرورة لإدراك اتجاهات المرحلة المقبلة.
أنس القاضي


«دونيكــا لوينسكــي» وسفاري الصيد في سراييفو
خرجت لجنة الرقابة في الكونجرس الأمريكي بواحد من أكبر التسريبات السياسية في العقد الأخير؛ إذ كشفت أكثر من ثلاثةٍ وعشرين ألف رسالة ووثيقة من أرشيف جيفري إبستين.
في الوثائق الجديدة المؤرّخة بتاريخ نيسان/ أبريل 2011، كتب إبستين إلى غيلين ماكسويل (مساعدته التي تقضي حالياً حكماً بالسجن) يصف الرئيس الأمريكي ترامب بـ«الكلب الذي لم ينبح بعد»، أي الاسم الذي لم يظهر في التقارير والهمسات التي بدأت تتكاثر منذ إعادة نبش قضيته بعد صفقة الإقرار بالذنب في فلوريدا عام 2008، وما تلاها من تشكيك إعلامي وقضائي بين عامَي 2009 و2011.
رسالة كتبها جيفري إبستين سنة 2011 يقول فيها إن ترامب «قضى ساعات» في بيته في الجزيرة مع واحدة من الضحايا اللواتي تعرضن لجرائم الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي.
توم براك، رجل الأعمال المقرّب من ترامب وسفيره في تركيا، ومبعوث الإدارة الأمريكية إلى سورية ولبنان، والذي وصف العرب بأنهم «حيوانات» في فيديو شهير، تسربت له ايميلات بعثها له إبستين يطلب منه فيها بالنص: «ارسل لي صورة لك مع الطفل... اجعلني ابتسم»!
رسالة أخرى، يمكن وضعها في خانة الغرابة الشديدة، من مارك إبستين (أخ جيفري) في آذار/ مارس 2018، يكتب فيها لجيفري: «اسأله إذا كان لدى بوتين صور لترامب وهو blowing Bubba». ويُقصد بـ(Bubba) اللقب الشائع للرئيس الأسبق بيل كلينتون.
المقصود تلميح فظ إلى صورة مُحرِجة لترامب مع كلينتون، وهو ما دفع مستخدمي الإنترنت على مختلف منصّات التواصل إلى إطلاق وسم «دونيكا لوينسكي»، في تلاعب ساخر باسم مونيكا لوينسكي، الموظفة السابقة في البيت الأبيض التي اشتهرت بفضيحتها الجنسية مع كلينتون في التسعينيات. استخدم الناس الاسم الجديد للسخرية من احتمال تورّط ترامب في فضيحة مشابهة. وربط المستخدمون بين تسمية الرئيس ترامب موازنته (Big Beautiful Bill) وبين بيل كلينتون.
في تقارير تفيد بأن إبستين كان عميلاً مع «الموساد» ووظيفته كانت بناء شبكة من العلاقات مع الملوك والرؤساء حول العالم، وجذبهم لجزيرته ثم توريطهم في فضائح جنسية كافية لابتزازهم والتحكم فيهم سياسياً، في نوع من العمليات المخابراتية يطلق عليه «فخ العسل» أو (Honeypot Operation).
السيناتور الديمقراطي كريس مورفي قال في تصريحات نقلتها (Newsweek)، إن «العمليات في الكاريبي ليست لمكافحة المخدرات، بل هي محاولة لصرف الأنظار عن التضخم وتدمير الاقتصاد وفضائح إبستين»!
في الوجه الآخر من عملة الغرب القذرة، قال الصحفي الإيطالي إزيو غافازيني: «ما اكتشفناه ليس مجرد جريمة حرب... بل جريمة ضد الإنسانية نفسها.
خلال حصار سراييفو، كان هناك من يدفع تسعين ألف دولار فقط ليقتل مدنيين أبرياء من أجل التسلية. كنا نعتقد أن القناصين جزء من الحرب؛ لكن الحقيقة كانت أفظع بكثير... أثرياء من أوروبا، إيطاليون، ألمان، فرنسيون، وحتى إنجليز... كانوا يسافرون عبر بلغراد بطائرات خاصة، يُؤخذون إلى التلال، ويُمنحون البنادق ليستهدفوا المارة في شوارع سراييفو... حتى الأطفال لم يسلموا؛ بل كانت تكلفة قتلهم أعلى؛ لأنهم أصعب إصابة»!
بدأ التحقيق بعد عرض الفيلم الوثائقي «سفاري سراييفو» سنة 2022؛ لكن العدالة تواجه جدار المال والنفوذ بعد مرور ثلاثين عاماً.
يضيف غافازيني: «هذه القصة تُظهر الوجه القبيح للعالم المتحضر، عالم يدفن جرائمه تحت عناوين الرفاهية والسياحة، وينسى أن وراء كل رصاصة قلباً توقف عن النبض».


من الأرشيف السياسي: نصف ربيع الآخر
كل من يظن أن ثورات 2011 ستستمر «ربيعاً» كما بدأت فهو واهمٌ أو موهوم؛ فللثورة مثلما للزمن فصولٌ أربعة. فالآن هو وقت شتائها القارس الملتهب. والغد هو نصف ربيعها الآخر. كل الذي تحتاجه الثورة كما نعتاز نحن إليه من أجل الوصول إلى ذلك الغد وحتى نتذوق ثانيةً من كوب الرحيق ذاك هو أن نتخلص من النُّخب الخريفية الخرفة المتخبطة المحبطة، وقبل ذلك هو أن نصحو من التنويم الممغنط لتلك النخب المتمغنطة، والذي تعرضنا له على حين نشوة ومازلنا.
فإن أردتموها «ربيعية» دائمة فانفضوا من حول مواقد الخريف وانفضوا عنها الرماد، وإلا فتباً لنا إن كانت تلك الثورات تمخضت فولدت هذه الأثوار التي ليس لنا منها إلا الخوار، وتباً لنا مرتين إن استطاعت هذه الأثوار ذاتها تحويل تلك الثورات إلى أبقار هم من يحبلونها وهم من يحلبونها، وليس لنا منها أيضاً إلا الخوار وروثاتٍ أربع. وتباً لنا للأبد إن كنا خرجنا من تلك الزرائب من بوابة الفحول لندخل إليها ثانيةً من باب العجول.
علي عطروس
 18/ 11/ 2012