لا ننسى أن هذه الدول هي التي شاركت في جريمة اغتيال الشهيد الحمدي وضرب المشروع الوطني
من يقف مع عدوان التحالف ليـــــــــــس ناصرياً  والمشترك اندثر


أثار البيان الذي صدر تحت اسم "التنظيم الوحدوي الناصري" لغطاً وردود أفعال لدى ناصريي الرياض، وتصدر الصحيفة الناطقة باسم التنظيم مانشيت عريض ينفي أن يكون هذا البيان صادراً عن قيادته.
وتضمن البيان الصادر تنديداً متأخراً بعملية ما تسمى "عاصفة الحزم"، حيث وصفها بالعدوان، وتعرض الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي، محمد مسعد الرداعي إلى هجوم شرس في مواقع التواصل الاجتماعي من مناصري (ناصريي) الرياض الذين اعتبروا الموقف الرافض للعدوان موقفاً شخصياً يخص الرداعي.
وكانت جملة من الشخصيات القومية الناصرية في السياق ذاته- قد ألفت جبهة أطلقت عليها "ناصريون ضد العدوان" في وقت مبكر، الأمر الذي يعني تصدُّعات في الأطر التنظيمية للقوميين الناصريين بفعل غلبة مرتزقة الرياض في سدة قيادة أطره السياسية، وتدفق المال السياسي.. وفي هذا الحوار، تعرض الرداعي للحديث عن الاختلالات التي تعتور عمل التنظيم، وتشُل قدرته على شغل موقعه التاريخي المعروف بمعاداته لقوى الرجعية العربية المتهمة باغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي وضرب مشروع الدولة الوطنية في اليمن.. إلى متن الحوار:

نحن نريد أن نبدأ حوارنا معك من بيان التنظيم الذي صدر مؤخراً عن الاجتماع الذي عقد برئاستك، والعدوان الغاشم على بلدنا من قبل قوى الاستعمار وأدواتها من الأنظمة الرجعية في المنطقة، والقوى الرجعية في الداخل، يدخل شهره السابع، والذي يصادف ذكرى أبرز محطات تاريخ صراع الحركة الناصرية ضد هذه القوى، والتي مثلت اليمن ساحة لها حيث (11، 14، 15 أكتوبر.. نجد العديد من الأسئلة المنطقية تنهال حول ما هو غير منطقي بفعل مواقف التنظيم في الآونة الأخيرة.. وأولى هذه الأسئلة:

 ألا ترى أن هذا البيان قد تأخر كثير اً؟!
- بداية فيما يخص البيان، هناك حقيقيتين يجب أن يعرفهما الناس وهما:
الأولى: أن هذا البيان جاء وفقاً للتالي:
أولاً: انطلاقاً من ثوابتنا الفكرية كتنظيم، والتي تحدد نضالنا ضد قوى محددة وهي قوى الاستعمار وقوى الرجعية والتخلف والديكتاتوريات، والتي أيضاً ترفض العنف والاقتتال، وضد فرض الرأي بالإكراه، وقناعاتنا بالنهج الديمقراطي القائم على الحوار والنضال السلمي، وهذا ما جسده التنظيم طوال تاريخ نضاله، وتعد انتفاضة 15 أكتوبر78م خير شاهد على ذلك.
ثانياً: من قراءتنا للحدث اليمني في ضوء ما يحدث في العراق وسوريا، حيث بات من الواضح أن بلادنا وأمتنا تدفع في اتجاه صراع مذهبي وطائفي، وذلك تنفيذاً لمشروع "تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ".
ثالثاً: من معرفتنا وخبرتنا السياسية بالدول المشتركة في العدوان، والمشفوعة بالتجارب، وحتى لا ننسى أن هذه الدول هي التي شاركت في جريمة اغتيال الشهيد الحمدي وضرب المشروع الوطني، ثم أنها كانت راعية للمبادرة الخليجية ولم تقدم شيئاً في سبيل نجاحها بدلاً من ذلك، أعلنت تحالفاً لضرب اليمن، وهذا هو العدوان الذي نراه اليوم، وهي من قادت اليمن إلى الوضع الحالي.
الحقيقية الثاني: وهي أن اليمن يعيش اليوم وضعاً آخر مختلف عن السابق.. لدينا ثلاث قضايا لا ينظر إليها الناس، وهي: الفقر، حيث 75% من السكان تحت خط الفقر، والبطالة بنسبة تزيد عن 45%، والثالثة وهي ضرب المفاهيم والقيم الوطنية والأخلاقية.. وذلك بفعل سياسة الفساد والإفساد التي اتبعتها منظومة الحكم التي جاءت بعد 11 أكتوبر 1977م، وتشكلت من القوى التي شاركت في جريمة اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي، وضرب المشروع الوطني، وأنا أعتقد أن نكبة اليمن بدأت في ذلك اليوم، مما انعكس على مجمل القضايا الوطنية والتي ظهرت بوضوح في ثورة 11 فبراير وما بعدها، والتي خرجت الجماهير فيها لإسقاط منظومة الحكم بهدف تغيير الوضع، فكان ما حدث هو أنت انتهت بالتوقيع على المبادرة الخليجية التي لم تحدث التغيير الجذري، وإنما تغيير رأس المنظومة بالإبقاء عليها وبقاء سياستها وآليتها، وأنا أحمل المسؤولية هنا القوى السياسية وبالأخص أحزاب المشترك، فقد اصطفت مع القوى المتنفذة ومراكز النفود، ولم تصطف مع الجماهير، ثم وجدناها فيما بعد تتخلى عن برنامج الإصلاح الذي أعلنته عام 2003م، ولم تعمل على الاستفادة من الفرصة التي منحتها لها المبادرة الخليجية لإحداث تغيير ولو بالحد الأدنى، حيث منحتها 50% من الحكومة، ثم أنها لم تعمل على تنفيد ما تبقى من بنود المبادرة، رغم أنها لا تحمل تغييراً شاملاً، حتى ما تم تنفيذه وهو عقد مؤتمر الحوار، لم تقم القوى السياسية بالعمل على تنفيذه رغم أن هذا كان من واجبها طالما وهي من اتفقت على مخرجاته، وكانت النتيجة هي بقاء الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية كما هي مما قاد البلد إلى ما هي عليه اليوم والذي أرى أنه كان حصيلة فشل النخب والقوى السياسية في البلاد وبمشاركة الدول الراعية للمبادرة.

 هل تؤكد أن القوى التي اشتركت في جريمة اغتيال الحمدي وضرب المشروع الوطني هي ذات القوى المشتركة في العدوان اليوم على اليمن؟
- نعم.. القوى هي نفسها، وهي لم ترتكب جريمة اغتياله فحسب، بل أيضاً حاولت تشويه سمعته، وهذه حقيقة لا يستطيع أن ينكرها أو يخفيها أحد، مهما كانت المحاولات لتجهيل الناس بالتاريخ وتزويره وطمس هذه الحقائق، والتي نحن إلى الآن نطالب بفتح ملفاتها والتحقيق فيها من أجل كشف الحقائق وتصحيح التاريخ.. وهذا هو أحد أهداف نضالنا وعملنا من أجله بقوة من خلال فريق العدالة الانتقالية في مؤتمر الحوار الوطني..
وللأمانة هنا، فقد خضنا صراعاً قوياً في مؤتمر الحوار مع كل القوى السياسية في هذا الجانب، وما حسم هذه المسألة هو موقف مكونات الشباب والمرأة وأنصار الله والحراك الجنوبي وقد تجاهلوها في مؤتمر الرياض.

 كل هذا لم يعنِ لكم أنه من واجب التنظيم أن يكون في مقدمة من يتصدون لهذه القوى بدلاً من أن نجد كثيراً من قياداته تتحالف معها وتقاتل إلى جانبها؟
- بالنسبة لنا كتنظيم لديه برنامج سياسي محدد، وموقف التنظيم كان ومازال واضحاً بأننا ضد العدوان وضد الصراع الداخلي، وهذا ما أكده التنظيم في بيان صدر عنه في وقت سابق، كما أنه كان للتنظيم مبادرة في هذا الجانب، ولكننا خذلنا من بعض القوى السياسية، وللأسف تلك القوى التي يُقال بأنها قريبة أو متحالفة معنا.. وكان هذا في أغسطس من العام الماضي، فهذه القوى جاءت إلى السلطة وهمها المقاسمة وليس مصلحة الوطن.
أما بالنسبة لما يصدر من مواقف عن بعض من ينتمون إلى التنظيم فهي مواقف شخصية لا تلزمنا ولا تعبر عن موقفنا.
وأنا الآن عندي مشكلة، حيث يوصف كل من ذهبوا من التنظيم إلى الرياض بأنهم عملاء وأعداء للوطن، وهذا غير صحيح، فالبعض ذهبوا بتكليف من التنظيم لطرح وجهة نظر التنظيم فيما يخص الجيش الوطني، وقلنا إننا نرفض تشكيل الجيش من مليشيات  جهوية، كما أكدنا رفضنا للاصطفافات الجزئية، وموقفنا من قضية صعدة بأنها قضية وطنية كما هي القضية الجنوبية.
 وما أريد قوله هنا، هو أن من وقف وأيد العدوان ودعا إليه هو من يحاسب وحده، وأن نكون منصفين وأن نتجنب التعميم.
نحن موقفنا ضد العدوان واضح، ولكن لدينا عجز في الجانب الإعلامي، فليس لدينا قنوات فضائية، وإلاّ لكان صوتنا عاليا، كما كان دائماً، ولعرف الناس موقفنا بوضوح.

 ما هو شعورك اليوم ونحن نعيش ذكرى 14 أكتوبر في الوقت الذي ترزح محافظات الجنوب تحت الإحتلال؟!
- أنا أشعر بألم ومرارة شديدة، وخصوصاً فيما أسمعه اليوم من حديث عن الوضع في محافظات الجنوب مثل "أن أبناء الشمال يجب أن يغادروا" فقد كان شعبنا اليمني موحداً رغم التشطير، فقد جاء أبناء الجنوب إلى الشمال واشتركوا في ثورة 26 سبتمبر وفي الدفاع عنها، وكانت تعز حاضنة لثورة 14 أكتوبر ونقطة انطلاق لها، واشترك فيها أبناء الشمال، وحتى الوحدة اليمنية لم تتحقق بفعل القيادات السياسية، وإنما بفعل الرغبة عند أبناء الشعب اليمني، فقد كان الشماليون يرغبون في العيش في ظل دولة النظام والقانون التي تحكم الجنوب، وكان الجنوبيون يريدون الاطلاع ومعرفة الانفتاح الذي يعيشه الشمال، فكان التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري موحد حتى في ظل التشطير، وقد كانت قيادة انتفاضة 15 أكتوبر 78م تضم شخصيات من كل محافظات اليمن من حضرموت والضالع وعدن ولحج، ومن صنعاء وتعز وإب والمحويت وحجة وذمار.

 هل ما زالت أنظمة الخليج في نظركم أنظمة رجعية؟
- هذا موجود في برنامجنا السياسي.

 بشكل عام، هل من يتحالف مع قوى الاستعمار والرجعية ويقاتل إلى جانبها يعد "ناصرياً"؟
- من يقاتل إلى جانب قوى الرجعية، هو رجعي وليس ناصرياً.
وهنا ملاحظة.. لأن هذه المقابلة هي لصحيفة، والصحيفة ستنزل إلى الشارع ويقرأها الناس.
الملاحظة: حول ما يحدث في بعض المحافظات مثل تعز، فأنا أرى أن ما يحدث هناك هو ناتج عن فقدان الرؤية الصحيحة بسبب وقوع الناس تحت تأثير ما يسمى بالوعي الجمعي الذي تصنعه وسائل الإعلام، وقد عملت على إثارة الشعور بالإقصاء عند أبناء تعز وذيوع مقولة: "جاء إلى بيتك"، مما دفع البعض إلى المواجهة باعتبار ذلك مقاومة ودفاعاً عن النفس، بالإضافة إلى الترويج لتحسن الأوضاع في عدن، وأنا في رأيي أن ما يحدث في تعز هو صراع على السلطة، وهو يزيد من عدد تجار الحروب بعد أن كان قد تم تقليصه، والدور الكبير يظهر هنا لوسائل الإعلام الحزبية والرسمية والتي لا يهمها مصلحة الوطن، ففي إحدى المرات سمعت في القناة الرسمية خبر "أن منظمات حقوقية وقانونية تقول أنه تم نشر بيان في صنعاء يحمل تحذيراً للشوافع"، مع أن هذا ليس صحيحاً، فوسائل الإعلام تحاول إلباس هذا الصراع لباساً مذهبياً، وطائفياً، ومناطقياً، وكلنا يتأثر بوسائل الإعلام، وأنا أرى أنه يتوجب على كل العقلاء في القوى السياسية أن يعملوا على وقف القتال في تعز، وتعز اليوم تتعرض لمؤامرة في نطاق المؤامرة التي تستهدف البلد.

 قلت "مقاومة" هل تتفق مع هذا المصطلح في وصف ما يحدث في تعز؟
- أنا قلت لك أنني لا أتفق مع كثير من المفاهيم، ولكنني مع حق كل إنسان في الدفاع عن نفسه إذا ما جاء أحد إلى بيته.

 وهل الواقع يقول إن ما حدث في تعز هو نتيجة أن هناك من جاء إلى بيوتهم؟
- الواقع يقول إن ما يحدث في تعز وفي غيرها من المحافظات هو صراع سلطة، ثم إن ما يروج له إعلامياً عن تحسُّن الأوضاع في عدن ليس صحيحاً؛ فعدن والبلد كلها ، زالت في مهب الريح أمنياً، واقتصادياً.

 هل يمكن أن تحدثنا عن المؤامرة على تعز، وكيف بدأت؟!
- لا ننسى أن تعز هي منطلق كل الثورات في اليمن، شمالاً وجنوباً، وبعد الوحدة، حيث 26 سبتمبر و14 أكتوبر، ثم لاحقاً 11 فبراير، وتعز تمثل أنموذجاً لثقافة التعايش بين أبناء اليمن على اختلاف مناطقهم ومذاهبهم، وهي نقطة إشعاع المدنية ومنبع العمل السياسي، ولأبنائها السبق في قيادة المشروع الوطني، ومن ثم فالمؤامرة تستهدف ضرب هذه الطبيعة الثقافية والثورية والوطنية لتعز، وفي اعتقادي أن المؤامرة بدأت بما يعرف بقضية مشائخ الحجرية، هذه القضية التي لا تزال حقيقتها مخفية، وتم إلباس قميصها لإنسان بريء هو عبدالله عبدالعالم، مع أن بعض الذين قتلوا هم كانوا بالنسبة له بمثابة الأخ والأب وأعضاء في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، ومنهم منصور شائف العريقي، الذي ترأس مؤتمر الروضة عام 1975م في مواجهة مؤتمر خمر الثاني، ثم إنك تجد أنه صدر عفو عام في كل القضايا إلاّ هذه القضية.

 ما هو موقفكم من مشكلة الأقاليم، وقد غدت المشكلة الرئيسية اليوم؟
- نحن في التنظيم، في الرؤية التي قدمناها إلى مؤتمر الحوار وضعناها كخيار ثالث، بشرط أن تخضع لدراسة علمية دقيقة، وبعد ظهور مشاريع تنادي بالعودة إلى ما قبل 1990م، مع أنه رأيي.. أن البعض يحاول تصوير أن الوحدة هي المشكلة، والحقيقة أن المشكلة ليست في الوحدة، وإنما في الذين أداروا هذه الوحدة. مشكلتنا هي في توزيع السلطة والثروة، وفي عدم وجود دولة النظام والقانون، ثم. هل لدينا دولة حتى نبدأ بتقسيمها إلى أقاليم؟!.. انظر إلى الصورة، وما هو حاصل الآن، وفي هذه الحالة من غياب وجود الدولة يمكن أنه ليس كل إقليم ينفصل، بل كل محافظة وكل مديرية يمكن أن تنفصل، وتعلن نفسها دولة.
الحل هو في وجود دولة قوية أولاً، ثم توزيع عادل للسلطة والثروة وسيادة القانون.

 كيف تُفسِّر لنا موقف الأمين العام السابق ومعه الحالي في الانخراط فيما تقول عنه صراع داخلي وتحالفهم مع قوى العدوان الاستعمارية والرجعية، وهو ما تقول إن موقف التنظيم ضده؟
- بالنسبة للأمين العام السابق، فكما هو واضح يؤدي دور وظيفي كمستشار "لهادي" وموقفه لا يلزمنا، ما يلزمنا فقط ما يتخذ من المستويات التنظيمية من قرارات.

 ولكنه عضو في اللجنة المركزية.؟!
- لا علاقة لموقفه بهذا المستوى التنظيمي، كما أنه لم يكن قراراً اتخذ من هذا المستوى، وقد سبق وأن اتخذنا موقف ضده عندما وجه رسالة وهو في الخارج، وأصدرنا بياناً وقلنا فيه إنه لا يعبر عن موقفاً التنظيم، وأما بالنسبة للأمين العام الحالي فهو ليس مصطفاً، ويمكن أن نلاحظ ذلك من خلال ما يتم اليوم من صراع داخل تعز وما تصدر من بيانات.. ولكن الإشكالية أن الناس ترى  على أن التنظيم مشارك في المواجهات التي تحدث في تعز.

 الوحدوي هي لسان حال التنظيم وهي منحازة للعدوان وتحرض طائفياً ومناطقياً ، كيف تفسر ذلك ؟ - ما يأتي تحت عنوان الموقف الوحدوي هو المعبر عن التنظيم، لكن ما يأتي فيها من كتابات لا تعبر عن موقفنا.

 حتى لو تجاوزنا موضوع الكتابات.. فأنا أحدثك عن تغطيتها للأحداث، وما فيها من تحريض طائفي ومناطقي، واتهام من يقفون ضد العدوان بأنهم مرتزقة، ما موقفكم من هذا؟
- مثل هذا التعبير لا يتفق مع ثوابت التنظيم وموقفه، إذ نحن نقول إننا ضد العدوان، وأن ما يحدث داخلياً هو صراع من أجل السلطة وليس صراعاً مناطقياً أو مذهبياً، ونحن لدينا ملاحظات حول السياسة الإعلامية للصحيفة، ولا يعني هذا أنني أدافع عنها الآن أو أقول أنه لا توجد ملاحظات.

 اسمح لي.. نحن هنا نتحدث عن تنظيم كثير من قياداته العليا ووسيلة إعلامه مواقفهم على الضد تماماً من ثوابته وبرنامجه السياسي.. هل هذا مقبول؟ وإذا لم يكن مقبولاً هل تكتفون فقط بالبيانات؟
- سبق وأن قلت لك إن هناك خللاً كبيراً في الواقع بأكمله، حيث تم تجريف القيم الوطنية والأخلاقية في الحياة السياسية بفعل سياسة الفساد والإفساد التي تسود البلاد منذ 11 أكتوبر 1978م، وهذه مشكلة موجودة لدى كل القوى السياسية، ولن أقول لك إن التنظيم مُنزه أو حالة استثنائية من ذلك، ولكن أعتقد أن ما يميز التنظيم أنه لا يزال فيه الصوت والحراك الذي ينتقد هذه الأخطاء والخروقات، ويعمل على تصحيحها.. وطالما لدينا أسس نحتكم إليها، حيث لدينا برنامج سياسي ونظام داخلي فلن يكون هناك احد  أكبر من التنظيم، لا محمد مسعد الرداعي، ولا عبدالله نعمان، ولا سلطان حزام، ولا ولاغيرهم ، كلنا في الأخير في مؤسسة تحكمها لوائح جماعية قيادية عندما تصدر عنها بيانات تكون هي المعبرة عن موقف التنظيم، وكذلك لدينا ديمقراطية تنظيمية لا تسمح باستنساخ حالة المؤتمر الشعبي العام، حيث علي صالح هو من يتحكم به منذ تأسيسه أو كما هو الحال في حزب الإصلاح.

 ألا ترى أن قرار اللجنة الثورية بإطلاق أسماء الشهداء على بعض الشوارع يأتي في سياق إعادة الاعتبار لهم وتصحيح التاريخ؟
- هذا جيد، وخطوة صحيحة.

 ألا ترى أن الإساءة الكبرى للشهيد الحمدي هي في موقف من يدعون أنهم حملة مشروعه الذين يقفون اليوم إلى جانب القوى التي تآمرت عليه وارتكبت جريمة اغتياله.؟
- هذا صحيح.. الناصرية فكر وسلوك يجسد في الواقع.

 هل ما زلتم في التنظيم ترفضون اتفاقية جدة لترسيم الحدود بين اليمن والمملكة؟
- نعم.. مع أن مشكلتنا هي مع الأنظمة وليست مع الشعوب العربية، فنحن نناضل من أجل الوحدة العربية الشاملة.

 ألا ترى أن معركة أنصار الله هي استمرار لمعركة الحركة الناصرية وخصوصاً في اليمن وما حققته من إنجازات في 21 سبتمبر.. هل تتفق معي؟!
- صحيح.. فقد نجحت حركة أنصار الله وحققت إنجازات في ضرب مراكز القوى.. ولكن لم تقدم برنامجاً واضحاً للمرحلة المقبلة، أقصد حلاً لمشكلات الفقر والبطالة وإعادة المفاهيم والقيم إلى حقيقتها، وهناك أخطاء ارتكبت، في عمل اللجان الشعبية وفي طريقة أدائها مثلاً أخذ أختام الوزارات.

  في اعتقادي أن فكرة اللجان عندهم ربما تكون قادمة من فكرة لجان التصحيح التي أنشأها الشهيد الحميد.. ألا ترى ذلك؟
- قد يكون.. ولكن من المفترض أن تشكل من العاملين في الوزارات وليس من خارجها.

 ألا ترى أن سبب هذه الأخطاء يعود إلى ابتعاد القوى السياسية الوطنية عن الحركة وتركها تتحمل لوحدها مسؤولية البلد في ظل هذه الأوضاع البالغة التعقيد والحرب؟
- هذا صحيح، فالقوى السياسية تتحمل جزءاً من المسؤولية في هذا الجانب، ولكننا في التنظيم كان لنا تواصل معهم، وكنا نقول بعدم صحة التواصل الانفرادي مع الرئاسة، وأن يكون التواصل جماعياً، وكان موقف التنظيم واضحاً في رفض الجرعة، ولكنه ربما تمت هناك نوع من الصفقات ربما يكشفها المستقبل.

 ألا ترى أن حركة أنصار الله هي أقرب إلى التنظيم من حزب الإصلاح؟
- هذا صحيح، الإصلاح هو حزب يعادينا فكرياً وعملياً ويقود صراعاً ضدنا.. وبيانات الأمس في تعز تشهد على ذلك، واختلفنا معهم في الرياض بخصوص العدالة الانتقالية والجيش الوطني وقضية صعدة وحدثت مشادات كلامية قوية بين نائب الأمين العام للتنظيم وبين عبدالوهاب الآنسي، ثم إن الإصلاح إذا أراد ممارسة العمل السياسي فإنه يجب أن يتخلى عن جناحه المسلح، ثم أنه طالما والإصلاح ما زال يؤمن بفكرة التنظيم الدولي فلا يمكن إقامة تحالف معه.

 ماذا عن مستقبل اللقاء المشترك؟
- اللقاء المشترك انتهى ولم يعد له وجود، المشترك كان عبارة عن اتفاق حول أهداف معينة، وطالما أنه لم يعد هناك أهداف مشتركة فإنه لم يعد هناك لقاء مشترك.

 بعد ظهور حركة أنصار الله في المشهد السياسي عقب 11 فبراير بدأ الحديث عن المليشيات، ألا ترى أن المليشيات هي في الأصل موجودة من قبل؟
- نعم هي موجودة من قبل والجميع يعرف ذلك من زمن الجبهة الوطنية، وكيف تشكلت، الجبهة الإسلامية وكيف أنه بعد توقيع اتفاقية الكويت شُكلت هذه الجبهة بالمخالفة للاتفاقية، يا أخي خلونا نفتح هذا التاريخ، وبعد العدالة الانتقالية لن تتكرر الأخطاء لأن الشعب سيكون قد عرف أين المشكلة، هناك بلاوي.
المؤتمر لديه مليشيات وكذلك الإصلاح لديه مليشيات وكلاهما يخترق القوات المسلحة رغم أن ذلك مخالف للدستور.

 ألا يعني هذا أن هذه القوى تبنَّت المليشيات كإستراتيجية، أما أنصار الله فلجأوا اليها مضطرين؟
- نعم حركة أنصار الله أصلاً وجدت هكذا، فهي وجدت في حروب ست.

 كيف ترى مستقبل البلاد؟
- أرى أن حركة أنصار الله يجب أن تقدم مبادرة فيما يخص الشأن الداخلي ويتركوا الآخرين يرفضوها، ومن ثم يتم تعريتهم أمام الشعب.

 لماذا لا يتم تقديم هذه المبادرة من قبل التنظيم؟
- نحن الآن بصدد تحرك في هذا السياق ولدينا اجتماع قادم للأمانة العامة، لأن ما يحدث يوجب البحث عن مخرج للبلد ويحافظ على نسيجه الاجتماعي من التمزق.

 هل أنتم مع تشكيل حكومة وحدة وطنية؟
- لا تستعجلوا ولا تضغطوا أكثر على حركة أنصار الله، وانظروا إلى أين ستقود البلد هذه الحرب.
حركة أنصار الله يريدون مشاركة القوى السياسية ولكن هناك مشكلة فيما يتعلق بالإعلان الدستوري حتى مع المؤتمر الشعبي العام، وقد كان رحب به في البداية لأنه كان يتوقع أنه سيشارك في مجلس رئاسي، ولكن هذا لم يتم، وأنا ألحظ وجود استعداد لدى أنصار الله للتراجع عن الإعلان، وأنا مع حكومة كفاءات بالمعنى الحقيقي لهذا المصطلح ولست مع حكومة محاصصة ولفترة انتقالية بمهام محددة ومزمنة، كما أننا مع الرقابة الشعبية في هذا الجانب.

 هل ترى أن بيان التنظيم الأخير سيكون له أثر على مستقبل التنظيم؟
- هذا البيان جاء تأكيداً للبيان السابق للتنظيم ولمبادرة التنظيم وكلها تأكيد لموقف التنظيم في رفض الصراع الداخلي والعدوان الخارجي، وليس هناك خلاف حوله، الخلاف هو حول أن يصدر أو لايصدر عن الأمانة العامة، وليس نتيجة لاجتماع سبعة أو ثمانية فروع، وكان من المفترض أن يرفع للأمانة العامة والأمانة العامة تصدره، ولكن ليس هناك خلاف ما دام، وهو يمثل تأكيداً لموقف التنظيم، وهو جاء بطلب من بعض فروع المحافظات بعد ما رأينا من نتائج العدوان على بلدنا، حيث استهدفت البنية التحتية والمؤسسات الخاصة والعامة وحتى منازل أشخاص بما فيها من أسر، وكذلك نتائج الصراع الداخلي.
وهو يأتي في ذكرى 11 أكتوبر و15 أكتوبر و10 أكتوبر في الجنوب و14 أكتوبر، وأنا كان رأيي أن هذا البيان لا يكفي، فهو لا يكفي في الترحم على أرواح الشهداء، وإنما يجب أن نبذل كل الجهود لفتح الملفات وكشف الحقائق وإعادة الاعتبار لمن أسيء لهم.

 كلمة أخيرة؟
- كلمة أخيرة أوجهها لأعضاء التنظيم وأقول لهم إن التنظيم الوحدوي ظل موحداً حتى في عهد التشطير وفكرنا يتجاوز المذهبية والطائفية والمناطقية ويرفض الصراع الداخلي والعنف ويجسد الوحدة الوطنية، وهذا تاريخ عمدناه بالتضحيات ولذلك لن نفرط به، ثم إننا القوة الوحيدة التي لا يوجد لديها حمولات من الماضي، ومن ثم فإن التنظيم يمكنه التحرك ومن الآن، وسنعمل بكل قوة بما يقطع دابر هذا العدوان ودابر القوى الرجعية والتخلف التي لا ترى سبيلاً إلا في السلاح ودابر كل من يحاول تدمير بلدنا وتمزيق النسيج الاجتماعي.