فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
أخشى ألا أكون دقيقا إذا قلت إن هناك بضع إذاعات رجال أعمال، إضافة إلى الإذاعات الوطنية، تخرب الذائقة اللغوية، وتعمل من حيث تدري أو لا تدري على أن يصبح المثل اليمني «مع المدى، الحبل يقطع الحجر» محققا، لتندثر اللغة العربية من اليمن اتباعا لما ذكره بعض أساطين العربية القدماء (السيوطي في «المزهر») من العرب الأقحاح لا يعتدون بعربية اليمن، لمخالطتهم الأجانب من الفرس والهنود والأحباش.
ويخشى المرء أن تكون هذه الإذاعات (الإعلانية) ضمن الحرب الناعمة والخشنة ضد اليمن العربية، لتصبح لغتنا العربية منسية عديمة الذكر إلا فيما يقدمه أصحاب النقوش والآثار!!
إن هذه الإذاعات تحاول أن تطمس هويتنا القومية على مستوى الذات والعموم، وبخاصة أنها تعمل على استمالة المراهقين، الكبار والصغار، بأصوات رخيمة عذبة ألجأت أصحابها ظروف مادية ووجدانية للعمل في هذه الإذاعات. وبالمناسبة هناك خامات صوتية على مستوى الأغاني وعلى المستوى الإذاعي؛ ولكن لا بد من مران ودربة، وربما سمعت أو حلمت بأنه كان لدينا معهد للإذاعة والتلفزيون أنشئ قبل وجود كلية الإعلام بجامعة صنعاء، وربما حاضر في هذا المعهد نجوم إذاعيون، منهم المرحوم إسماعيل حسن الكبسي وعبدالله محمد شمسان وحسن محمد العربي وعبدالعزيز شائف وعبدالرحمن مطهر... وآخرون.
إنه لمن المؤسف حقا أن مذيعينا الشباب ضيعوا (صعبة) النحو والصرف والبيان والبديع ولا يعرفون الفروق اللغوية بل ولا يعرفون أسماء الأماكن في الجمهورية شمالا أو جنوبا، وإن عرفوها ينطقونها بما لا يرضي الله ولا رسوله ولا العلامة أحمد الهمداني في كتابه «هجر ومعاقل اليمن». كما أن تحسين الصوت إلى درجة الإغراء والإغواء مع التعليقات ذات الإيحاءات الجنسية شديدة الكراهة، وإن كان إعجابي كثيرا ببناتنا  التلقائيات الأداء، المحتشمات الصورة في التلفاز الذي يؤدي الرسالة الإعلامية بركائزها الثلاث: الإعلام، التثقيف، والترفيه.
على كل حال، المعول على اختصاصات كلية الإعلام بأقسامها الثلاثة: صحافة، إذاعة، وتلفزيون. والله من وراء القصد.

أترك تعليقاً

التعليقات