الجحملية تتعرض لمجازر مريعة وتهجير جمتعي
- تم النشر بواسطة طلال سفيان/ لا ميديا
الباحث الصوفي الشيخ / عدنان الجنيد
الجحملية تتعرض لمجازر مريعة وتهجير جمتعي
صحيفة لا / حاوره : طلال سفيان
السيد عدنان الجنيد في حديث الشجون والألم - والتفاؤل يفيض لصحيفة «لاء» واقع العدوان على الجحملية الحارة وتعز المدينة ويمن العشق الحزينة في لقاء تعز في كل اليمن..وكل اليمن في الجحملية.
- مالذي يحصل في تعز؟
هناك مؤامرة كبيرة من قبل أل سعود ومرتزقتهم في اليمن (القاعدة وحزب الإصلاح) على هذه المحافظة التي تعرف بحالتها الثقافية والعلمية والثورية منذ زمن, تعز تمثل العزة والكرامة والحضور الطاغي على المشهد اليمني, وهذا أكثر مايزعج تحالف العدوان ويجعلهم يسعون بكل قوة لجعلها ساحة حرب وصراع مستجلبين مرتزقاتهم من داخل اليمن ومن أفريقيا والخليج بهدف أركاع وإذلال أهلها, لم يستسلم الكثير من أبناء تعز, كل يوم يقدمون دروسآ في الثبات على الأرض, يدافعون عن حواريهم ومناطقهم بعزم شديد, صحيح أن الجيش واللجان الشعبية تساندهم في معركتهم وهذا لايعني أن أبناء تعز قد تخلوا عن مدينتهم بالدفاع عنها. لازالوا في الخطوط الأمامية وبالذات أبناء الجحملية العليا, فمنذ الفتيل الأول للحرب والعدوان وحتى الان يقومون بالدفاع عن مدينتهم ومناطقهم ويسجلوا أروع الملاحم ويسطرون أعظم الانتصارات.
- شهدت الجحملية حملات تحريض(مناطقية ومذهبية وسلالية) ضد أبنائها...من أنتج هذا الخطاب التحريضي؟
عندما عجز العدوان ومرتزقته عن تحقيق أهدافهم, عمدوا إلى هذا الخطاب التحريضي حتى يتصارع أبناء تعز فيما بينهم. لقد فشلوا في تعزيز هذا الخطاب, فبعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية قبل ثلاثة أشهر من مدينة تعز إلى الأطراف, قامت العصابات الإجرامية بمجازر مريعة ونشرتها في مواقع التواصل الإجتماعي بهدف ايجاد حالة من الشرخ الإجتماعي تتمثل بردة فعل انتقامية من قبل أبناء المحافظات الشمالية كـ: صنعاء وعمران وصعدة وذمار تجاه أبناء تعز, لكن هذا المخطط فشل بشكل كبير نتيجة تحلي أبناء هذه المحافظات بالعقلانية والمسئولية الوطنية, هكذا يفشل مرارآ الطرف الأخر (المرتزقة) حتى وهم يطلقون بعض الشعارات القائلة بأن تعز سنية وليست شيعية وغيرها من العبارات المقيتة.
- هذا الخطاب كان موجه ضد أبناء الجحملية وضدكم كهاشميين؟
بحسب مفهوميتهم بالنسبة لأبناء الجحملية ولأل الجنيد واتهامهم بأنهم شيعة ورافضة, هي مجرد أقاويل ليست لها أي أساس من الصحة, الجحملية وتعز ككل هي صوفية, كان التصوف منذ زمن بعيد ولازال ساري في دمائهم, تعز حاضنة للصوفية, ففي صبر لوحدها يوجد أكثر من 360 ضريح ظاهر لأولياء الله ناهيك عن الكثير منها التي لازالت مخفية والحال نفسه في الحجرية والمناطق الأخرى..تعز معروفة بوسطيتها وتحضرها وكل شيئ جميل.
- هل وحدة النسيج الإجتماعي في الجحملية اليوم في خطر؟
اليوم الجحملية أكثر توحد وتماسك بفضل الدواعش, لقد شهد أبناء الجحملية وأبناء تعز جرائم هذه الجماعة في القتل والنهب والتدمير, الكثير من سكان المدينة نزحوا إلى مناطق سيطرة الجيش واللجان بحثآ عن الأمن وهربآ من مناطق سيطرة العصابات الداعشية التي قامت بسرقتهم وقتلهم, كنت اجد الكثير من أبناء الجحملية النازحين في صنعاء, منذ شهر نزل معظمهم إلى الجحملية لمشاركة أخوانهم في معارك الكرامة هناك, الأسبوع الماضي حاول مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي التسلل إلى الجحملية وقوبلوا برد شرس وقتل منهم الكثير حتى أن قائد كتيبة الدفاع عن الجحملية ناشد الصليب الأحمر بأخذ جثث هؤلاء المرتزقة من شوارع الجحملية.
- ماذا عن مشهد الدمار وموجات النزوح التي شهدتها الجحملية؟
خلال فترات الحرب كان سكان الجحملية في منطقتهم وكانوا يستضيفون أخوانهم من بقية مناطق المدينة الهاربين من مناطق المواجهات, لكن وبعد الإنسحاب المفاجئ للجيش واللجان الشعبية في أغسطس الماضي وحدث ماحدث من مجازر مريعة أستنكرها العالم, لقد أتضحت الدعاوي الزائفة للقاعدة وحزب الإصلاح بأنهم يدافعون عن تعز, فبعد وصولهم إلى الجحملية قاموا بارتكاب جرائم يندى لها جبين الأسلام والإنسانية, نزح سكان الجحملية إلى القرى والمحافظات الأخرى, اليوم الجحملية خالية الوفاض ولم يبقى فيها إلا بعض شبابها والمجاهدين وبعض وحدات من الجيش للدفاع عنها وعن تعز.
حتى الأن يضرب العدوان السعودي الأمريكي بشكل عشوائي متوحش, دمرت منازلهم وسفكت دمائهم..أبناء الجحملية أبرياء..حقيقة ليسو من هؤلاء أو هؤلاء, ختى البيوت التي سلمت من الطيران لم تسلم من قذائف الدواعش التي أنهالت عليها من أماكن سيطرتهم في حي المستشفى الجمهوري ومنطقة الدمغة بشكل يعبر عن مدى الحقد الدفين لهذه الجماعات الداعشية على الجحملية.
- فقدت الكثير من أسرتك في هذه الحرب التي أنتهجت سلالية بغيضة كما حدث مع أل الرميمة؟
يوجد عداء قديم ومبطن ضد أل الرميمة, هذه الأسرة بذلت قصار جهدها في نشر التوعية مع الجيش وأنصار الله, وهذا ماأثار المرتزقة, وعندما وجد المرتزقة الفرصة سانحة قاموا بارتكاب مجازر هي كربلاء ثانية في حق هذه الأسرة, ماشأن النسب ولماذا هذه الكراهية والبغضاء؟ توجد أحقاد وهابية تجاه هذه الأسرة الكريمة التي أشتهرت بأنشطتها الدينية (المحمدية والعلوية), فيما يتعلق بأل الجنيد حاول المرتزقة ارتكاب مجزرة بحقهم في قرية الصراري بمديرية صبر الموادم إلا أنهم فشلوا, قتل الكثير من أل الجنيد في كمين أثناء تحركهم استجابة لدعوة صلح, لازالت الصراري التي يقطنها أل الجنيد ترزح تحت حصار المرتزقة, الصراري مستعدة تمامآ للدفاع عن نفسها, كما أن الجحملية مشهورة بأن الكثير من أل الجنيد يقطنوها ولهذا السبب يحاول مرتزقة العدوان اقتحامها.
- هل نحن أمام حملة وهابية ثالثة على اليمن؟
نعم..كل مانعانية اليوم والأمس كيمنيين من كوارث هو بسبب هذا التيار التكفيري, منذ زمن طويل والصوفية تحذر من خطر هذه الجماعة على حياة اليمنيين, وصدق أحد الصوفيين الذي قال قبل 30 سنة : حاربوا هذه الوهابة كي لا تتفشى في الناس بلاء..حاذروا كل مابها من ضلالة فالضلالات مالهن بدواء.
فهي تدنس في الصدور بنينا...جند أبليس من هنالك جاءوا
خطر داهم إذا لم تصدوه...سوف تصلى بناره الأرجاء
الأن اليمن تصطلي بنار الوهابية , الوهابية تنتهج ايقاد المشاكل, فمنذ دعوة محمد بن عبدالوهاب عام1150هجرية وتحالفه مع محمد بن سعود عام1160هجرية, والصراعات مستمرة حتى يومنا هذا, هذه الجماعة تعتمد على3مبادئ هي: تكفير عباد الله والتحقير من شأن رسول الله وتجسيم ذات الله, عندما تسب بعض الصحف الغربية رسولنا الكريم, تجدهم يذهبون إلى السفارات الأمريكية للإعتذار عن غضب الشعوب الإسلامية, هؤلاء ومنذ دخولهم لليمن وهم يتسببون بالكثير من الأذى لهذا الشعب الطيب المتسامح, معظم مكاتب مساجد اليمن تمتلئ بكتبهم, الكثير من أئمة وخطباء المساجد لايدعون على عدوان أل سعود على اليمنيين, اليوم يدعون في المساجد: اللهم من أراد بالإسلام أو باليمن دمارآ فأهلكه, هكذا فقط, لازال التعاطف والإنتماء لوهابية أل سعود قائم, يجب محاربة هذا التيار بشتى الوسائل ويتوجب انتشار ثقافة التسامح والوسطية والمحبة ليعم السلام, يجب أن يزال هذا الفكر من المناهج الدراسية, أنا استغرب من الدولة بل استغرب من أنصار الله الذين صارت الدولة الأن في حوزتهم من التغاضي عن هذا الأمر, يجب أن يستأصل هذا الفكر من جذوره, هو سبب كل ماتمر به اليمن منذ عقود طويلة من محن, الأن السعودية تقتلنا على أننا كفار معتقدين بها أن دماء اليمنيين حلال لهم, إذا أردنا أن نعيش بسلام علينا كيمنيين أن نتخلص من هذا الفكر الشيطاني الذي يقتلنا في اليوم الواحد أكثر من ألف مرة.
- كصوفي ثوري ورجل ديني مالذي تتمناه اليوم؟
أتمنى أن تعود المياة إلى مجاريها ويلتم شمل أبناء تعز ويعود الناس إلى ديارهم, هذا إبتلاء ولابد من الصبر والفرج قريب جدآ, لابد من التضحية والنصر قادم لا محالة, هناك بشارات نسمع عنها بانتصارات يحققها الجيش واللجان الشعبية تبعث عل الأمل في نفوس اليمنيين وتهون عليهم مصائبهم.
نحن الأن نرى بشائر الانتصارات قد أشرقت..وسحائب صيفها قد أبرقت..وسفينة النصر الأكبر قد صنعت..ولاايتها قد رفعت..ورياحها قد هبت.
وندعوا من تخلف من الشعب اليمني أن ينضم لهذه السفينة وأقول لهم: كونوا من أختص بها..واتموا بنوحها..وسافروا بريحها..وسوف تستوي بكم في جودي مكة العظيمة..وهناك ستؤدون العمرة الفخيمة.. ثم تزورون قب النبي الأعظم صلى الله عليه وعلى أله وسلم..وبذالك تكونوا قد حررتم الحرمين من عابد الصنمين..ثم بعد ذلك تتوجهون إلى فلسطين وتحرروها من الصهاينة..وتصلون في المسجد الأقصى وتقرأون سورة الإسراء.
- ماهو دوركم كصوفيين في مواجهة مايعرف بالإسلام المتطرف؟
قمنا قبل أربع سنوات بتأسيس ملتقى التصوف الإسلامي بغرض لم شمل الصوفية بجميع مشاربها ومناهجها ليكونوا كتلة واحدة وحتى تزال النعرات والخلافات التي بينهم ، والحمد الله استطاع ملتقى التصوف أن يحي الكثير من الزوايا الصوفية وحوليات الأولياء ، كما قمنا بالنزول الميداني وحصرنا الكثير من المقامات والأضرحة والزوايا التي وجدنا العديد منها مغلقة وتقارب على الاندثار بسبب التوغل الوهابي منذ ثلاثة عقود في محافظة تعز. ومحاربتهم للصوفية ،الوهابية معروفة بعدائها لهذه المعالم الإسلامية ، لقد أعتدوا على قبر العيدروس في عدن خلال التسعينيات ومنذ شهر ونصف قاموا بتفجير ضريح الشيخ عبد الله الطفيل في قرية حسنات بمدينة تعز ، الدولة في السابق هي من فتحت لهم الأبواب وشجعتهم وهذا من أكبر عيوبها ، لقد تصدت الصوفية لهذه الهجمات البربرية وقام البعض بالدفاع وبكل مايملك عن معتقداتهم وطقوسهم ، ولازال الوهابيون ينفذون مخططاتهم بدعم كبير من نظام آل سعود الذي يعادي أهل اليمن منذ زمن طويل.
المصدر طلال سفيان/ لا ميديا