تقرير / لا ميديا -
ضمن مسلسل الخروقات الصهيونية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، استشهد، أمس الأحد، طفل وأصيب عدد من الفلسطينيين، جرّاء قصف نفّذه زورق حربي للاحتلال على شاطئ مدينة رفح.
وبالتزامن مع قصف الساحل، نفّذت قوات الاحتلال عملية نسف واسعة طالت مباني في المناطق الشرقية لمدينة غزة.
وعلى محور آخر، ألقت مسيّرات الاحتلال قنابل وأطلقت النار جنوب شرق مخيم البريج، في سلوك يؤكّد أن الخروقات ليست أحداثاً معزولة، بل استراتيجية عسكرية مستمرة تهدف إلى تغليف الهدنة بالنار والقتل.
وخلال ساعات الفجر، وسّعت طائرات العدو بنك أهدافها، لتشن غارات على رفح ومحيطها، إضافة إلى ضربات جنوب شرقي خان يونس، دون معلومات عن حجم الخسائر، في ظل صمت إعلامي قسري تفرضه ظروف الميدان.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة كشف أن الاحتلال يواصل منع إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض وفتح الطرق وانتشال الشهداء من تحت الركام، ما يعني استمرار التعطيل التام للحياة ودفن مئات الجثامين تحت البيوت المدمرة. في محاولة لتجفيف الحياة الإنسانية في غزة وإطالة معاناة السكان.
كما كشف المكتب أن العدو الصهيوني ارتكب 497 خرقاً، منذ بدء الهدنة، بينها 27 خرقاً أمس الأول وحده، خلفت 24 شهيداً و87 مصاباً. ومع استمرار العدوان، ارتفع عدد ضحايا الخروقات إلى 342 شهيداً و875 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وسط 35 حالة اختطاف خلال عمليات توغّل داخل مناطق مأهولة. هذه الاعتداءات تشكل منظومة واحدة تمتد من إطلاق النار المباشر إلى التوغّلات، ومن الاستهدافات الجوية والبريّة إلى عمليات النسف التي طالت أكثر من مئة منزل ومنشأة مدنية.

حماس تنفي خرق الاتفاق
سياسياً، نفت حركة المقاومة الإسلامية حماس بشكل قاطع مزاعم الاحتلال بشأن خرق الاتفاق، مؤكدة تمسّكها الكامل ببنوده، ومشددة على أن الاحتلال يستخدم ادعاءات ملفّقة لتبرير استمرار عدوانه.
ودعت الحركة الوسطاء إلى التدخل لوقف الانفلات "الإسرائيلي"، وإلزام الاحتلال بوقف عملياته التي تهدد بانهيار كامل للاتفاق.
في السياق، التقى، أمس، وفد قيادي من حركة "حماس"، برئاسة رئيس المجلس القيادي للحركة، محمد درويش، وعضوية أعضاء المجلس القيادي: خالد مشعل، خليل الحية، نزار عوض الله، زاهر جبارين، عضو المكتب السياسي غازي حمد، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد.
ولفتت "حماس"، في بيان، إلى أن اللقاء تناول "تطورات اتفاق وقف إطلاق النار والأوضاع العامة في قطاع غزة ومناقشة طبيعة المرحلة الثانية من الاتفاق".
وبحسب البيان، أكد الوفد "التزام الحركة بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق"، مشدداً على "أهمية وقف الخروقات الصهيونية المستمرة التي تهدد بتقويض الاتفاق، وذلك من خلال آلية واضحة ومحددة برعاية ومتابعة الوسطاء، تقوم على إبلاغ الوسطاء بأية خروقات لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقفها بشكل فوري ومنع الإجراءات الأحادية التي تتسبب في تصعيد الأمور وإلحاق الضرر بالاتفاق".
وناقش وفد الحركة أيضاً "سبل معالجة قضية مقاتلي رفح بشكل عاجل، من خلال جهود الوسطاء مع مختلف الأطراف، مع التنويه بأن التواصل مع المقاتلين منقطع"، مشيداً "بجهود الإخوة الوسطاء المتواصلة منذ وقف حرب الإبادة".
وكان طاهر النونو، القيادي في "حماس"، قال لوكالة "فرانس برس" إن وفداً قيادياً وصل، الليلة قبل الماضية، إلى القاهرة، حيث يعقد اجتماعات مهمة مع المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، تتعلّق بالانتهاكات والخروقات "الإسرائيلية" المتواصلة لاتفاق وقف النار.
وأوضح النونو أن اللقاءات "تهدف أيضاً إلى مناقشة الترتيبات المتعلقة ببدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار" بين حماس و"إسرائيل"، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، مشيراً إلى أن وفد الحركة "سيطلع الإخوة في مصر على تفاصيل الخروقات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال، وآخرها السبت، بذرائع واهية".

7 أكتوبر… عقدة "إسرائيل" التي لن تنتهي
على الجانب الصهيوني، أقال رئيس أركان قوات الاحتلال، أمس، ضباطاً رفيعي المستوى على خلفية إخفاقات قوات الاحتلال خلال عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بينهم رئيس شعبة العمليات وضابط الاستخبارات في فرقة غزة.
وبحسب الإعلام الصهيوني، أتت القرارات عبر اجتماعات عاجلة عقدها زامير، أمس، مع الضباط المعنيين، في خطوة تعدّ من الأكثر حساسية منذ بدء "طوفان الأقصى"، وقد تؤدي إلى "هزة داخل الجيش"، بحسب ما وصفت تقارير صحفية "إسرائيليّة".
ووفق مصادر فإن هذه الإقالات ليست إصلاحاً داخلياً؛ بل اعتراف مستمر بأن "إسرائيل" لم تتعافَ من صدمة ذلك اليوم، وأن الكيان ما زال يبحث عن كبش فداء يخفّف ضغط الشارع داخل الكيان.

شهيد جديد في الضفة
على جبهة الضفة الغربية المحتلة، استشهد، مساء أمس، الشاب براء خيري معالي (19 عاماً) متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام قرية دير جرير شرق رام الله.
وأفادت تقارير بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وأطلقت الرصاص الحي تجاه المواطنين، خلال مواجهات اندلعت في المكان، ما أدى إلى إصابة الشاب برصاصة في الصدر، أدت لاستشهاده.
ونعت الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت الشهيد معالي، وأعلنت الإضراب الشامل اليوم، مقاومة لجرائم القتل التي باتت جزءاً ثابتاً من سلوك الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.