فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
لِـلـدِّيـنِ وَالـدُّنـيـا بِهِ بُشَراءُ

بعد أقل من شهر، وتحديداً في الثاني عشر من شهر ربيع «الأنوار»، يحتفل الكون ويبتهج بميلاد رحمة الله للعالمين، من ملائكة وبشر وسماوات وأرضين وحجر وشجر... عليه أفضل الصلاة والسلام، شفيع المسلمين والكافرين. وهذه المناسبة الجُلَّى والمنحة الإلهية الفضلى تذكي فينا الذكرى لنقارن ونوازن بين ما كانت عليه البشرية من كفر وضلال تدين بالطاغوت وتعبد القوة الغشوم ولا تأبى ظلم القوي المستبد، وعاشت الأمم -غير قليل- في العبودية لفاجر آثم وراعٍ لئيم، فبعث الله سيد الكونين والثقلين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط الله المستقيم. وسئلت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها: «كيف كان خُلُق رسول الله؟»، فقالت جواباً بليغاً غاية في حسن البلاغة: «كان خلقه القرآن». ولعمري لقد اختصرت عشرات الأسفار وألوف المدونات، بعبارة كأنما تلقفتها من السماء، بل هي عبارة تدخل في إطار الوحي من عليين نفثها في روحها جبرائيل الأمين.
وإن من ذلك لذكرى لمن ألقى السمع وهو شهيد. فالذكريات عند المسلمين توقظ ضمائر صدئة وقلوبا تكاد تقفل مسامعها وتكظم بصيرتها وتنسى السير في سواء السبيل.
هذه المناسبة تقف بنا على سيدنا النبي راعياً، ويتحتم على الراعي أن يوفر للأمة سبل العيش الكريمة من غذاء ودواء وسكن وأمن وعدل وطمأنينة وقسمة عادلة في المال. ثم هي تذكير بالتسامح والتصالح والعفو الكريم عن قدم زلت بعد ثبوتها، وإقامة شرع الله في الحدود والعقود، ومحاسبة الظالم البغيض بإنجاز الوعيد، ثم يعي الذكرى تنير فينا الشوق لنجدة الضعيف وإنصافه من القوي الجبار المتكبر الجائر، ثم هي اختيار الموظف الكفؤ القادر دونما محاباة أو مجاملة لحسب أو نسب.
ونحن نقترح بطمع شديد على الإخوة في حكومة الإنقاذ أن يحرموا الانتهازيين الذين يطيرون في كل صيحة يغتنمون هذه المناسبة وغيرها ليشبعوا كروشهم التي لا تشبع، أن يحرموهم من الأموال التي ينهبونها في هذه المناسبة، وهي بالملايين، وأن يصرفوها لساكني الدكاكين المساكين الفقراء المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، وأن ينفق بعضها على مرضى المشافي الخاصة التي تشرط على المريض أن يدفع مئات الألوف أو الموت...
هذا المقترح نضعه أمام ابن النبي الأكرم الذي يختفي عنا سيد مولده الشريف صلى الله عليه وعلى آله الكرام.

أترك تعليقاً

التعليقات