التربة .. حصاد أسود
 

جميل المقرمي

جميل المقرمي / لا ميديا -

تبدأ الرحلة من فرزة الموت، هكذا يسميها الناس في مدينة التربة، وتنتهي في الثقب الأسود (البقع).
رحلة يعبرها شباب في عمر الزهور، هم كثر وبينهم صغار في السن وقعوا فريسة لعملاء العدوان الذين استغلوا ظروفهم القاسية وجعلوا منهم مرتزقة يدافعون عن نظام أقل ما يوصف به هو العهر في تعامله مع اليمن أرضاً وإنساناً..
العملاء السماسرة يعرفون حق المعرفة أن مصير هؤلاء القطيع من المرتزقة الذين يتاجرون بهم هو أحد أمرين؛ إما الموت أو الوقوع في الأسر، ومع ذلك مازالوا يسوقونهم إلى الهلاك.
ولو تتبعت مسير رحلتهم التي تمر عبر مناطق تقبع تحت الاحتلال الإماراتي ـ السعودي، لوجدتها مفتوحة وسالكة، بينما تغلق هذه الطرق أبوابها في وجه كل من أراد الذهاب لأجل أن يعمل بشرف في المناطق التي يدعون أنها محررة، فعندها يلجأ هؤلاء الأخيرون إلى السفر عبر المناطق التي تقع تحت سيطرة القوى الوطنية، أي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية أو كما يطلقون عليهم «الانقلابيين»، لشعورهم بالأمان.
وهنا أقول لكل الذين يرتادون طرق الموت والذين باعوا أنفسهم بثمن بخس ويطلبون منا أن نُعرف بهم لكي يمروا بأمان في طريقهم إلى مناطق الموت ليدافعوا عن عدو الشعب والوطن مملكة الشر.. أقول: لماذا لا تسألون أنفسكم ونحن في عامنا الخامس من العدوان، أين شرعيتكم المزعومة؟
طبعاً الكل يعرف الإجابة، وهي أن هذه الشرعية المزعومة معتقلة في فنادق الرياض، ومن معتقلاتها المكيفة والمتخمة بموائد الارتزاق تعلن بين الحين والآخر ـ خصوصا مع قرب نهاية كل شهر أو في مناسبات الأعياد ـ الانتصارات الوهمية والتحرير، وغيرها من التخاريف...
لكن ورغم كل ما تدعونه من انتصارات وتحرير، لاتزالون تفتقرون للأمان في المناطق التي تدعون أنها محررة، وإن أردتم السفر إلى مكان ما داخل الوطن أو خارجه فلا تعبرون إلا من مناطق السيطرة الوطنية حيث يتوفر الأمن والأمان لجميع أبناء الوطن، وتطلبون منا أن نُعرف بكم كي تأمنوا أكثر، كما أنكم تدركون جيداً أن أحذية العدوان تمنعكم من المرور في المناطق الجنوبية، خاصة أولئك الذين كتبت لهم الحياة ويريدون العودة إلى قراهم، أما العمال فيمنعونهم ذهاباً وإياباً..
فتباً لكم ولشرعيتكم الزائفة.

أترك تعليقاً

التعليقات