فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
ماذا ستقول «حوليات يمانية» حول العدوان السعودي على اليمن في مفتتح عشرينيات القرن الحادي والعشرين؟! وكان بإمكان القارئ أو الذي يسجل شهادة للتاريخ أن يقول إن المملكة السعودية استشعرت رسالتها الدينية وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين أقام المسؤولون السعوديون جسوراً جوية وبرية وبحرية لنقل الغذاء والدواء لشعب جار مسلم يربطه بالمملكة عقد الصلاة والصيام وشهادة التوحيد ورابط الرحم والقرابة، كما وجه «خادم الحرمين الشريفين» برحلات خاصة لمستشفيات طائرة لإسعاف مرضى الذبحات الصدرية والفشل الكلوي والكبدي والأمراض العصبية والنفسية، كما وجه سمو ولي عهده بتسيير صهاريج تحمل المشتقات النفطية لتمزيق أستار الظلام المخيم على «اليمن الشقيق»، كما أصدر خادم الجرمين الشريفين، وبمناسبة دخول شهر رمضان المبارك -باعتباره شهر التوبة- الاعتذار عن أياديه السود وصنائعه الكريهة التي امتدت لمصادرة القرار اليمني طيلة عقود طويلة ودفع ما توجبه شريعة السماء من ديات لقتلى حجاج «تنومة» 1934، وقتلى لاحقين رعايا ومسؤولين، وعلى رأسهم شباب الجبهة الوطنية، ثم شباب الناصريين، ثم الزعماء وعلى رأسهم المقدم إبراهيم محمد الحمدي، وصالح الصماد، ومشائخ وأعيان «خيمة بيحان»... إلخ، وأن تعتذر المملكة عن مؤامراتها التي لا تحصيها الأرقام ضد الشعب اليمني، وأن تكف عدوانها الصلف ضد الشعب اليمني، بما في ذلك نهب نفطه وثرواته المعدنية كالذهب والفضة والنحاس ومحاجر الرخام والبازلت والأسمنت والعقيق... وأصدر جلالته توجيهه الشريف إلى إدارة المناهج التعليمية والإعلامية بالكف فوراً عن اعتبار اليمن «حوشاً خلفياً» للمملكة... وكان يتمنى القارئ اليمني والعربي والمهتمون بالشأن اليمني أن يصدر ولي العهد توجيهاته بإقامة ندوات توعوية في قصور الأمراء والأميرات تطمس الانطباعات الملأى بكراهية اليمن واليمنيين، وأن اليمن جار كريم وأخ شقيق، جدير بكل صلة كريمة ورعاية أخوية صادقة...
غير أن «حوليات» يمنية وعربية وإسلامية سوف تطالع الجميع بما يكرهون ويستنكرون. وقد لا يصدقني أحد أن غارات الطيران السعودي تجاوزت عشرات الألوف من الطلعات انتزعت مئات الألوف من الأرواح ودمرت الألوف من المساكن على رؤوس ساكنيها من الأطفال والشيوخ رجالاً ونساءً.
إنها حوليات سود كتبت بأقلام بني سعود الزاعقة دماً ببلاغة الحقد والعداوة والبغضاء لكل ما هو يمني.

أترك تعليقاً

التعليقات