فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لأول مرة في التاريخ يتعلق إنسان بعجلة طائرة لتقذف به في الجو، إما فاراً بعمالته وإما خوفاً من دولته! ولأول مرة في التاريخ تسير طائرة أمريكية فتسوق المئات يسيرون أمامها ومن خلفها وبين عملائها كالأغنام غير خائفين ولا هيابين.
كان هؤلاء الأفغان الذين احتشدوا في المطار وخارجه يريدون الفرار. ولأول مرة يكون العملاء متجاوزين عشرين ألفاً بين مترجم ومخبر، يعني شعباً كاملاً من العملاء تخلت عنهم أمريكا بعد أن عبدوها أيما عبادة كعادتها، وأسوأ جزاء صنيعها مع عميلها الإمبراطور محمد رضا بهلوي، شاه إيران، عندما طلب منها حق اللجوء السياسي فرفضت طلبه. أما بعض الأفغان فقد هربوا من هذا النظام الإرهابي الذي رضع من ثدي الوهابية في كل من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، عاصمة نجد.
ضاق معظم الأفغان بهذا الإسلام الوهابي تبديعاً وتكفيراً وشركاً وتدعيشاً، وضاقت عليهم أفغانستان، فأي إسلام هذا الذي جعله الله حنيفاً سمحاً ليصبح شرعه عسراً وصعوبة وإذلالاً ومهانة للمنتسبين إليه؟! وأي إسلام هذا الذي يحول دون حب الله الذي لم يجعل في الدين على المسلم من حرج؟ وأي إسلام هذا الذي لم يحل لمسلم أن يشرع ما أحل الله من أن يكون للمرأة شخصية اعتبارية، حيث "المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"، فالمرأة عورة وعبدة لسيدها الرجل، حرام عليها التعليم وحق الإرث ومرغمة على زوج لا تحبه وإنما عليها لزاماً أن تتزوجه لوجود أكبر شرط توافر فيها وهو لحية شديدة عرضاً وطولاً وسروال فسيح؟! وأي دين قاس يمنع "زينة الله والطيبات من الرزق"؟! وأي إسلام هذا الذي يقيم الحد على إنسان لبس البنطلون وامرأة مسحت وجهها بكريم البشرة وتجملت شفتاها بأحمر الشفاه؟
إنه إسلام فخ بغيض!

أترك تعليقاً

التعليقات