أهل الكهف
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لم تعد هناك فائدة من مخاطبة أهل الكهف اليمنيين، الذين وكلتهم القيادة بمراعاة الفقراء، وخاصة الذين لم يكن لهم أو يكون دخل، من عبدة الوظيفة العامة، فلقد عانى ويعاني أهل الوظيفة العامة والخاصة من أهل الكهف الذين لم يستيقظوا ولن يستيقظوا، لا عيونهم ولا ضمائرهم فيوقفوا هذا الزحف الرهيب للأخ الشقيق الذي يعزونه ويقدسونه ولا ينسونه في دعاء أو ذكر، وهو الغلاء، الذي يطحن الفقراء والأغنياء بهمجية ووحشية قاتلة دون أي تراجع!
نقول: لم تعد هناك فائدة من أهل الكهف اليمنيين، فهم لا يسمعون ولا يعقلون؛ لأنه لا لغة بينهم وبين هذا الأخ الهمجي، فهو (أي الغلاء) أصبح إلهاً يعبد من دون الله، وحاكماً متنفذاً له الحكم والمشيئة لا راد لحكمه ولا لقضائه!
كثير من الناس «اختصروا» أطفالهم، فصاحب الستة الأطفال اختصرهم إلى اثنين ليذهبا إلى المدارس، ولم يتسنّ لأولياء أمرهما شراء أقلام ودفاتر وحقائب لهذه الأقلام والدفاتر وهذه الكتب التي تسمى مناهج ولا تمت إلى «النهج» بصلة. ووالد الأطفال يمشي حافي القدمين، لعدم قدرته على شراء حذاء، فهو يدخر قيمة الحذاء ليشتري دفاتر وأقلاماً وحقائب، وأوسخ ما يشتريه ذمة بعض موظفي التربية والتعليم الذين يرفضون تسجيل الأبناء إلا بألوف الريالات؛ إذ يرفض بعض هؤلاء الموظفين تسجيل هذا الطالب وذاك إلا بخمسة آلاف من جمع التذكير أو جمع المذكر السالم!
وللعلم فإن المواطن يسأل من أين لمدير المدرسة هذا البيت المعمور بالحجر الصعدي؟! ومن أين لهذه المديرة هذا الذهب، لتصبح كدكان الحاشدي للذهب؟!
أهل الكهف اليمنيون كثير، فهم نائمون ولا أمل في إيقاظهم، لا يبالون بالموظف (إن كان موظفاً) كيف يستطيع دفع إيجار الدكان على الشارع المفتوح والذي لا يفصل بينه وبين الشارع إلا «ملاية» بسيطة خفيفة لا تستر عورة ولا تحفظ كرامة!
متى يستيقظ أهل الكهف اليمنيون فيمنعون حريق الأسعار الذي قد يخول الشيطان للمرأة الشريفة أن تبيع عرضها لتوفر لبناتها شرفاً يستبيحه سفهاء الناس، وإن ببيع الرجل عفاف وجهه كيلا يُطرد وأولاده من الدكاكين!

أترك تعليقاً

التعليقات