تقرير / لا ميديا -
تستمر المسرحية الجديدة المرسومة للجنوب المحتل في رسم خطوطها بين شد وجذب وتصعيد وفتور بين سلطات الرياض وأبوظبي وأدواتهما على الأرض وفي الفنادق، لينتهي كل ذلك بصيغة اتفاق جديدة اسمها "رياض 3"، على غرار "رياض 1" و"رياض 2" لكن بمعطيات جديدة.
أعلن مرتزقة ما يسمى "المجلس الانتقالي"، الموالي للاحتلال الإماراتي، أمس، رفضهم بشكل قاطع للدعوات التي توجهها الرياض من حين لآخر بالانسحاب من حضرموت والمهرة المحتلة.
وقال المرتزق محمد عبدالملك، رئيس "الانتقالي" في وادي وصحراء حضرموت، إن قواته "ثابتة على الأرض ولن تنسحب"، مؤكداً أنها جاءت "لتبقى" استجابةً لما وصفه بـ"استغاثة أبناء الوادي والصحراء". وأضاف، في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" الإماراتية، أن "المجلس يعتزم تجنيد عناصر محلية لتعزيز صفوفه"، مشدداً على أن بقاء قواته يستند إلى "إرادة شعبية قوية".
وأكد عبدالملك أن فصائل "الانتقالي ماضية في استكمال تطهير وديان وصحراء حضرموت من الإرهاب وعصابات التهريب"، حد زعمه.
لاحقاً، عقد "الانتقالي" اجتماعاً في عدن المحتلة برئاسة المرتزق عيدروس الزبيدي، أعلن فيه انفتاحه على أي ترتيبات سياسية أو أمنية "تحمي الجنوب وتضمن استقراره"؛ لكن بشروط تضمن بقاء قواته وتلبي تطلعات سكانه، حسب بيان مجلس الزبيدي.
في المقابل، دعا وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، انتقالي الإمارات إلى سحب فصائله من حضرموت والمهرة.
وقال ابن سلمان، في تصريح أمس، إن "الوقت حان لإنهاء التصعيد في حضرموت والمهرة، وخروج قوات الانتقالي من المعسكرات وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن والسلطة المحلية".
وبالتوازي، أعلن ما يسمى "تحالف دعم الشرعية"، الذي تقوده الرياض، استعداده للتعامل المباشر مع أي تحركات عسكرية لـ"الانتقالي" في محافظة حضرموت.
وقال تحالف شرعية الفنادق إن تحركاته تأتي "استجابةً لطلب رسمي من مجلس القيادة الرئاسي، لحماية المدنيين وفرض التهدئة"، حد قوله.
وردّ انتقالي الإمارات على بيان "التحالف" بالدعوة إلى احتشاد أنصاره في مدينة سيئون، معقل الفصائل الموالية للرياض، للمطالبة ببقاء فصائله في الهضبة النفطية.
كما دفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى حضرموت، في خطوة اعتُبرت استفزازاً صريحاً للسعودية.
غير أن كل تلك التجاذبات تخفي وراءها انسجاماً وتناغماً بين الاحتلال السعودي والإماراتي وأدواتهما.
وبحسب مصادر مطلعة فإن هناك دفعاً من قبل الرياض وأبوظبي بمرتزقتهما للوصول إلى اتفاقية جديدة تحت مسمى "رياض 3"، وهو ما يمكن أن ينجم عنه رسم المشهد بمعطيات جديدة.
وبحسب المصادر فإن هذه التطورات تأتي بعد أن شهد "رياض 2" عام 2022 تفويض الدنبوع القديم صلاحياته لمجلس دنبوع جديد، ومنح انتقالي الإمارات حصة وازنة في الحكومة المشكلة حينها، فيما كان "رياض 1" عام 2019 قد أرسى اتفاقاً لتقاسم السلطة بين حكومة الفنادق وانتقالي الإمارات.
البرلمان يدعو الأحرار والعقلاء في المحافظات المحتلة إلى إفشال مخططات تقسيم اليمن
في المقابل، عبرت هيئة رئاسة مجلس النواب في العاصمة صنعاء، أمس، عن إدانتها واستنكارها ورفضها لتلك التصرفات والأعمال التخريبية التي تستهدف اليمن وسيادته ووحدته وأمنه واستقراره، داعية الأحرار والعقلاء من أبناء المحافظات اليمنية المحتلة إلى توحيد الصفوف لإفشال كافة المؤامرات والمخططات الرامية لتقسيم اليمن، والحفاظ على وحدته وسيادته واستقراره.
وحذرت هيئة رئاسة مجلس النواب، خلال اجتماع لها أمس، من مغبة التماهي مع تلك المخططات التخريبية التي تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.
كما رحبت هيئة رئاسة مجلس النواب بمصادقة المجلس الشعبي الوطني الجزائري بالإجماع على القانون الذي يجرّم الاستعمار الفرنسي للجزائر ويطالب فرنسا بالاعتذار والتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي خلفها الاستعمار الفرنسي الذي امتد لـ132 عاماً.
مؤامرة إقليمية
في السياق كشف محمد الفرح، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، عن تفاصيل المؤامرة الإقليمية التي تقودها الرياض وأبوظبي في حضرموت، مؤكداً أن ما يجري ليس صدفة، بل جزء من مخطط ممنهج لتفكيك اليمن ونهب ثرواته.
وقال الفرح، في تصريح على صفحته بمنصة "إكس"، إن "المجلس الانتقالي" مجرد أداة إماراتية تُستخدم لتمزيق اليمن وتهيئة وجود صهيوني مباشر في مناطق حساسة بالنسبة للأمن القومي اليمني والعربي.
وشدد على أن التدخل السعودي تحركه أطماع الهيمنة، وأن الطرفين يتقاسمان الأدوار بين احتلال مباشر ونهب ممنهج عبر قوى ارتزاق يمنية.
وأكد الفرح أن صنعاء ترفض كل أشكال الوصاية، قائلاً: "لم نثُر لنستبدل وصاية بأخرى، ولن نُدار من أبوظبي أو الرياض"، وأن اليمن ليس ساحة نفوذ لأحد ولا غنيمة يتقاسمها الآخرون.










المصدر لا ميديا