هيكل
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
بعرض جد سخي من السعودية، كان عبدالفتاح السيسي، رئيس انقلاب مصر على الإخوان، قد رد بالانسحاب لتنضم مصر ضد اليمن في ما عرف بـ«عاصفة الحزم»، التي تولى كبرها أهل الخليج بقيادة السعودية. ولكن كبار ضباط مصر ومفكريها حذروا الرئيس السيسي من مغبة إجابة «العاصفة». وعلى رأس المشيرين الكاتب والسياسي الكبير محمد حسنين هيكل، الذي نصح للرئيس بقوله: «علينا أن ندرك التاريخ، فله أثر في النصر والهزيمة على السواء، فالتاريخ يخبرنا بأن نواح أهل مصر رجالاً ونساءً لا يزال يصم الآذان على مائة ألف جندي مصري قُتلوا في اليمن، جبالاً وسهولاً وشوارع وحواضر وبوادي. ومن ناحية أخرى فإن الشعب اليمني مركوم التاريخ، فله من العمر سبعة آلاف سنة، وهذا الركام التاريخي له فعله في وعي الشعوب، فاليمن حاضر في سجل الرومان والفرس والأحباش». واتخذ السيسي قرار التراجع عن فكرة المشاركة القتالية في «عاصفة» عصفت بدول العدوان حتى الآن، وطار حلم السيسي، الذي تمثل في تعهد السعودية بحل أزمة مصر الاقتصادية الخانقة!
ولما تزل المملكة السعودية غير يائسة؛ فبين الحين والآخر تكرر عرضها للمصريين، ويقال إن مصر تشارك في الدعم «الجيوبوليتيكي»، من خلال إرسال مستشارين وخبراء يتمركزون في قواعد على الحدود اليمنية، كقاعدة خميس مشيط المحتلة، والتي تولى مواصلة تأسيسها وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وهي قاعدة انطلقت منها عشرات آلاف الطلعات الجوية ضد اليمن.
ويقال إن السعودية تدفع رشوة شخصية للسيسي مقابل الخبراء والمستشارين المصريين. وقد فطن لهذا القيادة اليمنية؛ إذ حذر الرئيس المشاط مصر بشكل واضح من أن هذا الإجراء سوف يؤثر سلباً على علاقة الشعب المصري وشقيقه الشعب اليمني، الذي لم ينسَ الواجب الأخوي الذي بذله الجيش المصري لدعم الثورة اليمنية 26 سبتمبر بقيادة الرئيس عبدالناصر رحمه الله. وقيل إن رئيس مصر، السيسي، راجع الموقف ووعد خيراً، رغم أن موقف اليمن على لسان القيادتين الثورية والسياسية كان واضحاً شديد الوضوح من أن اليمن كان ولما يزل يملك خيارات كثيرة.
نقول هذا استناداً إلى ما يتسرب من بعض أخبار تشير إلى أن مصر تفكر بالتدخل لتخفيف أزمتها الاقتصادية.

أترك تعليقاً

التعليقات