فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كثر الطلاق بين الشباب في الفترة الحالية كثرة لافتة للنظر. ولعل تفشي ظاهرة الطلاق في مجتمعنا اليمني عائدة لعدة أسباب شخصية واجتماعية. وسنقف عند أبرز هذه الأسباب، ولنبدأ بالأسباب الشخصية، وهي هذا الحفاظ الاجتماعي اللااجتماعي المتخلف، فهل يصدق فرد القرن الواحد والعشرين أن كثيراً من الزيجات لا تتم وفق رؤية الزوجين بعضهما للآخر؟! فيكون عدم التوافق هو محصلة الفك، فك قيد الزواج الذي يعده الله ميثاقاً غليظاً. الإسلام يبيح لكل من الزوجين رؤية أحدهما الآخر، وإذا كان النظر أو الرؤية الواحدة لم تعد كافية للتعارف، فإن بالإمكان أن توثق العلاقة بين «الخطيبين» بطرق شتى تحت عنوان من الخلق الإسلامي وفق الزمان والمكان، من غير ابتذال. وعلى أهل الطرفين أن يعلما أن علاقة الزوجية علاقة مقدسة للأبد، وأن حياة الزوجية حياة أبدية تبدأ بحياة آنية وتنتهي بحياة أبدية، وهذا يعني أن نعد لهذه الحياة زاداً تستحقه مناسبة الرحلة الطويلة.
ثاني الأسباب هو الكبت الجنسي الذي يجعل كلاً من الفتى والفتاة يبالغ في نفخ الذات مبالغة تؤدي إلى الكذب، حيث يمنّي كل طرف الآخر أمنيات يستحيل تحقيقها في الواقع، وقد يدعي كل طرف أنه يملك من الأسباب ما يجعل الآخر سعيداً؛ كأن يدعي هذا أو تلك أن لديه ثروة طائلة... الخ.
ثالثاً: الفراغ العاطفي الذي لا يجد طرفاً في أسرته ولا في واقع حياته، فيلجأ هذا الطرف إلى الآخر الذي قد يكون «ألحن» من الآخر؛ أي: أكثر قدرة على تنميق العبارة وحلاوة الكلمة الرومنسية العذبة. وهذا اللحن قد يكون وحده قادراً على اصطياد طرف من الطرفين وإيقاعه في شباك واقع لا فكاك منه.
رابع هذه الأسباب البطالة، فكثيرون هم الشباب الذين لا يفهمون أن إشباع الحاجة الجنسية لا يعفي من القيام بواجب الحياة الزوجية، من سكن ومطعم ومشرب. وبما أنه لا وجود لفرص عمل فإن الضرورة قد تلجئ الشاب الذي لا يجد عملاً إلى الهرب للطلاق.
خامس هذه الأسباب أن كثيراً من الفتيات -بفعل أدوات التواصل- قد لا تترك دواعي المسؤولية تشعر بضرورة أن تقوم الفتاة بواجبها، فتفتعل إهمال عمل البيت من طبخ وغسل وتنظيف، بما يسبب غضب كثير من الرجال عديمي الصبر وضيقي الصدور، فيشرع بالطلاق.
ثم أولاً وأخيراً حالة الشعب النفسية بفعل العدوان، الذي خلق تراكمات من الإحباطات وضيق آفاق الآمال والطموحات وفتح سماوات من اليأس والقنوط. وواجب الإعلام ومنبر الجامع أن يساعد على الحد من ظاهرة الطلاق التي تهدد رابطة الأسرة اليمنية، وفي هذا بلاغ.

أترك تعليقاً

التعليقات