فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لا أحد يحب الحرب، ولا يمكن أن يطرب لدوي الرصاصات وأزيز الطائرات وهدير المدافع سوى المهربين واللصوص وقطاع الطرق. ولسوء حظ التاريخ اليمني الحديث أن هذا النظام الفاسد المفسد كان يصول ويجول -وفق نظام المقاسمة- براً وبحراً وجواً، فيسرق ثروات اليمن في الداخل، ويُهرّب ما هو ممنوع من الخارج، كقطع الغيار والأدوية والمعدات الطبية، وكل ما تواضع عليه الاقتصاديون من محرمات استيراده إلا مقابل رسوم وعشور وجمارك، كالسيارات والمعدات الخفيفة والثقيلة.
كان مسؤولو النظام السابق، على مستوى رئيس النظام وآليات اختصاصه، هم أبطال هذا الفساد، قد اختير كل فاسد بشكل دقيق يتميز بالثقة التي تقوم مقابل اليمين الدستورية، ليؤدي اللص الجديد ما هو «حق الأفندم»، وفق طرق خاصة وآليات معينة لا تدركها الأبصار. ولقد يكون بالإمكان الاستماع والمشاهدة لبعض القنوات الأهلية يوم الجمعة من كل أسبوع لنرى بالصوت والصورة فساد عفاش وولي عهده -غير الأمين- أحمد علي «آل نهبان»!!
نعم، لا يحب الحرب سوى الذين يسيئون بسلوكهم المزعج لسمعة قواتنا المسلحة بتهريب المشتقات النفطية والحيوانية والزراعية إلى بلدان الجوار، ومن يسمحون بخروج نفائس ذاكرتنا التاريخية، كالمخطوطات والتماثيل والمدونات الحجرية، من بوابات المطارات والموانئ البحرية والبرية. وقد كان «الأفندمون» يبنون قاعات وعمارات يرصفون بها هذه المتاحف مؤقتاً استعداداً للإقلاع، مثل متحف الأفندم (...) الذي منحه الزعيم مقاطعة عدن وما جاورها، مستحقة من القسمة. وإذا كان الأخ الراقد الفنان المخزن عبد ربه ضال مضل اختار الأقاليم آلية لنهب ثروات الجنوب، فإن الزعيم الثعبان التعبان قد اختار اللصوص لبيع اليمن، أحجاراً وأشجاراً ومخطوطات وجمارك وقطع غيار... واسألوا بورجي والحظاء وعلي الشاطر يصدقونكم الخبر اليقين. والله خير الشاهدين، والموعد الله.

أترك تعليقاً

التعليقات