تقرير / لا ميديا -
هجوم هنا وتظاهرة هناك. بيانات مشحونة بالشعارات الفارغة، وفتاوى تصدر من مكان ما، بينما النفط والطرق الحيوية تتحول إلى جوائز في مزاد الاحتلال.
فحضرموت اليوم ليست أكثر من مسرح مفتوح بلا مشهد سوى أن مرتزقة يتقاتلون، وجمهورا مختلقا يصفق للانفصال. وخلف الكواليس، ثمة سعودية تلوّح بفتاوى جديدة، وإمارات توعز لمرتزقتها الاستعانة بالصهاينة كـ»مخرج بديل» للعمل المسرحي. أما المشهد الأخير، فمؤجل إلى حين يقرر أحدهم من يستحق دور البطولة في هذه المهزلة.
لقي عنصران في مرتزقة الإمارات مصرعهما وأصيب عدد آخر، أمس، إثر هجوم مسلح استهدف نقطة عسكرية في منطقة “الخشعة” بمحافظة حضرموت المحتلة، في ظل الاقتتال الدائر بين مرتزقة الاحتلال.
وقالت مصادر محلية إن مسلحين مما يسمى حلف قبائل حضرموت، شنوا هجوماً جديداً على مواقع تابعة لفصائل انتقالي الإمارات في منطقة الخشعة بوادي حضرموت، مما أسفر عن مصرع اثنين من عناصر الانتقالي وإصابة عدد آخرين.
ويأتي هذا الحادث في سياق تصاعد التوترات الأمنية في وادي حضرموت، حيث تتنافس أدوات الاحتلال على السيطرة على الطرق والمواقع الاستراتيجية، بما في ذلك حقول النفط والممرات الحيوية للمحافظة.
إلى ذلك واصل انتقالي الإمارات، أمس، تحركاته الاستباقية بتنظيم فعالية وصفها بالجماهيرية الحاشدة في مدينة المكلا، عاصمة ساحل حضرموت، تحت شعار “القرار قرارنا”، في رسالة مباشرة تعكس رفضه للضغوط السعودية.
وأصدر المشاركون في الفعالية بياناً أكدوا فيه المضي قدماً نحو ما أسموه استكمال مسار “التحرير وإعلان دولة الجنوب العربي”.
جاء ذلك بعد يوم فقط على تظاهرة مماثلة في سيئون مركز الهضبة النفطية، بينما يستعد اليوم لتظاهرة مماثلة في مدينة الغيضة المركز الإداري للمهرة المجاورة.
وتأتي هذه التظاهرات، رغم محدودية المشاركين فيها واستعانة الانتقالي بمسلحين من الضالع ويافع لرفع أعلام الانفصال في ضوء مقاطعة الحضارم، وسط دعوات للتهدئة في المحافظات الشرقية وضغوط سعودية للانسحاب.
وعدت التظاهرات محاولة لإقناع الأطراف الإقليمية والدولية بوجود أنصار للانتقالي في تلك المحافظات لا سيما في ضوء تصاعد وتيرة المواجهات مع القبائل.
ويحاول مرتزقة «الانتقالي» تلافي ترتيبات سعودية تنهي مستقبله، مجدّدا تمسكه ببقاء قواته في محافظة حضرموت، في تصعيد سياسي واضح، لا سيما في ظل التصريحات الأخيرة للرياض التي تحدثت عن إمكانية تدخل عسكري سعودي في حال عدم انسحاب فصائل الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة، الأمر الذي ينذر بمزيد من التوتر خلال الأيام القادمة.
وفي سياق التنسيق الجاري بين مرتزقة الإمارات والكيان الصهيوني، تحدثت وسائل إعلام عبرية، أمس، عن تعويل كبير لانتقالي الإمارات على دعم الصهاينة له في مساعيه الانفصالية على غرار ما حدث في ما يسمى صومال لاند.
ونقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤولين في الانتقالي قولهم: “نأمل أن نكون الدولة التالية التي تحصل على اعتراف رسمي من إسرائيل بعد أرض الصومال”.
ويأتي هذا التطور بعد كشف وسائل إعلام في وقت سابق عن اتصالات جديدة بين فصائل الانتقالي والكيان الصهيوني.
وأفادت قناة العربية التابعة للسعودية نقلاً عن وسائل إعلام عبرية، أن قيادة الانتقالي عقدت اجتماعات مكثفة مع مسؤولين إسرائيليين سعياً للحصول على دعم دولي لمشروع الانفصال، مقابل اعتراف رمزي بالاحتلال الإسرائيلي.
ويحلل مراقبون أن هذه التحركات تأتي في أعقاب السيطرة العسكرية الأخيرة للانتقالي على محافظتي حضرموت والمهرة، وهي خطوة تُرى ضمن ترتيبات إقليمية تهدف إلى توسيع النفوذ الإسرائيلي في المنطقة.
ويرى المراقبون أن الكيان الصهيوني يسعى لاستثمار حالة التوتر والفوضى لتعزيز موطئ قدم استراتيجي لها على طول الممرات البحرية الحيوية والموانئ المهمة في جنوب اليمن المحتل.
«فتاوى تحشيدية»
وفي تطور غير مسبوق لجات سلطات الرياض إلى استصدار فتاوى تحشيدية للقتال إلى صفوف مرتزقتها في حضرموت والمهرة، حيث أصدرت، أمس، فتوى جديدة تعد الثانية في غضون يومين، في سياق رفع وتيرة التهديد للمجموعات التكفيرية وسط أزمة تحشيد جديدة في اليمن.
وكشفت وسائل إعلام عن فتوى جديدة صادرة عن مفتي المدينة المنورة صالح السحيمي الذي يشغل منصب المستشار الشرعي بالرئاسة العامة لهيئة البحوث والإفتاء السعودية ومفتي المدينة المنورة.
وتضمنت الفتوى توصيف الخروج عن طاعة المرتزق رشاد العليمي، رئيس ما يسمى المجلس الرئاسي بمثابة “خيانة لله ورسوله”.
وكان محمد البخاري، أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالسعودية، أصدر فتوى يوم أمس الأول يصف فيها القتال ضد فصائل الانتقالي بـ”فرض عين”.
وبحسب مراقبين، فإن هذه الفتاوى المتزامنة مع ما يتم الترويج له عن استعدادات لشن عملية عسكرية ضد انتقالي الإمارات، تكشف عن أزمة حقيقية في قيادة الفصائل التكفيرية التابعة للاحتلال السعودي وتحديداً ما تسمى قوات درع الوطن التي ترفض حتى الآن الانخراط في أي مواجهة مع «إخوة المصير».










المصدر لا ميديا