الوضع الاستراتيجي للعدوان
بعد عامين من العدوان والمعارك المتصلة، كابد العدو ومازال آلاف الهزائم المرّة التي دمرت بنيته العسكرية والسياسية والمعنوية، وعادت عليه بالنكسات والكوارث، وفي نهاية عامه الثاني كان العدوان يتراجع في جميع المحاور بشكل واضح بعد أن أنهكته المواجهات الخاسرة المستمرة، ودون آفاق لعدوانه سوى المزيد من الإخفاقات والفشل.

هجوم كبير متأخر
مؤخراً اتبع العدوان سياسة جديدة أبرز ما فيها أنه وفي ظل التقهقر العام يطلق هجومه الكبير على الجبهة الجنوبية الغربية، على ساحل تعز - المخا، وما زال مذاك منغمساً بشدة في عمق الحملة العسكرية الجديدة التي هدف منها أن يسيطر على الساحل الغربي لتعز، وأن يتجه لإسقاط مركز تعز المحافظة على الطريق للاتجاه بعدها نحو إسقاط الحديدة، بعد أن يكون قد أمن قاعدة الانطلاق الرئيسة لقواته التي لا يمكن أن تأخذ الحديدة دون طرق إمداد وحواضن برية، فالحديدة منطقة مطوقة من كافة الاتجاهات من طوق ميدي حجة وصنعاء وتعز وما بينها من مناطق..
لقد مرت أكثر من 4 أشهر منذ أطلق حملته العسكرية الجديدة، وما يزال في الأطراف الرملية من الساحل كما في بداية الحملة، على الرغم من أنه يسيطر على بعض المناطق المكشوفة على الشريط الساحلي الضيق، وعلى الرغم من محاولاته تصوير هذه السيطرة على بعض المناطق في الأرض الساحلية المجاورة للبحر المحاذية له بطول 80 كيلومتراً من المندب إلى المخا إلى يختل شمالاً، وكأنه إنجاز عسكري استراتيجي كبير، إلا أنه في الواقع ليس كذلك.

تقييم عام: حجم وتوزع القوى
 الراهن على الأرض
حشد العدو اعتماداً على الحراك الجنوبي ومرتزقة الإمارات السعودية الأمريكية، بأعداد كبيرة فاقت الـ40 ألفاً، تركزت في المحاور المتجهة والقريبة من الساحل الغربي لتعز..
تضمنت القوات المحتشدة حوالي 10 ألوية غالبيتهم مجندون جدد، والباقي من الحراك والجنود السابقين ومن (القاعدة) و(داعش) والجنجويد المشترين من البشير بأسعار بخسة، وتوزعت القوات في عدة محاور وجبهات فرعية:
كهبوب الوازعية - العند - المضاربة، العارة - المندب، وفيها عدة ألوية لاحتواء تقدم الجيش واللجان على هذا المحور، بوصفه القاعدة الرئيسية للعدوان على هذه الجبهة، التي تنفتح بعدها مباشرة على معسكرات العدوان في السقيا والمضاربة ورأس العارة ورأس عمران وخور عميرة والحجفات والمندب، ومن الجانب الآخر ينفتح على الوازعية - المعافر جنوب غرب تعز، مشكِّلة أخطر تهديدٍ حربي من هذه الجهة.
وقد حلم العسكريون القدامى بالتطويق الخاطف لتعز من هذا المحور القريب جداً إلى قلب هضبة تعز الغربية.. ولذلك كانت خططهم تقوم على أساس الصدام في العند لوقف الخصم هناك، والهجوم في الوازعية لاختراق مؤخرة الخصم ومجنباته الغربية، وتطويقه من خلفه، وهو جوهر لعبة الحرب القديمة التي ظل يتبادلها الشمال والجنوب في ظل الاستقطاب الدولي القائم آنذاك، وسيطرة السعودية عبر حلفائها المحليين، وما تزال الجغراستراتيجية ثابتة رغم تغير الأنظمة السياسية.
ومما يمنح المحور الأهمية القديمة من حيث هي:
جبال ومعسكر العمري وذوباب، وبموازاتها نشرت عدد من الألوية بهدف حماية الطريق الرئيسي الرابط بين المندب والكدحة والمخا.
المخا - الكدحة - يختل - جبل النار - الهاملي.. وهناك اتجهت أغلب الألوية الهجومية الرئيسية، وتكفلت هذه الألوية بالسيطرة على جبل النار والتقدم إلى معسكر خالد وموزع - المفرق والبرح والمعافر، ثم اختراق الطريق الرئيسي بين تعز - المخا - الحديدة، والالتفاف على الجيش اليمني واللجان الشعبية في العمري والوازعية، وقطع خط إمداداته الرئيسي من الشمال.

اتجاه الضربات الرئيسية
بينما فشل الهجوم الأول الكبير على جبال كهبوب والقرون الخمسة، فقد تراجع العدو بعد انكسار الهجوم، واتجه إلى محاور أبعد من الجنوب إلى الشمال للسيطرة على مفصل البرح - موزع انطلاقاً من السيطرة على المخا - يختل - الكدحة..
 
قلب المعادلات الاستراتيجية - الهروب إلى الوهم:
نظرياً، كان على العدو أن يهاجم أولاً جبال كهبوب، ويسيطر عليها، لأنها القوة الرئيسية الخطرة المهددة للعدوان في قلب قواعده، وقد فعل، ولكنه بعد خسارته غير اتجاه الضربات نحو أهداف أخرى أبعد، وبهذا وقع العدو في أول وأهم أخطائه الاستراتيجية، إذ غير اتجاه الهجوم نحو جبال العمري من جهة الساحل الغربي.. كان هذا هو الهدف الرئيس من جهة الغرب، لأنه يشرف على الطريق الساحلي إلى المخا، وأكبر كتلة عسكرية جبلية حصينة، وواجه الإخفاقات مجدداً، وبدلاً من التراجع والتعلم من الدرس الأول، راح يتجه شمالاً نحو المخا، وبهذا أيضاً ارتكب مغامرته الثالثة الخاطئة استراتيجياً. ولهذا اضطر إلى توزيع وبعثرة قواته على طول المسافة (100 كيلومتر) لتتحول إلى مجرد حراسة لتأمين الطريق الساحلي واحتواء تحرك الجيش في جبال العمري المطل على البحر والساحل.
وعندما وصل العدو إلى المخا كانت ثلثا قواته قد استنفدت في مهام جانبية إدارية في الطريق، فلم يبق لديه سوى بضعة ألوية يتحرك بها على النسق الأول للمواجهات الدائرة مع القوة الرئيسية للجيش واللجان المسيطرين على المرتفعات.. وبعد معارك استنزافية طويلة حاول التقدم نحو المرتفعات القريبة من معسكر خالد، وهنا انفجرت المقاومة العسكرية اليمنية الهائلة بعد انتظار طويل، ما أفقده صوابه، وبتوغله في الساحل الطويل المكشوف، اعتقد العدوان أنه بذلك يحقق منجزات، ليكتشف متأخراً أنه وقع في فخٍّ لن يخرج منه سليماً أبداً.

الفخ المهلك
لم يفهم العدو أنه وهو يتحرك للأمام تحت حماية الطيران المعادي، أمكن له تقليل الهجمات اليمنية مؤقتاً، كما أن الجيش واللجان تمكنوا قليلاً من التقدم على الساحل لتجزئة قواته، فيصل إلى المخا ضعيفاً منهكاً (تكتيك كوتوزوف الشهير) القائل: دع العدو يتقدم قليلاً داخل أرضك في المناطق البعيدة عن مراكز قواته، فيسهل ضربه أينما تختار أنت، فتهزمه على الأرض الغريبة عليه، والتي لا يطيق الحركة فيها خارج الخطوط الخارجية الرئيسية، على العكس من صاحب الأرض الحر الحركة والالتفاف والتعمق.

الاستنزاف
مر العدو بمراحل استنزاف طويلة متواصلة بلا رحمة، وحصد آلاف القتلى ومئات الآليات العسكرية المتنوعة، ودون تحقيق شيء. وما إن وقع أمام مرتفعات الكدحة - النار والمفرق والهاملي ويختل حتى دارت الدوائر عليه من كل جانب.
وفي نهاية الشهر الثالث من الحملة كان قد وصل إلى قرار بالانسحاب بعد خسائر فادحة بلا نتيجة، وبعد مقتل القائد الأول ومرافقيه في الهجوم الأول في اليوم الأول للحملة، عين خلفاً له العميد عبد الغني الصبيحي أهم عناصر السعودية والإخوان في المنطقة، وكان أول قرار له هو الانسحاب نحو المناطق الساحلية الجنوبية، أي نحو المندب..
لقد فهم مدى خطورة موقفهم بعد أن اشتدت الضربات الحربية الخاطفة للقوات اليمنية على الطريق الرئيسي للعدوان في أخطر محاوره ونقاط ضعفه في المندب والكدحة. وتوجه نحو الهجوم على جبال العمري، لكنه دوهم بضياع لواء كامل في الحصار بجبال حوزان القريبة من الساحل، وأعلن عن فقدان أهم كتائبه الثلاث، ولم يتمكن من سحب بقاياها إلا بعد حملة طيران عنيفة استمرت ليالي على مدار الساعة، وكان اللواء قد انهار معنوياً ومادياً.
وبلغ هذا الانهيار المعنوي الإداري مداه حين وصلت كتيبة كاملة هاربة إلى عدن تسللاً مجردة من السلاح والعتاد.. ويعد هذا اللواء من أهم ألوية العدوان في الحملة، فهو لواء (حزم زايد الثالث) قائد الهجوم.. وهنا فهم العدوان معنى الوقوع في الفخ، وتوقف عن التراجع الجماعي، فاتجه شمالاً وشرقاً في محاولة لفتح محاور للسيطرة على الطريق الرابط بين تعز - المخا، لكنه ظل يدور في دوامة خسائر انتحارية كبيرة دون إنجاز. وهكذا أصبح وضعه على الساحل: لا يمكنه التقدم ولا التراجع إلى المندب، خاصة وأن قواته متوزعة على مساحة طويلة، والقوات اليمنية تضربها من كل جانب، وفقد حاول الاتجاه شمالاً نحو حيس عبر يختل، ليصطدم بما لا يتصوره من المقاومة الحربية، وأخيراً عاد ليحصر هجماته على مفرق موزع.

التطويق من بعد
أراد العدو تطويق الجيش اليمني من خلال مناوراته تلك، وأن يلتف عليه من مؤخرته الشمالية الشرقية في موزع والوازعية ومقبنة، وقد أغرته جغرافية الساحل للكدحة والمعافر ومقبنة التي تنفذ على غرب مدينة تعز المحافظة، فإذا وصل العدو إلى المخا فإنه يكون قد أصبح على بعد كيلومترات قليلة من المركز، فالسيطرة على تعز تتأتى من جهة الساحل، فهي أضعف النقاط حسب تفكير واعتقاد العدو.

الهجوم المضاد
وفي مواجهة هذه الهجمات الغادرة من مرتزقة الداخل والخارج، شنت القوات اليمنية هجمات مضادة أسفرت مؤخراً عن انهيار جبهات الكدحة - المعافر - البيرين، وتقدمت نحو منطقة العفيرة المطلة على الطريق الرئيسي على بعد 4 كيلومترات من البيرين - النشمة، وهذه انتكاسة جديدة لمرتزقة الداخل بخسارتهم العفيرة، وألحقت هذا التقدم بالوصول إلى تبة القرون ومواقع أخرى على نفس المحور، مهددة بذلك خط إمداد الجيب العدواني الداخلي من تعز إلى طور الباحة.

تهديد جيب مرتزقة العدوان الداخليين
استغلال الثغرة، مخطط استراتيجي خبيث
وفقاً للحرب الخاطفة العدوانية لا يمكن للعدو أن يسيطر على تعز في معركة مباشرة كبرى واحدة، وإنما عبر معارك جزئية طويلة متفرقة متباعدة وعلى مراحل.

متغيرات استراتيجية
المهمة المستحيلة: تناسق الهجوم المزدوج للعدو من الخارج ومن الداخل
أخيراً تركزت هجمات العدو بشكل رئيسي من محاور المخا - الكدحة - موزع - المعافر من الخارج، بينما يطلق العدو من الداخل من غرب مدينة تعز - حيث يحاصر هناك - هجوماً كبيراً آخر نحو مناطق المعافر، الكدحة، مقبنة، مسانداً الزحف من الخارج القادم من الساحل.

التكتيك
خطة العدو هي تشتيت الجيش واللجان أمام هجومين في آن، حيث قسم قوته بين الجبهتين، فيسهل للعدو الاختراق من الأمام.. الأول الهجوم المباشر من الكدحة باتجاه المعافر، والثاني الداخلي من الضباب باتجاه مقبنة، المعافر، الكدحة.
حيث يضطر إلى التراجع جانبياً -نتيجة ضغط مزدوج- فيتحقق مراد العدو في خطته، وهو أن تتلاقى القوتان من الداخل ومن الخارج، فيتحقق اجتياح تعز من الغرب إلى الشرق ومن ثم نحو الحوبان وما بعدها.

مقاربة لسيناريو تمرحل الهجوم الكبير القادم للعدوان كما يفكر
1- المرحلة الأولى الحالية وهي تنتهي عند تلاقي القوتين العدوانيتين في البيرين، المعافر، مدينة تعز من غربها.
2- يتم توجه القوتين في قوة واحدة نحو اجتياح شرق المدينة من الضباب ومن صبر ومن مقبنة وجبل حبشي - باتجاه الجيش - هجدة والرمادة التي تسقط بعد الالتفاف عليها من الشرق، والسيطرة على خطوط الساحل من تعز الرئيسي المفرق - البرح، والفرعي الكدحة - المعافر، والجنوبي طور الباحة - التربة - الضباب - تعز.
3- في المرحلة الثالثة، بعد ترتيب كافٍ يكون الجيش قد انغمس في مواجهة واسعة اضطرته إلى التراجع قليلاً نحو الداخل إلى الحوبان - مثلاً حسب تقدير العدو- وتكون كامل المدينة قد تمت السيطرة عليها..
إن العدو يستعد للهجوم التالي الكبير اعتماداً على تدفق القوات عبر الخطوط البرية الثلاثة التي تنفتح كلها على البيرين - النشمة - الضباب - المسراخ - تعز، وتكون بهذا قد حققت نصف الهدف الرئيسي.
4- تفتح جبهة الهجوم الجانبي على محور العند، الراهدة، الدمنة، ومعها تفتح جبهات الأعبوس، الصلو - سامع - العروس، للسيطرة على الطريق الرئيسي الحوبان - الدمنة - الراهدة من الشمال. في هذه المرحلة يمكن للقوات الأجنبية الاحتياطية على الساحل الغربي وباب المندب وخليج عدن، أن تزج بقواها إلى المعركة الكبيرة عبر خطوط الساحل الثلاثة - المفتوحة - مستخدمة ما تملكه من قدرات مالية وفنية ومادية كبيرة، وستكون المجوقلات قد تم التمهيد لحركتها بما تم إنجازه على الأرض.

الدور الحاسم.. المجوقلات والناقلات الكبيرة
كما يمكن أن تستخدم المروحيات والمجوقلات في النقل السريع، وطيارات النقل العملاقة التي ترابط الآن 4 منها في مطار عدن ولحج، وهي نوع (سي 130) الأمريكية، والتي تبادر إلى نقل القوات الاحتياطية الأجنبية المتكدسة في قواعد البحر الأحمر وخليج عدن.
وستكون معسكرات الحوبان والمطار والقاعدة الجوية هي الهدف الرئيسي الأهم في العملية التالية، وهذه العملية سوف تحدد حتماً مصير القوات التي تسيطر الآن على مشارف العند وكهبوب والوازعية، دون حاجة للاشتباك المميت معها بفعل الطيران القاصف الثقيل، ومن كل العيارات، لأنها تكون قد حوصرت من كل مكان، وبهذا تكون المعركة الكبرى لتعز قد حسمت لصالح العدو، بأسلوب التقدم غير المباشر والالتفاف، حسب تفكير العدو وأمانيه.. وتلك هي نصف الصورة فقط.

رهانات العدو
على ماذا يراهن العدو في أحلامه تلك؟
يراهن العدو على مجموعة قواعد يسيطر عليها هي:
1 - الحاضنة الشعبية المتوفرة في الجيب السلفي المضلل.
2 - الطريق الآمن أمام إمداداته من طور الباحة عبر السيطرة الحالية للعدو على أهم المرتفعات في المنطقة، وخاصة التي تطل على الجيب وعلى المندب، وهي:
أ. قلعة المقاطرة.
ب. جبل منيف، حنو، الزريقة شمال غرب.
ج. جبل إرف، المقاطرة جنوباً.
د. جبل جرداد بني عمر.
هـ. جبال الزعازع - المساحين.
و. السيطرة على طور الباحة لحج - المفاليس - وطريق الباحة - المقاطرة - التربة.
وهو يعتمد بذلك على تكدس سابق للأسلحة وأعداد كبيرة من المرتزقة، وكذا على القدرات الفنية والحربية والتقنيات والدعم اللوجستي التي تكفلت بها اتفاقية ترامب/ سلمان الأخيرة في الرياض، ومنها الصفقة الحربية التي تفوق قيمتها المباشرة 110 مليارات دولار، وتصل لاحقاً إلى 350 مليار دولار.

عوامل مضادة لمخطط العدو
لا يمكن للعدوان أن يطمئن على الطريق الساحلي دوماً إلا بشكل إضافي، لأنها تمر بين مناطق الجيش، فيكون معرضاً للإغارات والهجومات والتقطع والقفل في أي وقت.
سيتركز الرهان أكثر على طريق طور الباحة، الصبيحة، شمال الزريقة، النشمة -تعز، الذي يمر في مناطق تحت سيطرة العدو.

الهجوم الاستباقي اليمني الظافر
خيارات وطنية لمواجهة الاحتمال العدواني:
1- تواصل دحر المرتزقة في مواقع الكدحة والمعافر والتلال الحاكمة المشرفة على الطريق الرئيسي.
2- إطلاق الهجمات من الوازعية نحو بني عمر جبال جرداد والضعيف والمساحين.
3- شن الهجوم لإسقاط طور الباحة وإغلاق الثغرة المتصلة بالحجرية والتربة.
4- قطع طريق ذوباب -المندب -المخا بإغارات دائمة.
5- تحريك الهجمات الضاغطة باتجاه المضاربة العارة من كهبوب وجبال العمري.
6- تحريك شرعب الوطنية المحاربة، لقطع تحركات العدو على جانبي الطريق الرئيسي، وخنق أية محاولة تقدم للعدو تجاه المفرق والبرح وحيس.

خيارات صعبة
العدو أمام خيارين:
إما أن يتقدم العدو فينتحر، وإما أن يتراجع فيندثر.
وبهذا الوضع يكون العدو قد وضع نفسه أمام خيارات صعبة انتحارية، حيث كشفت استراتيجيته وأفكاره مبكراً من قبل القيادة الوطنية، فاستبقتها، وأهالت عليها التراب.