رجع الوتر
 

عبدالجبار طارش

عبدالجبار طارش / #لا_ميديا - 

قبل أيام قليلة من نهاية العام الماضي، رحل الشاعر عبدالله هاشم الكبسي. وإذا كان الشاعر الكبسي قد ظل مجهولا لكثير من الناس، فإنه قد أسهم في تشكيل وجدانهم عبر كلمات قصائده المغناة التي لحنها وغناها أشهر الفنانين اليمنيين، وكانت ولاتزال تثير لدى مستمعيها نشوة الطرب المنبعث من رشاقة الكلمة وجمال اللحن.
فمنذ مطلع سبعينيات القرن الماضي «وربما قبله» وجد الفنانون قصائد الكبسي الغنائية حافلة بعذوبة ألفاظها وإيقاعاتها ومضامينها العاطفية وقابليتها للتلحين، فاستهوت رغبتهم في تلحينها وتقديمها مغناة، فغنى الفنان الكبير أحمد السنيدار عددا من تلك القصائد «ياسين عليك ارزم يدك على العود، أمانتك وانسيم، ما بال الحب»، وعند منتصف السبعينيات تقريبا قدم الفنان نفسه الأغنية الشهيرة «حبوب حبوب لا تغضب». وقدم الفنان محمد حمود الحارثي ومن كلمات الكبسي أغنية شهيرة أيضا هي «رد السلام واجب»، وفيهما يبدو بوضوح تناغم العناصر الفنية لغة وإيقاعا وصورا ومضامين، ما منحهما جاذبية للتلحين والغناء. 
رغم ارتباط قصائده المغناة في النصف الأول من السبعينيات بالفنان أحمد السنيدار أكثر من غيره، إلا أنهما لم يشكلا ثنائيا فنيا متفاعلا في خط زمني يأخذ مداه الكافي لبلورة ملامح تجربة متميزة، فقد بقيت محدودة بعدد لا يتجاوز 6 أغنيات. ربما يرجع ذلك «في ما يخص الشاعر»  إلى أن الشعر الغنائي لم يحظ باهتمام مماثل لاهتمامه بشعر المجالات الأخرى، لذا جاء متقطعا زمنيا، وقليلا قياسا بما كتبه من شعر في مجالات أخرى. 
في مرحلة لاحقة «التسعينيات وما بعدها ـ ظهر له عدد من القصائد لحنها وغناها نجله الفنان فؤاد الكبسي، منها: «من حبك القلب ما افرق من هواه، تحرشني من الطاقة، أشكي بمن ولعوني، اصبر وهي باتنجلي». 
أخيرا.. فإن «حبوب حبوب لا تغضب، رد السلام واجب، اصبر وهي باتنجلي، من يشتي الحالي صبر» هي مطالع وأسماء لقصائد عبدالله هاشم الكبسي المغناة، ولكن هذه الجمل العناوين لاتزال سائرة على الألسن، وكثيرا ما رأينا كيف يتداولها الناس ويستحضرونها لتحمل رسائل وإشارات مضمرة وصريحة في مواقف الحياة.

أترك تعليقاً

التعليقات