فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

تظل سنن الله ثابتة لا تتغير ولا تتبدل «ولن تجد لسنة الله تبديلا/ تحويلا»، فانهزم المسلمون لأنهم خالفوا أمر النبي الكريم (أحد)، وحين ركنوا إلى قوتهم «لن نغلب اليوم من قلة» (حنين)، وانتصروا حين لاذوا بقوة الله (بدر).
تتكرر سنة المولى عز وجل «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة»، فالمنطق الدنيوي يتكرر: 15 جندياً بلا عتاد، يقتحمون بأقدامهم العارية وسلاحهم الشخصي، موقعاً مزوداً بأحدث الأسلحة، بما في ذلك الرصيد الإلكتروني، ويمتطون الدبابات والمجنزرات الأخرى، حتى لتهرب الدبابات، فيصدم بعضها بعضاً كما لو كانت ترى قوة غير منظورة. ويشهد الله لأشعر بالحزن وأنا أرى عصبة المرتزقة تتهاوى العصبة تلو العصبة من إخواننا السودانيين والسعوديين قتلى وجرحى، لأنهم يدينون دين الحق، ولولا أن بشيرهم باعهم عبيداً للفاسق «مقبح» ابن «هلكان»، ما كانوا أخطأوا الوجهة وخانوا الأمة!
في جبهات «نهم» و«مأرب» و«تعز» و«البيضاء» إلى آخر العدد المهول، تتكرر هذه السنة الربانية، لتتهاوى غشامة القوة وجبروت الاستبداد وطاغوت الاستكبار.
إن ما حصل ويحصل في الجبهات الـ50 لهو دليل على أن الباطل كان زهوقاً، وليست المرة الأولى التي تهان أمريكا، ولعل من سوء حظها أن تحسب أن قوتها الجبارة لن تقف أمامها أعتى قوات العالم، فإذا بها تركع، بل تسجد أمام قوات غير متكافئة، كما حدث في فيتنام عندما كانت المواطنة الفتنامية تحضن طفلها الوليد بيد والبندقية بيد أخرى، فتقتل أعدادا من الأمريكيين بكل ثقة.
أما «الآية» الأخرى فهي أن جنود أنصار الله من الجيش واللجان الشعبية «يدوسون» بأقدامهم العارية مقدمات جنازيرهم وما يعتزون به من سلاح الجو السلاح «الذي لا يقهر»، والذي يسقط كالفراش، بل إن أفراداً لا يملك واحد منهم غير قارورة مياه وحفنات من الحبوب، يقتحمون ثكنات معززة بأحدث سلاح، فيفرون هاربين مسنودين بالخزي والعار، لا يمنعهم من الفرار جواً إلا أنهم بدون أجنحة، يستبقون الريح لائذين بقوة غير مسعفة، حتى كأنهم يتمنون الموت وهم ينظرون.
إن آيات الله تتكرر كما لو نحن عائدون لمشاهدة أفلام تسجيلية تعيد أمجاد «بدر» و«حنين» و«فتح مكة»... إنها آيات الله تتكرر، ليحق الله الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين.

أترك تعليقاً

التعليقات