رحيل صماد آخر
 

شايف العين

شايف العين / لا ميديا -

أشهد شهادة يحاسبني عليها الله يوم الوقوف بين يديه، أنني لم أعرف شخصاً لديه منصب حكومي أشرف وأطهر وأنزه وأكفأ من المغفور له بإذن الله أحمد راجح الحداد، رئيس عمليات شركة النفط في فروع صنعاء، عمران، حجة، المحويت، الجوف، سوى رئيسنا الشهيد. وبوفاته فقد الوطن والشعب أحد رجال الدولة الأكفاء من القلة القليلة الذين تجلت فيهم شخصية الرئيس الشهيد صالح الصماد.
فقد حمل الفقيد معظم ثقل "إدارة الفرع" ليكون صاحب الجهد الأكبر في تنظيم العمل وتوفير المشتقات النفطية في النطاق الجغرافي لصلاحياته والمتمثل في محافظات صنعاء، عمران، حجة، المحويت، الجوف.
ومع ذلك الجهد الكبير والنزاهة منقطعة النظير تعمد رؤساؤه في شركة النفط ظلمه في مستحقاته كي يتطبع بطبيعتهم وينخرط في الفساد والرشوة وغيرها مثلهم أو على أقل القليل أن يسكت على بطشهم وجبروتهم الذي يمارسونه في سبيل ملء كروشهم بأموال الفساد.
وحين فشلوا في تحقيق غايتهم كانوا يعمدون إلى تعجيزه عبر المماطلة في دفع مستحقات الموظفين تحت إدارته ليدفعوهم نحو التقصير في عملهم وبالتالي يظهر المدير أحمد راجح الحداد على أنه ليس كفؤاً في المنصب الذي يتبوؤه، وكل مرة يلجؤون فيها إلى استخدام هذا الأسلوب معه كان يواجههم بتقديم استقالته، وهو الأمر الذي تدرك إدارة الفرع أنها إذا قبلته فستنفضح أمام الجميع وستظهر الحقيقة التي لا ينكرها إلا جاحد، وهي أن أحمد راجح الحداد الرجل الخفي الذي حمل نجاح الشركة في مناطق تلك المحافظات الخمس المذكورة أعلاه على كاهله.
أما الدليل الدامغ على هذه الحقيقة فظهر منذ اشتداد مرضه من خلال الصعوبة التي بدأت تواجهها الشركة في أداء مهامها المتمثلة في توفير المشتقات النفطية في المحافظات المذكورة، وزادت تلك الصعوبات يوم وفاته حيث بدأت تلوح في الأفق أزمة مشتقات في معظم المناطق والقرى الواقعة في ذلك النطاق الجغرافي، لتنفجر في اليوم التالي لوفاته بشحة في بعض المشتقات النفطية ثم توسعت إلى طوابير سيارات يصطف فيها المواطنون للحصول على البنزين والديزل.
وضمن مسيرته الصمادية اتخذ الفقيد أحمد راجح الحداد موقف الوطني الجسور والغيور على شعبه ووطنه المناهض والرافض منذ الوهلة الأولى للعدوان الأمريكي السعودي على الوطن، فلم يبرح مكانه كما فعل كثير من موظفي القطاع الحكومي، ودائماً ما كان حاضرا في إدارة أزمات المشتقات النفطية التي افتعلها ويفتعلها تحالف العدوان، ثم بدأ يميل شيئاً فشيئاً إلى الجهاد الميداني مع الجيش واللجان الشعبية.
وما إن حاول الأعداء ومرتزقتهم غزو واحتلال الساحل الغربي، الحديدة تحديداً، كونه من أبنائها، بدأ الفقيد أحمد الحداد يقضي أيامه في معظم زياراته إليها في جبهات الشرف والبطولة والكرامة كفرد مجاهد ضمن المجاهدين المسؤولين عن الإمداد، حتى أنه في إحدى زياراته قضى شهرا كاملا ينقل المدد الغذائي للمجاهدين بسيارته الخاصة رغم تحليق الطيران المعادي بأنواعه.
وبعد هذا كله يجوز بل يجب قول الحق وهو أن الوطن والشعب فقدوا بوفاة الأستاذ/ أحمد راجح الحداد صماداً آخر.
على روحه وروح الرئيس الشهيد صالح الصماد الطاهرة الزكية النزيهة الشريفة وأرواح كل من سار على هذا النهج السلام والرحمة والخلود.

سيرة ذاتية
-  أحمد راجح أحمد الحداد.
-  ولد في 21 مايو 1985 بمدينة عدن.
-  من أبناء محافظة الحديدة- مديرية اللحية.
-  حصل على شهادة الثانوية العامة سنة 2003-2004.
-  التحق بشركة النفط اليمنية عام 2005 وبدأ عمله كموظف في قسم المراجعة بفرع الشركة في محافظة إب.
-  انتقل للعمل في فرع شركة النفط بمحافظات صنعاء وعمران وحجة والمحويت والجوف.
-  بدأ الدراسة الجامعية أثناء عمله في الشركة وحصل على بكالوريوس محاسبة عام 2011.
-  صعد السلم الإداري في الشركة حتى تعين في عام 2019 رئيس عمليات الفرع المسؤول عن عمل الشركة في المحافظات الخمس.
-  كان أثناء زيارته إلى محافظة الحديدة يقضي أيامه مع أبطال الجيش واللجان الشعبية ناقلا الإمداد التمويني لهم على متن سيارته.
-  توفي بتاريخ 5 يونيو 2020 بالعاصمة صنعاء بعد حياة مهنية حافلة بالعطاء والشرف والنزاهة ختمها بموقفه المناهض للعدوان الأمريكي السعودي على الوطن.

أترك تعليقاً

التعليقات