418 شهيدا و1141 جريحا في غزة منذ بدء وقف إطلاق النار
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لا ميديا -
يواصل العدو الصهيوني، بدعم سياسي وعسكري أمريكي غير مشروط، خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، محولاً الاتفاق من إطار لوقف العدوان إلى غطاء لعدوان مستدام بأدوات مختلفة. فمن القصف المدفعي المكثف، إلى الغارات الجوية الدائمة، وصولاً إلى الحصار الخانق، تبدو «إسرائيل» مصرّة على إدارة حرب استنزاف مفتوحة ضد أهل غزة، فيما تتولى واشنطن دور الشريك والضامن السياسي لهذا المسار الإجرامي.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتكب الاحتلال خلال 80 يوماً من إعلان وقف إطلاق النار 969 خرقاً، أسفر عنها 418 شهيداً و1141 مصاباً، إضافة إلى 45 حالة اختطاف.
هذه الأرقام لا تعبّر فقط عن انتهاكات، بل عن استراتيجية مدروسة لإبقاء القطاع على حافة الانهيار، ودفع سكانه نحو الموت البطيء، تحت أنظار المجتمع الدولي.
مأساة النازحين تتجسد أيضاً في حوادث فردية موجعة؛ فقد استشهدت شابة جراء سقوط جدار منزل على خيمتها قرب ميناء غزة، في حادثة تلخص واقعاً مؤلماً: مدنيون يفرّون من القصف ليقضوا تحت أنقاض ما تبقى من بيوت مدمرة.
وخلال الأيام الأخيرة، كثّف العدو الصهيوني قصفه المدفعي للمناطق الشرقية من مدينة غزة، بالتزامن مع غارات جوية استهدفت شرق خان يونس جنوب القطاع، ومحيط المقبرة الشرقية لمخيم البريج. هذا التصعيد المتواصل لا يمكن فصله عن عقيدة عسكرية صهيونية تقوم على قتل الفلسطينيين كأولوية، ولا عن مظلة أميركية تمنح الاحتلال العون الكامل لارتكاب جرائمه.
الحصار يكمل ما بدأه القصف
وبلغ المشهد الإنساني في غزة مستويات غير مسبوقة من الكارثية رغم اتفاق وقف إطلاق النار. فالحصار الذي يفرضه العدو الصهيوني بمنع إدخال الوقود والمياه ومواد إعادة الإعمار مستمر وقد حوّل الحياة اليومية إلى صراع من أجل البقاء، خصوصاً في شمال القطاع، الذي أعلنته بلدياته صراحة منطقة منكوبة. فهناك، لا تعمل المستشفيات إلا بالحد الأدنى، ولا تصل المياه إلا بشق الأنفس، بينما تُترك آلاف العائلات لمصيرها في العراء.
ومع اجتياح منخفض جوي مصحوب برياح قوية وأمطار غزيرة القطاع، انكشفت هشاشة الوضع الإنساني أكثر. غرقت خيام نازحين وتطايرت أخرى، وبقيت عائلات بأكملها، بينها أطفال، تحت المطر وفي البرد القارس. هذا ليس «حادثاً طبيعياً» بقدر ما هو نتيجة مباشرة لسياسة الحصار والتجويع التي يمارسها العدو الصهيوني ويمنع إدخال مستلزمات الإيواء الآمن، وتحوّل كل منخفض جوي إلى تهديد وجودي لسكان غزة.
نتنياهو بين يدي الراعي الأميركي
سياسياً، يواصل العدو الصهيوني تعطيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، حتى قبل أن يلتزم بمقتضيات المرحلة الأولى أساساً، ويمضي في فرض وقائع ميدانية دموية، مستنداً إلى الغطاء الأميركي الكامل. وفي هذا الإطار، جاءت زيارة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى الولايات المتحدة كاشفة بوضوح طبيعة العلاقة العضوية بين الطرفين، إذ لا تُتخذ القرارات في الكيان إلا بعد الحصول على «الترخيص» الأمريكي، ولا تُشن الحروب ولا تُمدَّد المجازر إلا بضوء أخضر من واشنطن.
الأخطر أن المجرم نتنياهو، المطلوب للمحكمة الدولية، لا يذهب إلى واشنطن للدفاع أو التبرير، بل لعرض قائمة إملاءاته وشروطه على حساب دماء الفلسطينيين. فهو يناقش مستقبل غزة من موقع الجلاد، مطالباً بنزع سلاح المقاومة وفرض استسلام كامل على شعب محاصر، في تجسيد فجّ لمنطق القوة والاستعمار. هنا، تسقط نهائياً أسطورة «الوسيط الأميركي»، وتكرس واشنطن انكشافها على حقيقتها كشريك مباشر في الجريمة، لا يكتفي بتوفير السلاح والمال، بل يشارك في صياغة شروط الإبادة، ويعيد تدوير خطاب «الأمن» لتبرير القتل الجماعي والتجويع والحصار، من منظور أن أمن الكيان يُبنى على أنقاض البيوت الفلسطينية وجثث المدنيين.
مظاهرات دعم لغزة في ستوكهولم ولندن
في المقابل، يتسع الغضب الشعبي العالمي من جرائم العدو الصهيوني المروعة. ففي ستوكهولم، خرج مئات المتظاهرين رفضاً لانتهاكات الاحتلال، مطالبين بوقف الإبادة ووقف تصدير السلاح إلى «إسرائيل».
وتجمّع مئات المتظاهرين في ساحة أودينبلان وسط ستوكهولم، استجابة لدعوات أطلقتها منظمات مجتمع مدني عدة، احتجاجاً على مواصلة قوات الاحتلال استهداف قطاع غزة رغم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
كما دعا المحتجون إلى وقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان في غزة، مطالبين الحكومة السويدية بوقف تصدير وبيع السلاح لـ«إسرائيل».
وفي لندن، اقتحم نشطاء مؤيدون للشعب الفلسطيني مركز ويستفيلد ستراتفورد في ذروة موسم التسوق، رافعين العلم الفلسطيني ومرددين شعارات ضد جرائم الحرب ودور بريطانيا في تسليح كيان الاحتلال. هذه التحركات تعكس تصدع الرواية الغربية الرسمية، واتساع الفجوة بين الشارع والحكومات.
انتهاكات متواصلة في الضفة
في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، يواصل الاحتلال والغاصبون الصهاينة انتهاكاتهم: اقتحامات للمنازل، تحويل بيوت الفلسطينيين إلى ثكنات عسكرية، اقتلاع عشرات أشجار الزيتون، واعتقالات تعسفية...
وأفادت مصادر فلسطينية بأنّ قوات الاحتلال دهمت منازل الفلسطينيين في تجمع واد الجوايا شرق مدينة يطا في الخليل، جنوبي الضفة.
وأضافت المصادر أنّ الغاصبين هاجموا منازل الفلسطينيين في بلدة حوارة بنابلس (شمالي الضفة)، واقتلعوا عشرات أشجار الزيتون في مناطق أخرى.
كما عمد الغاصبون إلى قطع نحو 40 شجرة زيتون في منطقة خلة السدرة شمال القدس.










المصدر لا ميديا