إيمان فرط صوتي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
مصطلح جديد دخل ميدان التعامل والتفاعل العملياتي، مصطلح يؤدي معنى التجاوز أو القدرة الفائقة جداً، ومن معانيه الثقة بالذات الصادرة عن التوكل على الله تعالى مجده وعز جلاله {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}، أي هو كافيه وموفيه.
والتوكل عليه تعالى يبعث في النفس العزة وعدم الشعور بالخوف والتردد والانهزام. إنها المنعة الإلهية التي من عاشها خاف الله في كل شيء.
وعندما قال صحفي مصري للرئيس السادات: لماذا نخاف من أمريكا إلى هذا الحد؟ قال له الرئيس، بلهجة منكرة مصرية: «دي أمريكا يا ابني!».
لم يكن غريباً أن يسخر اليمنيون الموسوسون، بل أن يسخر العالم كله من هذه الإرادة الفرط صوتية التي تجابه أمريكا بكل جبروتها وطاغوتية تحمل اسم اليمن.
ولأن العالم يتعامل بلغة الأرقام ولغة المنطق الأرسطي، فمثلاً بسؤال: هل تكون مجابهة الولايات المتحدة بأساطيل طائراتها وجلالة قوتها «المؤللة» غير ضرب من المجازفة المجنونة؟ هل تقدر أمة لم تستطع حتى إنتاج أحذية بلاستيكية وقمصان تقي من الحشرات وعلاج قاتل للبعوض و«فاتك» الملاريا والسعال الديكي ولا تنتج ورقاً يكتب عليه طلاب الروضة وصف الأول الابتدائي؛ هل تستطع أمة بهذه الكفاءة المنقوصة أن تواجه «مدينة آيزنهاور وروجلاكسي» التي كانت أمريكا تهز بها موسكو الشيوعية بحلفها الشيوعي الأممي؟! هل معقول أن يواجه بلد كاليمن أن تتحدى صنعاء واشنطن، وأن تطرد عناصر أنصار الله قاذفة (F35) وأجنحة الـ(52) الشبح الأمريكي الأسود من سماء اليمن؟!
نعم، لقد فعلها اليمن بكل ثقة، ولم يكتف اليمني الذي يسير على صحراء من الشوك المسماري وطرد غواصات أمريكا، بل ورماها بحجارة الكلاشنكوف، وكلمات أبي جبريل وهتاف السبعين الذي تهدر به حناجر أبناء اليمن، إنه الإيمان الفرط صوتي العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات