ماذا لو تعافى حزب الله وإيران واندلعت المعارك مجدداً؟
- تم النشر بواسطة ترجمة خاصة:إياد الشرفـي / لا ميديا
عاموس هاريل - صحيفة «هآرتس» العبرية
ترجمة:إياد الشرفـي / لا ميديا -
من الواضح أن “جيش الدفاع الإسرائيلي” لا يستطيع العودة إلى نموذج ما قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول في أمن الحدود الروتيني. لا حاجة لمعلومات سرية لإدراك حاجة “إسرائيل” إلى تجديد كميات هائلة من الذخائر والصواريخ الاعتراضية.
يتطلب عدم اليقين وعدم الاستقرار في المنطقة تعافياً سريعاً من «جيش الدفاع الإسرائيلي»، وهي عملية لم تبدأ فعلياً بعد. والأزمة الأشد حدةً هي القوى البشرية. هذا الأسبوع، أُبلغ «الكنيست» أن حوالى 600 ضابط محترف طلبوا التقاعد المبكر. يعكس هذا اتجاهاً أوسع بكثير عبر الوحدات والمديريات، مدفوعاً جزئياً بالتجارب القاسية للحرب الأخيرة.
أبلغت مديرية شؤون الموظفين عن نقص يبلغ حوالى 12000 جندي قتالي مجند، وهي مشكلة لا يمكن إلا أن تتفاقم من خلال تشريع يعفي الرجال الأرثوذكس المتشددين من التجنيد. وقد تم إبلاغ جنود الاحتياط بالفعل بأنه قد يتم استدعاؤهم لمدة 70 يوماً العام المقبل.
يجب على «جيش الدفاع الإسرائيلي» أيضاً إعادة بناء مخزوناته من الذخيرة والأسلحة بشكل عاجل، مع تحديث الخطط التشغيلية، وإتمام صفقات شراء الأسلحة طويلة الأجل. من الواضح أن «جيش الدفاع الإسرائيلي» لا يمكنه العودة إلى نموذج ما قبل 7 أكتوبر لأمن الحدود الروتيني. لن تكفي أربع كتائب، نصف أفرادها في منازلهم في عطلات نهاية الأسبوع، لحماية المجتمعات على طول الحدود اللبنانية وغزة.
تشير جميع الدلائل إلى تصعيد وشيك بين «إسرائيل» وحزب الله على طول الحدود اللبنانية.
حتى أن «إسرائيل» بحاجة إلى تعويض عن صفقة (إف-35) السعودية؛ لكن تفوقها الجوي لن يتلاشى قريباً. بينما بإمكاننا القول بأن «جيش إسرائيل» ينهار ويجب إعادة بنائه من الصفر كما يقول يتسحاق بريك.
يتعلق سؤال رئيسي بالقدرات الهجومية لـ»جيش الدفاع الإسرائيلي». إذا كانت إيران وحزب الله قد بدآ بالفعل في التعافي، فماذا ستقدم «إسرائيل» للصراع القادم، ناهيك عن صواريخ اليمن البعيدة؟! لستَ بحاجة إلى معلومات سرية لتدرك الحاجة إلى تجديد الكميات الهائلة من الذخائر والصواريخ الاعتراضية التي استُخدمت خلال العامين الماضيين. كيف يمكن لـ«إسرائيل» أن تأمل في مفاجأة خصومها إذا كانت معظم أوراقها الرابحة قد استُخدمت بالفعل؟!
وهناك خطط تم وضعها حسب ما تقتضيه الحاجة بالنسبة لـ»جيش الدفاع الإسرائيلي» متعددة السنوات في الأصل لحرب مدتها أربعة أسابيع في لبنان يليها أسبوعان في غزة. قبيل الحرب، وتحت قيادة رئيس أركان «جيش الدفاع الإسرائيلي» آنذاك، هرتزل هاليفي، دار حديث عن تمديد الإطار الزمني. من الواضح الآن أن الاستعدادات يجب أن تأخذ في الاعتبار أيضاً حروب الاستنزاف المطولة متعددة الجبهات، حتى لو كان القتال الممتد هذه المرة خيار بنيامين نتنياهو (أو عدمه).
تترجم هذه المتطلبات إلى متطلبات ميزانية غير مسبوقة. بشكل عام، تتوقع وزارة الدفاع ميزانية لعام 2026 تبلغ 144 مليار شيكل (حوالى 44 مليار دولار)، منها حوالى 100 مليار شيكل للمشتريات والمعدات، و37 ملياراً للاحتياط، و7 مليارات للجاهزية العملياتية. لا يأخذ هذا السيناريو في الاعتبار احتمال التصعيد إلى حرب شاملة العام المقبل.
خلف الكواليس، كالعادة، يدور شد وجذب بين وزارتي المالية والدفاع. ومن غير المعتاد أن وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، لم يتدخل؛ فهو يبدو منشغلاً بقضايا ملحة أخرى، بعضها قد يخدمه في الانتخابات التمهيدية في حزب الليكود، مثل إغلاق إذاعة الجيش.
نتنياهو أيضاً لم يُدلِ برأيه بعد. لا تزال الصناعات الدفاعية «الإسرائيلية» محورية في المشهد. ويتعين على وزارة الدفاع توجيه الأموال لتأمين الإنتاج للمشاريع الكبرى.
في الوقت نفسه، ازداد الطلب العالمي على الأسلحة «الإسرائيلية» بشكل كبير منذ الحرب. فالدول التي نأت بنفسها عن «إسرائيل»، وفرضت في بعض الحالات حظراً جزئياً على الأسلحة بسبب أفعالها في غزة، تسعى الآن بهدوء إلى سبل استئناف صفقات الدفاع، بينما أصبحت الأخيرة عاجزة.
يرتبط هذا التوجه أيضاً ببؤر عدم الاستقرار العالمية الساخنة: الصين وتايوان في شرق آسيا، وروسيا وأوكرانيا في أوروبا الشرقية. كما تعمل دول منطقة المحيطين الهندي والهادئ والدول الأوروبية على توسيع ميزانيات الدفاع وتحتاج إلى تنسيق سريع.
وفي تطور تاريخي مثير للسخرية، تُساعد «إسرائيل» في تطوير القدرات الدفاعية لألمانيا واليابان، وهما ديمقراطيتان ليبراليتان؛ ولكن لهما إرث تاريخي معقد. أما الهند، الخالية من هذه الأعباء، فقد أصبحت الآن الشريك الرئيسي لـ»إسرائيل» في عقود الإنتاج المشترك الضخمة.










المصدر ترجمة خاصة:إياد الشرفـي / لا ميديا