فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

شهر مبارك وكل رمضان واليمني والعربي والمسلم بكل خير وأمن وسلام. وللأسف يقوم العدوان الغاشم بالاعتداء المسرف صباح مساء على اليمن، فرادى وجماعات، بشراً وحجراً، زرعاً وصلداً، لا يراعي ديناً ولا عرفاً ولا عادات ولا تقاليد، يدمر كل شيء ويأتي على كل شيء... ويا ليت هؤلاء المعتدون ساروا على عادات آبائهم الجاهلين الذين كانوا يوقفون قتال أعدائهم، يتجاوزن عن الأيام إلى شهور تسمى "الأشهر الحرم" وأمكنة تسمى "الأرض الحرام"، ويتجاوزون عن المرأة والصبي مهما اعتدى على حرمهم ونال من حقهم، ويعفون عمن اعتدى أي عدوان ثم جاءهم يبغي العفو والصفح منهم. وكان الجميع يلومون من ثأر منهم غدراً ومباغتة. ونحن لو قسنا فعل الجاهلية بذريتهم من أعراب اليوم لوجدنا أن الجاهليين (الأوائل) كانوا أقرب إلى الإسلام وإلى الإيمان والإحسان من ذريتهم الحاقدة الجاحدة. وليخبرني من أراد أن يخبر وليقل من أراد أن يقول: إلى من ينتمي هؤلاء أو هذه الذرية (المسخ)؟! إلى الشيطان؟! فالشيطان لا يهجم بغتة على أعدائه من المسلمين المؤمنين، فله أسلوب مهذب وأنيق في الاستدراج والتربص والمكر والحرائق في الحيل والكيد، وللحيوان الشرس أساليب في الصيد والإيقاع بفرائسه!
لقد فاق هذا العدوان شياطين الإنس والجن في الكراهية والعداوة والحقد. إنه عدوان على من؟! على شعب عربي مسلم! عدوان جلب بأمواله على هذا العربي والمؤمن بخيله ورجله. شهد على هذا العدوان ملائكة السماء وشياطين البسيطة. لقد يكون من المنطق البديهي أن يصدر هذا العدوان من اليمن دفاعاً عن أرضه السليبة جيزان ونجران وعسير، أو ثاراً لألوف المغدورين في "تنومة" واسترداد حقوق الألوف من اليمنيين الذين صودرت حقوقهم تأميماً لتجارتهم بحجة أن اليمني إنما هو سخرة يعمل عند السعودي أجيراً وعبداً أسيراً لا يملك أن يتجاوز بضعة كيلومترات إلا بإذن سيده صاحب الفيزا. ولأن الله قد أطلق الرخصة: "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثلما اعتدى عليكم"، فإن من حق الشعب أن يدافع عن نفسه أرضاً وبشراً، صائماً ومفطراً. لقد كنا ولما نزل نكره التصعيد الحربي والإعلامي في رمضانات، ليصعد صوت القرآن والتهجد، فلم يرد هذا العدو إلا أن يشق السماء السامرة رعد الطائرات وتفجر بيوت يصدح فيها التضرع بالدعاء وذكر الله ورسوله. إلا أن النار للأرض والعرض واجب ديني وأخلاقي ووطني رغم أنف أبناء "الكعبة" عبيد البيت الأبيض.

أترك تعليقاً

التعليقات