فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
فخامة الأستاذ مهدي محمد المشاط   المحترم..
سلام عليك، فإني أحييك بتحية الإسلام. أما بعد:
فسأفترض -مؤقتاً- أنك مواطن ولست رئيساً للجمهورية ولا رئيساً للوزراء ولست أميناً للعاصمة، فإذا بك يلجئك قدر المكاره إلى أحد مشافي العاصمة أو أي مشفى من المشافي الأهلية في محافظة من المحافظات، في حالة إسعافية تحمل طفلك الصغير أو أمك الكبيرة أو أخاك أو زوجتك الأثيرة أو أختك العزيزة في حالة إسعافية خطيرة، فإذا موظف الاستقبال يوجهك إلى الصندوق الذي يطلب إليك دفع مبلغ وقدره -بعد المراجعة- نصف مليون ريال تأميناً قبل الكشف، وليس معك غير مائتي ريال رجعت من 500 ريال اشتريت بـ300 ريال ساندويتش، فلما قلت له ليس معك غير 200 ريال إذا به ينادي الذي بعد في طابور الصندوق أن يتقدم، وليس معك إلا أن تحدق بقريبك الذي يصارع سكرات الموت، كيف يكون شعورك؟!
وبدوري أسألك يا فخامة الرئيس: ماذا سيكون شعورك وأنت مخيَّر بين أن تموت أو يموت؟!
من هو المسؤول الذي يمكننا أن نرفع له هذه الشكوى، حتى ولو كان صاحب الشكوى أمين العاصمة أو صاحب ديوان المظالم أو أحمد حامد أو يحيى الراعي أو هائل سعيد أنعم أو الكبوس أو أي غني فاحش الثراء؟! من سيسمعكم إذا كان موظف الاستقبال بليدا أو الطبيب المستلم معتوهاً؟! هل سينتظر الموت حتى تدفع أو يدفعوا له المطلوب؟!
يا فخامة الرئيس، ربما يرفع لك من المخبرين حالات مشابهة لم يستطيعوا أعني لم يستطع أصحابها دفع مئات الألوف إزاء موت محقق لا دفع له!
سمعنا عنك سيرة نزاهة تشرف كل إنسان يعيش في اليمن أو في مجاهل أفريقيا، فاتقِ الله الذي أنتم مسؤولون عن رعيته، وقد عرفت أن السؤال، سؤال هذه الحالة الحرجة، سوف يجرحكم، فنأمل أن فخامتكم ستوجهون مجلس النواب لإصدار قانون عاجل يسمى «قانون التأمين الطبي» ليستطيع المريض أن يمرض براحته ويموت بسلام!!
وكما صدر قرار الدكتور وزير الصحة بإغلاق بعض الجزارات، أعني بعض المشافي لإنجاز عمليات مميتة، نطلب إليه أن يغلق المشافي التي تطلب إلى المرضى دفع ما لا يقدرون على دفعه، ومن حق المشفى أن يتجاوز القانون فيبني سجناً داخل المشفى لحجز المريض الذي تعافى ولم يسدد ما عليه، ومن حقنا على فضيلة مفتي الجمهورية أن يجيب على فتوى ماذا يلزم المشفى الذي لم يستقبل المريض في حالة إسعاف فمات لعجزه عن دفع مبلغ التأمين لحضرة الدكتور الجزار؟!
مهزلة ما بعدها مهزلة، حين يعجز البهيمة (الإنسان) عن أن يواجه الموت لأنه لا يملك «حق» الحياة!!

أترك تعليقاً

التعليقات