شايف العين

شايف العين / لا ميديا

ليس فقط لأحدث قصات الشعر، بل للسمسرة والدشارة، فمن المؤكد أنها معنية بإدارة وتنظيم حركة البيع والشراء في الأسواق الداخلية، وكذلك حركة البيع والشراء مع الأسواق الخارجية، وبالتالي ليس غريباً أن نجد بعض موظفيها عيال سوق (مصطلح شعبي).
فمثلاً موظف في القسم المعني بمراقبة وإدارة حركة البيع والشراء مع الأسواق الخارجية داخل الوزارة (قطاع التجارة الخارجية)، ذهبنا إليه نستفسره عن السلع والمواد التي حظر تحالف العدوان الأمريكي السعودي دخولها الوطن. الطبيعي أن يعطينا معلومات، ويبدأ بالحديث عن تلك السلع، كونه مواطناً أولاً، وفي نفس الوقت موظفاً في وزارة الصناعة والتجارة، لكن حدقتي عينيه اتسعتا عندما سمعت أذناه كلمة (عدوان)، وكأن شتيمة هاون سقطت عليه، ليرد على السؤال بسؤال يصطف في الطابور الخامس: أي عدوان؟
اندهشنا من إجابته، وأجبنا عليه: العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، ما سمعت به، شكلك جيت من خارج درب التبانة.
ثم طلبنا منه الكف عن الاستهتار وإعطاءنا المعلومات حول السلع المحظورة، فنفى بكل برود وانسلاخ من الحياء والهوية الوطنية أن يكون العدوان قد حظر سلعاً ما من دخول الوطن، وارتبك بعدها ليقول إنه لم يصدر العدوان ولا الوزارة قائمة بالسلع حتى الآن.
إن غرض العدوان من عدم إعلانه قائمة بالسلع المحظورة، واضح وجلي، ويتمثل في إبقاء سوقنا المحلية حكراً لتسويق منتجاته، ومنع كل منتج لا يتوافق ومزاجه ومصالحه الاقتصادية، وتلك المعايير محددة بالبلد المصنع للمنتج ومدى قربه من قوى العدوان، وعن الوكيل المستورد له ومدى قربه من القوى الوطنية.
أما عن سبب عدم إعداد الوزارة للقائمة فاستفسرنا ذلك الموظف، وأجاب بأن هذا ليس من اختصاصهم. ويبدو أن إعداد قائمة بالسلع التي حظرها تحالف العدوان من اختصاص وزارة الشباب والرياضة، أما وزارة الصناعة والتجارة فالمهام المنوطة بها هي إعداد كاتالوج بقصات الشَّعر التي حظرها تحالف العدوان على أبناء الشعب في تعد صارخ ومخالف لكافة المواثيق والقوانين الدولية، ليطلع عليها العالم ويعرف مدى بشاعة العدو وإجرامه. 
لقد سبق وأشار تقرير صدر على استحياء من هذه الوزارة إلى تراجع في بعض الواردات التي تمثلت في السلع الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية ومواد البناء والمشتقات النفطية والآليات والمعدات والأجهزة والمركبات وأجزائها، إضافة الى المطاط ومنتجاته والمواد الكيميائية والعضوية والأسمدة والسلع الاستهلاكية وأدوات وأجهزة البصريات، وهذا أكدته تقارير لمنظمات دولية، وبعض ما تحدثت عنه كان احتجاز دول العدوان السفينة السنغافورية (كوتا نازار) وعليها 636 حاوية محملة بالصلب والورق والأدوية، أواخر العام ٢٠١٦، وسفينة أخرى تحمل مضادات حيوية ومعدات جراحية وأدوية للعلاج من الكوليرا والملاريا تغطي احتياجات 300 ألف فرد.
كل هذه المعلومات التي تمنينا لو كانت ضمن قائمة رسمية تعدها وزارة الصناعة والتجارة، نفاها أحد موظفيها في قطاع التجارة الخارجية، ولا أعتقد أنه الوحيد، ففي كل وزارة ومرفق حكومي ما زالت كروش كثيرة تجلس على كثير من الكراسي، بيروقراطيون يقدمون خدمات 5 نجوم لتحالف العدوان الأمريكي السعودي من قلب العاصمة صنعاء، ليس لغاية سوى النيل من ثورة الشعب في ٢١ أيلول ٢٠١٤.

أترك تعليقاً

التعليقات