القيادي في الحراك الجنوبي زيد: عودة هادي تفعيل للدواعش 
عدن.. بين سفاحي داعش وسماسرة الحراك


مع عودة الرئيس الفارّ عبدربه منصور  هادي إلى عدن صباح الثلاثاء الماضي ازدادت المخاوف  من اشتداد وتيرة الصراع في المحافظات الجنوبية؛  حيث تأخذ فصائل من الحراك الجنوبي موقفاً رافضاً لعودة هادي وتعتبره خائناً للقضية الجنوبية وجزءاً من المؤامرة في إشارة منها لارتباطه الوثيق بالجماعات المتطرفة .
وفيما أعلن مدير مكتب الفارّ بأن هادي عاد مقيماً لا زائراً  استبعد القيادي الجنوبي حسين زيد هذا واعتبره من أحلام اليقظة التي تدور في ذهن هادي وأن الهدف من عودته الآن يأتي لتحريك الجماعات المتطرفة المنضوية تحت رعايته للتمدد في الجنوب والقيام  بما يسمى بمعركة تحرير تعز..
عودة الفارّ هادي تأتي في وقت تئن فيه أرض الجنوب مابين سفاحي داعش  وسماسرة الحراك ويكتوي شعبها في جحيم اللا وطنية وتذرو عدالة قضيته رياح الصحراء.
تتمدد التنظيمات الإرهابية على مساحة واسعة من أراضيه وعلى باقي المساحة تتمدد فصائل الحراك الجنوبي، ويعسكر السودانيون والإماراتيون.  ففي عدن على سبيل المثال يتمركز تنظيم داعش في منطقتي البريقة والتواهي الاستراتيجيتين،  وعلى أراضي المنصورة تتمركز بعض فصائل الحراك الجنوبي، وفي مطار عدن ومعسكر بدر تتمركز قوات الغزو الإماراتية ومعها بلاك ووتر، فيما تستقر قوات الجنجويد الغازية في قاعدة العند.
ورغم اجتماع كل الفصائل الآنفة على خيانة الوطن إلا أن لكل فصيل ولياً تخوض من أجل مصالحه الحروب والصراعات. داعش والقاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المنضوية تحت مايسمى بالمقاومة الجنوبية والجيش الوطني  بالإضافة إلى قوات الجنجويد  تتبع الغزوالسعودي.
ويتبع الغزو الإماراتي الحراك الجنوبي و»بلاك ووتر»، وبين العدوانين السعودي والإماراتي صراع على النفوذ في عدن وباقي محافظات الجنوب.
فبينما تسعى الإمارات للسيطرة على ميناء عدن وإيقافه لصالح تشغيل ميناء دبي، تسعى السعودية لإزاحة الإمارات وتسليم عدن للجماعات المتطرفة للتنصل من تبعات العدوان وتحويل المعركة إلى نطاق أوسع كما يرى محللون. السعودية ومن خلال أدواتها الإرهابية سعت لتنفيذ هذا  باستهداف القوات الإماراتية والمرتزقة التابعة لها ففي السادس من تشرين الأول هاجم تنظيم داعش الإرهابي مقار القوات الإماراتية وفندق القصر الذي عاد إليه بحاح وحكومته الموالية للإمارات فقتل مايقارب٢٣ إماراتياً وفر بحاح مذعوراً من الحادثة إلى الإمارات ولم يعد حتى اليوم.
عقب هذه الحادثة التي تبناها داعش وهددت بها ميليشيات هادي قبل يومين من وقوعها قامت عناصر من تنظيم القاعدة بذبح إماراتي يعمل في الصليب الأحمر الدولي.
محللون جنوبيون قالوا:إن استهداف مقار القوات الإماراتية وحكومة بحاح الموالية لها أتى على خلفية الضغط الإماراتي بإقالة المحافظ الإخواني «نائف البكري» واستبداله  بالموالي للإمارات «عيدروس الزبيدي» حيث تشن قوات الإخوان هجوماً لاذعاً على الزبيدي والإمارات وقد أحدثت زيارته لها مؤخراً ضجة كبيرة وسط الإعلام الإخواني حيث دعا الإعلامي الإخواني عبدالرقيب الهدياني الإمارات إلى الكف عن ممارسات ما أسماه بالعهد الجديد.
على هذه الخلفية وبعد أن تكبدت الإمارات خسائر فادحة أعلنت قوات الغزو الإماراتي سحب جزء من قواتها لتلقي بعبء الصراع على وكلائها الحراكيين وهذا ماتم إثر تنفيذها لقرار سحب بعض قواتها.
حيث تعرض العديد من قادة الحراك للاغتيال وتواجه أعضاؤه مباشرة مع أعضاء التنظيمات المتطرفة، وفي مطلع الأسبوع الماضي أعلن الحراك الجنوبي عن مداهمته لمنازل مجاورة لمعسكر بدر الذي تعسكر فيه فلول الغزو الإماراتي وضبطه لبراميل متفجرة قال مصدر خاص لــ (لا): إن حزب الإصلاح وضعها لاستهداف المعسكر كذلك وبعد أن ألقى مسلحان قنبلة يدوية الأسبوع الماضي أيضاً على مدرعة للحراك قامت قوات الحراك بحملة اعتقالات لأشخاص قال ذات المصدر إنهم أيضاً إصلاحيون متورطون بالحادثة. وفيما أعلنت حكومة هادي عن ضم التنظيمات المتطرفة إلى مايسمى بالجيش الوطني أعلنت قوى الحراك الجنوبي عن تشكيل المجلس الأعلى للحراك الثوري كردٍّ على هذا القرار ودعوة العدوان السعودي لمرتزقته بالاحتشاد إلى عدن لتأمين هادي.
هذا وقد تعرض قادة الحراك لعمليات اغتيالات كبيرة حيث شهدت الأشهر الماضية اغتيال أكثر من خمسة عشر قيادياً بالإضافة إلى مايقارب خمسمائة حالة إعدام نفذتها القوات المتطرفة كما ذكر تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش.
مؤخراً ومع إعلان العدوان السعودي عن إرسال ٧٠٠٠ جندي سوداني إلى عدن عادت الإمارات لتبعث بقوات أخرى معززة بقوات تعرف بالبلاك ووتر وهي قوات مرتزقة تاريخها ملطخ بالجرائم استخدمتها الولايات المتحدة في حربها على العراق.