فجور!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
وصف الله المنافقين بأنهم أشد خصومة، وللمؤمنين بخاصة. وقد نزلت سورة بكاملها تصف نفسية المنافق، وسميت هذه السورة «الفاضحة»، لأنها وصفت المنافقين -عبر تلوينات- موقفية على درجة من التركيز.
كان النبي يدعوهم -بدعوة الله- للخروج جهاداً في سبيل الله، ولكنهم كانوا يعتذرون ويكذبون، بعضهم يقول «إن بيوتنا لعورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا»، وبعضهم يقول للرسول إنني أخاف على نفسي الفتنة، فأنا لا أستطيع أن أقاوم جمال الروميات، فأخشى أن أفتن في ديني، كالمنافق «الجد بن قيس»، فيرد عليه القرآن المبين بأن الفتنة الحقيقية هي القصور والتخلف عن رسول الله وعن الجهاد في سبيل الله، وتركهم الرسول ويعلم أنهم كاذبون. وإنها لصورة أو تلوينة أخرى من تلوينات النفاق، فإن المنافقين لما علموا أن المجاهدين يرجعون بالغنائم جراء الجهاد وأن القرآن يتنزل بآيات كريمة تفضح أغوار نفوسهم وتعري أخلاقهم، رغبوا بأن يخرجوا للجهاد؛ غير أن الله ينهى عن أن يلبي رغبتهم: {لن تخرجوا معي أبداً ولن تقاتلوا معي عدوّاً إنكم رضيتم بالقعود أوّل مرة}، فيخرج المنافقون من شرف الجهاد في سبيل الله.
ومن علامات المنافق أنه «إذا خاصم فجر»، يعني أسرف في الخصومة، ونحن نعاني من شر الذين خاصمونا وعادونا عداءً نال من الحرث والنسل، فقد أفسد الأرض بعد إصلاحها، ولم ينهه دين أو خلق، فقتلنا وحرمنا، فتمادى في الفساد والإفساد. ولم أزل أذكر في هذا المقام دعاء القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني: «اللهم اشهد على بني سعود».
إن اليمن يمد يديه لبني سعود، وخاصة في هذا الشهر المبارك رمضان، من منطلق الأخوة الدينية، فقد كفى عبثاً وحسبه عداوة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أترك تعليقاً

التعليقات