فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

ليس ملفاً واحداً بل أكثر من ملف، وأجمع كثير من الناس على أن هناك ملفات سكنت أدراج الجهات ذات العلاقة، مما يثير الخوف لدى الذين حاسبوا ودققوا، بينما أخلي السراق والنهابة الذين عمروا وديروا، وكان واضحاً كلام السيد عبدالملك الحوثي: "اخلسوا ظهورهم".
ترفع الأجهزة الخاصة بالملفات فإذا بها تخرج من درج وترتمي في درج آخر، مما يجعل المراقب وأخاه الذي حاسب في مرمى واقع لا يحاسب ولا يراقب، فقد راقب وحاسب فإذا الملفات تضيع، تضيعها المحسوبية والرشوة، الرشوة التي تخفي هذه الملفات تماما بما فيها من مستندات ووثائق تكفي لعقاب أشد يتخطى سلخ الظهور. وسمعت ذات مرة أن هناك 12 ملفا توقفت! وفيما يبدو ووريت الثرى في مقبرة المحسوبية ومحتمل مقبرة الرشوة. وأعجب من فصل من فصول فقهية تجعل للفقيه التصرف في العقوبات التعزيرية! فمن حق القضاء أن يعالج بعض الحدود وفق حالته النفسية، كأن يكتفي بإقامة الحد على رجل أسرف على نفسه بشرب الخمر للمرة الأولى فضبطه محتسب وعرف القاضي أنه لم يشتهر بالشراب وإنما هي مرة واحدة فيقول له القاضي: الله المستعان ونعرف أنك من أسرة مشهورة بالصلاح سيرتها السلوك القويم. قال الفقهاء إن هذا العتاب حد تعزير، أما من سرق حقوق الناس وينهب الدولة، فلا بد أن يأمر القاضي به فيسجن ويسلم الحقوق التي هي للأشخاص أو للدولة، ثم يطبق عليه ليس حد التعزير وإنما حد السرقة بحسب نص القرآن والسنة ليكون عبرة للناس كافة.
إن هناك من أهل القمة من يسرق وينهب الدولة ثم يكافأ بمنصب أعلى، ليطبق نصيحة "الزعيم": كلوا من فوق رؤوسكم! فاستمعوا له وأنصتوا ليتجاوزوا الرأس إلى بين أيديهم ومن خلفهم، فاقتدى بهم أشخاص وشخصيات.
لقد انتظر اليمنيون ومايزالون أن ثورة أيلول الثانية ستأتي على هؤلاء السراق والنهابة ليردوا الحقوق إلى أهلها.
إن هؤلاء يعيشون في فزع غير ميمون وغير مأمون، مستعدين أن يرجعوا هذه الحقوق أو بعضها في سبيل أن تؤمنهم ثورة 21 أيلول وأن يعيشوا حياة طبيعية ويندمجوا أناساً صالحين داخل المجتمع الذي سيرحب بردهم حقوق الناس واستقامتهم على الصراط المستقيم، والتوبة مقبولة من الإنسان ما لم يغرغر.

أترك تعليقاً

التعليقات