رقصت على أوتاره حسناوات فرنسا
عبداللطيف يعقوب: فليكن اليمن حضناً واحداً


الفنان عبداللطيف يعقوب شخصية فنية مرموقة لها محبون وتأثير في المجتمع. إنه الفنان الذي يعطي العمل رؤية فنية حتى يصبح عملاً فنياً متكاملاً. إنه واحد ممن تركوا بصمة مميزة في هذا الصرح الفني يمنياً وعالمياً. غنى العديد من الأغاني اليمنية في فرنسا بمصاحبة فرقة كورال الفرنسية. أغانيه تشبه صوته الغارق في ينابيع العشق والحنين، وصوته يمس شغاف القلب، ويوقظ الإحساس بالدفء. وبما أنني من المعجبين به فقد حرصت على الالتقاء به في المنتدى العربي للفنون، وأجريت معه هذا الحوار.
 غنيت العديد من الأغاني اليمنية مع فرقة الكورال الفرنسية في فرنسا. لو تحدثنا عن هذه التجربة، وإلى أين وصلت على هذا الصعيد الفني؟
كان لنا أعمال مع المركز الفرنسي في اليمن من بداية التسعينيات، اشتغلنا مع المركز الفرنسي، وكانت العلاقة بيننا وبينهم قوية، وكانت أية فرقة فرنسية تصل اليمن يعطوننا الضوء الأخضر لنشتغل معهم أو نربطهم مع فرقة، ونعطي لهم المجال المناسب الذي يتناسب معهم بنفس الموسيقى التي تنسجم مع ذوقهم، لأن بعضهم من أصول عربية. وقبل هذا المشروع عملت معهم في مشروع دواود، بالفرنسي دو، وهو عبارة عن عازفي عود، وهما فرنسيان من أصل جزائري، عملت معهما في أكثر من دولة، في عمان وبلجيكا وألمانيا وفرنسا واليابان وفي تركيا، وكنا نقدم نفس العرض، وفي فرقة أخرى مع الفنانة أمل مثلوني، كانت لديها ألحان، وكنا نعمل عملية مزج لحن يمني مع لحن فرنسي بنفس المقام وبنفس الإيقاع، فالموسيقى اليمنية موسيقى مرنة ممتعة ليست مقيدة بالإمكان أن تغنيها أية فرقة بسهولة. وبعد أعمال كثيرة أتى مجموعة من الفنانين الفرنسيين، منهم الفنان بيغي، فاطلع على مجموعة ألحان يمنية، وركز عليها وسجلوها نوتة، فكانت زوجة الفنان بيغي متمكنة، كنا نعزف اللحن وهي تكتبه نوتة، وكنت أطرح العود، وكانت تأخذ الأورج، وتعزف اللحن الذي كنت أغنيه بسرعة، فأخذوا بعض الألحان واستوعبوها، وقالوا سوف نغني بهذه الألحان، وقالوا بأن لديهم مشروعاً سيستمر أكثر من سنة، سوف ندرب الفرقة الفرنسية على هذه الألحان، أفضل مما نأتي بالفرقة إلى اليمن، وبعد سنة تأتي أنت إلى فرنسا لتطبق مع الفرقة، وتقوم بعمل حفلة، والفرقة الفرنسية لديها أسلوب حلو جداً لا يمكن أن يغنوا أية قصيدة إلا عندما يعرفون المعنى أو موضوع القصيدة التي سيغنونها، فكان معنا واحد اسمه محمد أبو شعر، يمني، وكان يعمل في المركز الفرنسي، فكان يرسل لهم الكلمات بالحروف الفرنسية، فاستمر تدريب الفرقة في فرنسا، وكانت آخرها الحفلة التي شاركت فيها، وهي 10 أغانٍ لم ينزلوا منها إلا أغنيتين، أغنية (كما الريشة) وأغنية (صابر ولا كلمة)، وهناك أغانٍ غنوها لم ينزلوها مثل (يا ريم وادي بنا يا اخجم)، وكذلك أغنية وطنية من ألحاني (يا وطني يا نبع الحب) من كلمات محمد الأبارة. ولا يمكن أن تفرض عليهم اللحن، هم كانوا يختارون اللحن الذي يتناسب معهم.

في أي عام غنيت مع فرقة الكورال الفرنسية؟
كان ذلك عام 2005م.
 هل نستطيع الحديث عن نسبة معينة من النجاح يمكن تحديدها مثلاً؟
لا أستطيع أن أقول إني ناجح أو فاشل، الإنسان نجاحه بتواضعه، كلما كان متواضعاً في أداء العمل، كان أفضل.
وأنا شاركت مع فرق يمنية كثيرة من السبعينيات، وكنت حينها في الإعدادية، وكان للحركة الكشفية والإرشادية دور كبير، لأنهم استقطبوني معهم، وكان هناك تشجيع ورحلات وسفريات إلى المغرب والجزائر وليبيا وإيطاليا وهولندا، ولا أستطيع أن أقول إن هذه المشاركات كانت ناجحة، ولكن المهم أن تعطي بدون غرور، ولا تشعر بأنك وصلت إلى المستوى المطلوب من النجاح.

 ما الحصاد الذي حصدته كفنان خلال هذه الفترة؟
حصدت حبي لجمهوري وحب جمهوري لي، وهذا يعتبر أكبر ثروة بالنسبة لي. وحب الناس لي يعتبر رأسمالاً لا ينضب.

 كل الفنانين اليمنيين متهمون بعدم الاهتمام بالتراث، وأنت واحد منهم، ما تعليقك؟
بالعكس، من لم يبدأ بالتراث وبالأغنية الشعبية، فهو تائه، يجب على الفنان أن يبدأ بالأشياء البسيطة، بالإمكان أن يقلد الفنان المبتدئ فناناً ويستمر في تقليده، وبعد ذلك يخلق له شخصية مستقلة في يوم من الأيام، لكن أن يبدأ الفنان من رأس السلم، فهذا صعب جداً.

 ما هو الكنز الذي أعطتك إياه الحياة وتفخر به؟
الكنز هو زوجتي وأولادي.

 من شجعك من الفنانين؟
جلست مع الفنان محمد مرشد ناجي، ومع أيوب طارش، ومع علي عبدالله السمة، ومع الفنان محمد سعد عبدالله، ومع علي بن علي الآنسي، ومع محمد الحارثي، ومع أحمد فتحي، ومع أحمد السنيدار.. جلست معهم ونهلت منهم كثيراً، لأنهم يعتبرون مدارس فنية كبيرة.

 ما هو الشيء الذي تمنيته ولم يتحقق؟
السلام والاستقرار.

 ماذا أضاف لك الفن؟
إضافة إلى ما أنا فيه ومتربٍّ عليه، أضاف لي الفن كيفية التعامل مع الناس بالسلوك والأخلاق، وكسب الآخر، وتقبل النقد وتقبل الإطراء، والتمييز بين من يشجعك ومن يجاملك.

 ما دور الفنان اليمني في التصدي لما يتعرض له الوطن من عدوان؟
الفنان هو جزء من هذا الوطن، والفنانون شريحة لا تتجزأ من شرائح الوطن. ودور الفنان يجب أن يعطي ما يؤدي إلى الاستقرار وإلى الهدوء، ويخلق بين الناس الحب والود، ويجعل الناس بحضن واحد، وهو اليمن، وأن يكون دوره إيجابياً. والفنان تأثر بالدرجة الأولى من هذا العدوان.

 هل لك مشاركات أخرى غير فرنسا؟
شاركت في أمريكا وفي كندا وأستراليا، وشاركت في شمال أفريقيا وموريتانيا، وفي الخليج ما عدا قطر والبحرين.

 ما الذي يستفزك؟
بصراحة وضعت بيني وبين الاستفزاز حاجزاً، لأني مصاب بالسكر، وإذا استفززت أتعب كثيراً.

 كلمة أخيرة لجمهورك عبر صحيفة (لا)..
أقول لجمهوري بأني لست مختفياً ولا زلت موجوداً.. وشكراً لك ولصحيفة (لا).



سيرة ذاتية:
ـ عبداللطيف يعقوب.
ـ مواليد 1963م القبيطة - تعز.
ـ لديه سبعة أولاد.
ـ موظف في وزارة الثقافة، وكان له دور في وزارة الشباب كشافة في الثمانينيات.
ـ له أعمال غنائية مسجلة في الإذاعة والتلفزيون، مثل أغنية (واراعية)، وهي أغنية تهامية من كلمات أحمد الزيادي، وأغنية (غماز خديها) من كلمات عباس الديلمي، وأغنية (قلبي نذرتك) من كلمات الفضول، وأغنيتي (كل شي معقول) و(كم أحاول أنساك واقنع) وهما من كلمات أحمد مانع الجنيد.
ـ لحن الكثير من الأغاني للفنانين الشباب أمثال محمد علي الحاج وأبو بكر عوض أحمد ونجيبة عبدالله وأمل إسماعيل وغيرهم.
ـ له مشاركات في أمريكا وكندا وأستراليا وشمال أفريقيا ما عدا موريتانيا وفي الخليج ما عدا قطر والبحرين.
ـ في عام 2005م غنى في فرنسا مع فرقة كورال الفرنسية.