حماس: استمرار الانتهاكات قد يؤدي إلى انهيار الهدنة ..الضفة المحتلة: 2350 جريمة للاحتلال في شهر
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لا ميديا -
يواصل العدو الصهيوني، كما في كل يوم منذ بداية الإبادة، إدارة مشروع عدواني متكامل على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، يقوم على تكثيف عمليات القتل، وتوسيع الاستهدافات الجوية بالطائرات المسيرة، وتشديد الخناق الاقتصادي والإنساني، بالتوازي مع توظيف منظومة سياسية وإعلامية تعمل على خلق رواية مزيّفة تبرّر الجرائم، وتدفع البيئة الإقليمية والدولية نحو قبول معادلة جريمة دائمة.
ويوم أمس، سجّل القطاع 8 حالات استشهاد جديدة، بينهم امرأة وطفلة، جراء عمليات قصف نفذتها الطائرات الصهيونية في غزة وخان يونس. وتؤكد المصادر الطبية في غزة أن طواقم الإسعاف تواجه صعوبات هائلة في الوصول إلى المصابين، نتيجة تدمير الطرق، واستمرار تحليق المسيّرات، واستهداف المناطق المفتوحة والمأهولة على حد سواء.
وفي التفاصيل، أعلن الدفاع المدني استشهاد علاء مازن أبو ريدة، وإصابة آخرين عقب استهداف مسيّرة صهيونية لمنطقة سكنية في أرميضة بخان يونس. لم يكن أبو ريدة منخرطاً في أي نشاط عسكري، وفق شهادات الأهالي، بل كان على مقربة من منزله عندما نفذت الطائرة ضربتها المباغتة. وفي بني سهيلا، استشهد مواطن آخر في هجوم مشابه، يُظهر بوضوح رغبة العدو في الإبقاء على مستوى مرتفع من النار، بغض النظر عن الالتزامات المفترضة في اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي مدينة غزة، ارتقى شهيد إضافي في حي التفاح عقب إطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال، ما يعكس توجهاً ثابتاً لدى قوات الاحتلال نحو استهداف المدنيين في الشوارع وفي محيط منازلهم. هذه الوقائع تتكرر يومياً، وسط حصار إعلامي.
200 شاحنة من 600 تدخل غزة
ويؤكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن العدو الصهيوني يواصل إدارة جريمة التجويع كجزء من «أدوات الحرب»، من خلال السماح بدخول أقل من 200 شاحنة يومياً، بينما ينصّ اتفاق وقف إطلاق النار على إدخال 600 شاحنة مساعدات وبضائع. هذه الأرقام ليست مجرد تفاصيل إجرائية، بل تعكس جوهر العقيدة الصهيونية في قطاع غزة منذ سنوات: عقاب جماعي طويل الأمد، وتجريد السكان من القدرة على التغذية والصمود.
ووفق تقديرات ميدانية فإن أكثر من 90٪ من سكان القطاع يعانون نقص التغذية، حيث يمنع العدو أصناف غذائية أساسية، مثل اللحوم، ومشتقات الحليب، والبروتينات، وبيض المائدة. كما يُحظر إدخال الآليات والمعدات الثقيلة التي يحتاجها الدفاع المدني لانتشال الضحايا من تحت الركام، في خرق فاضح للقانون الدولي الإنساني.
ويرى مراقبون أن هذه الأفعال على الأرض تشير إلى أن العدو يعمل على هندسة بيئة إنسانية منهارة، تمكّنه لاحقاً من فرض حلول سياسية وأمنية على قاعدة الاستسلام، وتعيد إنتاج السيطرة بوسائل أقل كلفة عسكرية وأكثر تأثيراً إنسانياً.
اتفاق وقف إطلاق النار: وثيقة تُنتهك كل ساعة
ووفق تقارير، فمنذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اقترف العدو 497 خرقاً موثقاً، خلفت 342 شهيداً و875 جريحاً. عشر غارات نُفّذت أمس فقط داخل الخط الأصفر شرقي خان يونس، إلى جانب قصف مدفعي شرقي رفح، واستهداف مناطق تعليمية في بيت لاهيا. هذه الخروقات باتت جزءاً ثابتاً من المشهد، في محاولة واضحة لفرض “تعديل ميداني” قبل الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية للاتفاق.
وتؤكد وكالة الأونروا استمرار سياسة التجويع، وتراجع قدراتها في التعليم والصحة والتمويل، في ظل عجز مالي كبير يهدد خدماتها لملايين اللاجئين. الأزمة الإنسانية في غزة لم تعد مرتبطة فقط بالقصف المباشر، بل باتت ناتجة أيضاً عن انهيار المنظومة الإنسانية التي تعتمد عليها المخيمات بشكل أساسي.
حماس تحذر من انهيار الاتفاق
سياسيا، حركة المقاومة الإسلامية حماس أكدت في القاهرة التزامها بالاتفاق، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن استمرار الانتهاكات الصهيونية قد يؤدي إلى انهياره. وطالبت الحركة بآلية دولية واضحة لوقف الخروقات، ودعت لوجود قوات دولية تفصل بين المدنيين وقوات الاحتلال، في ظل استمرار الاحتلال في دفع الخط الأصفر يومياً نحو الداخل.
2350 جريمة في الضفة الغربية خلال شهر
في الضفة الغربية المحتلة، تواصل مجموعات الغاصبين هجمات منظمة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، في ظل حماية مباشرة من قوات الاحتلال. 2350 اعتداء وُثّقت خلال أكتوبر الماضي وحده، بينها هجمات بالهراوات والحجارة، وإغلاق طرق رئيسية، والاستيلاء على أراض، وحراثتها بالقوة، وبناء بؤر استيطانية جديدة.
وفي الخليل، أُصيب سائق فلسطيني بعد مهاجمة مركبته، وسُرقت أربعة رؤوس ماشية تحت تهديد السلاح في قرية بيرين. في الأغوار، شرع الغاصبون ببناء بؤرة جديدة في خربة الحديدية. وفي القدس المحتلة، تعرضت ثلاث عائلات بدوية لتهجير قسري بعد تصاعد الاعتداءات.
ويعمل العدو الصهيوني على خلق وقائع جديدة على الأرض عبر ذراعين متكاملتين: الغاصبين وقوات الاحتلال. الأولى تنفذ الهجمات ويسيطر على الأراضي، فيما توفر الثانية الغطاء الأمني والسياسي، ويمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، ما يهدد المواسم الزراعية ويدمر البنية الاقتصادية الريفية.
أزمة داخل القيادة الصهيونية
على صعيد الأزمات الصهيونية كشف موقع «والاه» عن خلافات حادة بين من يسمى «وزير الحرب يسرائيل كاتس» ومن يسمى «رئيس الأركان إيال زامير»، وصلت إلى حد تجميد التعيينات العسكرية لمدة شهر كامل.
هذا التوتر يعكس أزمة داخلية عميقة في القيادة الصهيونية، حيث يسعى كل طرف إلى التنصل من مسؤولية الإخفاقات في هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
ويرى مراقبون أن إحالات الضباط، وتبادل الاتهامات، وفتح ملفات تحقيق جديدة، كلها مؤشرات على حالة ارتباك غير مسبوقة داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية، ما قد يدفع قوات الاحتلال إلى تصعيد أكبر في غزة لتوحيد الجبهة الداخلية، في محاولة للهروب إلى الأمام.










المصدر لا ميديا