تقرير / لا ميديا -
في مشهد يستمر في إنتاج أبشع فصول عدوان الإبادة المنهجي على غزة، واصل العدو الصهيوني، أمس، القصف الواسع على القطاع، ضارباً بعرض الحائط اتفاق وقف إطلاق النار.
ويوماً بعد آخر يؤكد العدو الصهيوني أن ما يجري في قطاع غزة ليس مجرد «خروقات»، بل نموذج عمل متكامل لعصابة محتلة تدير الإبادة كاستثمار سياسي طويل الأجل، وتستخدم الدم الفلسطيني كأداة تفاوض.
وشنت قوات العدو الصهيوني، أمس، غارات جوية وقصفاً مدفعياً على مدن غزة، ورفح، وخان يونس، ومناطق أخرى في القطاع، ما يجدد إظهار حقيقة أن العدو الصهيوني لا يعترف إلا بمنطق القوة، ولا يرى في الاتفاقات سوى أوراق مؤقتة تُستخدم عندما تخدم مصالحه وتُداس عندما تعيق مشروعه العسكري والأيديولوجي.
كما أطلقت قوات الاحتلال، أمس، قذائف بحرية على مسافة عشرات الأمتار من خيام نازحين عُزّل لجؤوا للبحر بعد تدمير منازلهم؛ في رسالة رعب محسوبة، تُدار بعقلية عصاية إجرامية.

إعادة تموضع ناري
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد وصل 29 شهيداً إلى مستشفيات القطاع، بينهم 4 شهداء جدد وآخرون انتُشلوا من تحت الأنقاض، خلال 48 ساعة فقط، فيما سُجلت 8 إصابات جديدة في بنية صحية منهكة أصلاً.
ومنذ إعلان وقف إطلاق النار في تشرين الأول/ أكتوبر، ارتفع عدد الشهداء إلى 414، في مؤشر واضح إلى أن «التهدئة» ليست سوى إعادة تموضع ناري للعدو الصهيوني. أما الحصيلة التراكمية منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فبلغت 71,266 شهيداً و171,219 إصابة، وهي أرقام بحجم إبادة، لا مجرد عدوان عادي.
وتتفاقم الجريمة المركّبة في غزة في ظل كارثة إنسانية مفتوحة؛ إذ إن المنخفضات الجوية والأمطار تُغرق خياماً مهترئة، بينما يُحكم العدو الصهيوني قيوده على إدخال الوقود والمستلزمات الطبية، ما يدفع المنظومة الصحية إلى حافة الانهيار.

نتنياهو يتوجه إلى واشنطن
سياسياً، يحاول العدو الصهيوني تغطية جرائمه بمناورات دبلوماسية مكشوفة مع الولايات المتحدة، شريكه الرئيسي في الإجرام.
الخلافات المزعومة مع الولايات المتحدة حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار -بين إعادة الإعمار أو نزع السلاح- لا تعدو كونها مجرد مسرحية جديدة، أو في أفضل الأحوال صراع أولويات لا صراع مبادئ. فواشنطن تبحث عن جرائم هادئة قابلة للتسويق، فيما يريد نتنياهو جرائم صاخبة كرافعة سياسية داخلية ضمن صراعات الصهاينة الداخلية على السلطة وترأس الجريمة.
وفي هذا السياق، توجّه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وسيلتقي الرئيس دونالد ترامب في فلوريدا اليوم، وفق ما أفاد مسؤول صهيوني لوكالة «فرانس برس»، في زيارة يُنظر إليها على أنها حاسمة للانتقال إلى المرحلة الثانية من الهدنة الهشة في غزة.
وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق على انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من مواقعها الحالية في غزة، و»تسلّم سلطة موقتة إدارة القطاع الفلسطيني».

العدو الصهيوني يحاصر 10 قرى في رام الله
وفي الضفة الغربية المحتلة، وسّعت قوات الاحتلال الصهيوني إجراءاتها العدوانية، إذ فرضت، أمس، حصاراً مشدداً على 10 قرى غربي رام الله، وأغلقت مداخلها وحاجز «عطارة»، ما أدى إلى شلل شبه كامل في حركة الفلسطينيين. كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية خربثا بني حارث وبلدة المغير، بالتزامن مع اعتداءات نفذها غاصبون تحت حماية قوات الاحتلال.
وفي محافظة جنين، تواصل قوات الاحتلال عمليات التجريف الواسعة في بلدة قباطية، وتحويل منازل المدنيين الفلسطينيين إلى ثكنات عسكرية، وسط حصار كامل. وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت بدء عملية عسكرية في البلدة عقب عملية بيسان، التي أدت إلى مصرع غاصبين وإصابة 6 صهاينة.