فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

تعز، أو المدينة التي كانت تسمى "تعز"، يعبث بها أطفال العملاء والمخربين والمهربين. وراودتني بل وتراودني فكرة زيارة هذه المدينة المستباحة. وللأسف فإني أعدل عن الفكرة من هول ما سمعت وبنصوص متواترة. من هذه النصوص أن المرء لا يدري إذا خرج من بيته إن كان سيعود أم لا! فقد يكون عرضة للموت المحقق، وبإمكان أي مراهق أن يرتدي بندقية ليكون من أبطال هذا القاتل الكبير مقابل مصروف يومي أو شهري. وقد تبدو بعض السلوكيات سينمائية على النحو الآتي:
يستوقف مسلحو هذا الطقم المجهول 3 شبان فيهجمون عليهم موجهين إليهم أمراً حاسماً أن يصعدوا إلى الطقم وإلا سيلقون حتوفهم في الحال. يحققون معهم أثناء مرورهم في الشارع: من تتبعون يا شباب، حمود أو فارع؟! خلاص سلموا سلاحكم! فيتمرد على التسليم الثالث من الشباب الذي سيأمر صاحب الطقم أن يلقى في الشاعر مقتولاً... وفي كل شارع قصة قتل أو سحل، بينما يردد من هم راكبون هذا الطقم أو ذاك "مهجل: يا الله طلبناك"! وفي المقيل، مقيل هؤلاء المسوخ من أتباع فارع أو حمود، تستمر الروايات التي تستعرض بطولات تشبه الخوارق. وقد يلوذ هذا المواطن "التعزي" بقاتل مقاول ليضمن له بيته من النهب مقابل إتاوة شهرية، بينما يغيب صاحب البيت هارباً من البيت هو وأطفاله لا يدري إلى متى ولا إلى أين! ومن هذه القصص أن بعض القتلة ممن بيده أمر الموت والحياة يدعي أنه قد اشترى البيت ممن يتلكأ في دفع الإتاوة، وفق حجة شرعية قام بكتابتها أمين شرعي مختطف يتبع هذا الطرف أو ذاك. وأوسخ من هذا كله أن يسمح هذا المجاهد، داعشي الفكرة والسلوك، لهذا المهدد بالقتل أن يعقد بابنته على هذا الداعشي ليأخذها في الحال إلى منطقة محروسة شديدة الحراسة هي منطقة الأمير القاتل. ويقال إن زعيم القتل قد وجه بعض أجناده ليوصل فلاناً صاحب أراض أو عرصات ليسجل بخطه أنه باعها لفلان أو علان والذي سيبيعها للشيخ القاتل الأمير. 
كأن تعز قد أصابتها عين أو عيون، ولكن ما عليه الإجماع أن أمراء القتل اليومي قد اصطفوا في بيعة شريرة لتدمير هذه التي كانت تسمى "تعز"، يستوي في هذه البيعة الأمير لابس الثوب أو لابس البنطلون. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله ما أعطى ولله ما أخذ.

أترك تعليقاً

التعليقات