فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تعتبر اللغة -أي لغة- شخصية الأمة وهويتها القومية ودليل أصالتها ومنبع حضارتها. ولا مراء في أن ضعف هذه اللغة أو تلك يشكل علامة دالة على أن الأمة تسير خطوات حثيثة باتجاه الضياع ثم الزوال. وكان المجاهد الشهيد الليبي قد اختار أن يكون معلم "كُتّاب"، إذ يرى أن كتاتيب الأطفال وحدها القادرة على "تفريخ" -إن صح التعبير- المئات بل الآلاف من المجاهدين ضد الاحتلال الإيطالي المقيت. وكانت اللغة العربة أولى آلياته للكفاح والجهاد. وسار على النهج نفسه رجال صدقوا اللغة العربية، مثل المجاهد بن باديس في الجزائر، وبن عاشور في تونس، إذ عمموا تعليم اللغة العربية على كل النجود والمدن والكفور في كل بلدانهم، فكانت اللغة العربية سبباً من أسباب النهضة، ومنطلقاً من منطلقات الفتح في كل بلد من بلدان أمتنا العربية.
إن ضعف اللغة العربية من ضعف الأمة. ونجد أن العامل الاقتصادي أقوى المؤثرات في تدهور لغة القرآن الكريم، إذ ضاعت هذه اللغة بسبب الإعلام الأخرس الذي لا يكاد يُبين، وبسبب هجمات الأعداء الذين يدعون إلى إعلاء شأن العامية بدلاً من الفصحى.
لقد حاول قسم اللغة العربية في جامعة ما أن يتخذ بعض أسباب للترويج للعربية ورفع مكانتها، فكان أن اشترط مقابلات شخصية للطلاب، فتقدم للامتحان 30 طالباً، نجح في الامتحان طالبان، ورسب الباقون.
إن عقيدة تبدو راسخة من عموم الوطن العربي وهي:
أن اللغة العربية لم تعد "تؤكل عيش"! وهي عندي أيضاً لم تعد تخرج مبدعين، وعلى مدى ثلاثة عقود مضت لم يخرج قسم اللغة العربية في جامعة صنعاء سوى ثلاثة مبدعين أدباء: عبدالله عبدالله قاضي، صلاح الدكاك، وحمود محمد شرف الدين، والبقية لا تأتي!

أترك تعليقاً

التعليقات