فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

سياسة الاستئصال التي تنتهجها حكومة العدوان السعودي لكل ما هو يمني لما تزل مستمرة بكل جهد وقوة. ولكن بتأييد من الله فشلت وتفشل هذه السياسة الحمقاء، لأن هذه السياسة لم تضع في حسابها البعد الحضاري للشعب اليمني، وهو البعد الذي أكده الأستاذ العبقري المرحوم محمد حسنين هيكل الذي طلب إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يدلي برأيه حول طلب سلمان أو على الأقل ولي عهده ابنه محمد بن سلمان الذي وضع شيك المكافأة بأي رقم يحدده الرئيس السيسي مقابل التحاقه بـ"عاصفة الحزم" وفكرة البعد الحضاري في حدود منطق التاريخ أن الحضارة تكمن في "وعي" و"لا وعي" أي شعب. وبقدر عمق الحضارة يستمد هذا الشعب أو ذاك كفاحه ونضاله.
نقول إنه لا ابن سلمان ولا الذين دفعوه عملوا حساباً لهذا البعد الحضاري الذي أشار إليه الأستاذ هيكل، وهو أن "عاصفة الحزم" سيعصف بها هذا الشعب بفعل إرثه الحضاري العريق والعميق. ولما سأله الرئيس السيسي: ماذا يمكن أن نفعله واقتصادنا شبه منهار فعرض السعودية ندعم مُغرٍ لنتلافى الأزمة؟! فأجاب هيكل: يمكن أن ندعم بأشياء أخرى مثل الدعم بالأفكار أو الرأي والإشارة، أما بالدماء وعرق الرجال فغير ممكن، فأنتم يا فخامة الرئيس تعلمون أن مصر خسرت أكثر من مائة ألف مقاتل، وقد كان هذا أو هذه معطيات استخدمها أو بنى عليها "الإسرائيليون" توجههم في حرب يونيو 67، وهي الحرب التي سماها زعماء العرب "نكسة"، وهي في الحقيقة هزيمة مرة سوداء.
لم يعمل ابن سعود حسابه للبعد الحضاري عميق الجذور هذا البعد الذي يستمد منه شعبنا كل يوم انتصارات مؤزرة تكاد تكون معجزات، حيث تطارد الأقدام الحافية سلاسل المجنزرات وتحرقها.
لقد كان معلوماً في استجابة أو على وجه الدقة في انفعال بني سعود بالتوجيه الأمريكي خاطئاً وقاتلاً، فما هي إمكانات شعب فقير مجاهد من أجل لقمة العيش مقابل بحر من الذهب الأسود وإمكانات مخيفة في الحرب والسلم، مقابل القدرة على شراء ضمير العالم وشراء الأحرار ليكونوا عبيداً رهن إشارة بني سعود؟! قد يكون واقعاً أن الحرب السعودية بل والأممية ضد اليمن إنقاذ لمصانع السلاح الأمريكي والأوروبي، بل إنقاذ لاقتصاد العالم الامبريالي الحقير.
إن على بني سعود، وربما على عقلائهم إن كان لهم عقل، عليهم أن يسألوا هذا السؤال: هل معقول أن يتمكن هؤلاء الشعث الغبر من أن يجهزوا على قوتنا بيسر وسهولة وبعزة وأنفة لم تهدأ؟! وكيف طالت هذه المدة التي كانت في حدود شهر على الأكثر لتصبح سنوات؟!
لا هذا السؤال ولا ذاك قادر على محو حضارة عمرها ألوف السنين يا ابن سلمان.

أترك تعليقاً

التعليقات