فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
على القيادة أن تختار، وعلى الشعب أن يراقب، وواجب الحاكم أن يسأل قبل اتخاذ القرار عن الوزير المرتقب، كما يسأل الأب الحنون خاطب ابنته. والمواطن اليمني -يعني المراقب- ينتظر من يختار القيادة من الوزراء. وبما أن الشعب فضولي بطبعه، فإنه سيصدر الحكم لا محالة في من تختاره القيادة، أهو من يستحق الوزارة أم أن المسألة تشبه المثل الذي يضربه الشعب اليمني في إمام «الزاجر»؟! والزاجر أحد سجون الإمام؛ «فالمؤذن سيكبّر مفتون بشرب الخمرة، والمصلي قاتل، والواعظ كذّاب، وقارئ القرآن سارق أوقاف، ومعلم الصبيان منحرف...»!
إن سلوك الإنسان لا يمكن أن يخفى، وفي الحديث الشريف: «لو أن أحدكم يعمل في صخرة ليس لها كوة (نافذة) يخرج عمله للناس، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر». ولطف الله بنا أن الخطايا لا تفوح كما قال الشاعر أبو العتاهية!! وقال أحدهم: اختيار المرؤ جزء من عقله!
وإلى متى سنظل نخرّب ونجرّب؟! لا بد أن يكون المختار موضوعياً. وعندما رشح الشهيد يحيى محمد أحمد المتوكل (1942-2003) لمنصب من المناصب المهمة في الدولة (وزيراً للداخلية) اعترض أحدهم بكون المذكور «ملكياً» من بيت حميد الدين، فأجاب أحدهم: لا بد يا أخ قبل اعتراضك أن تقرأ سيرة يحيى المتوكل لتعرف أنه جمهوري من دماغه حتى أخمص قدميه، وصدر قرار التعيين فكان أنجح وزير للداخلية، يرفض المحاباة والمحسوبية ويرجح النظام والقانون، بل كانت له مواقف يتهمه بعض أقاربه بأنه جمهوري أكثر من الجمهورية!
أكرر ما قلته سلفاً بأن السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي سيُتعب من بعده، وسيلقى كثيراً من الإحراجات، بل كثيراً من اللوم، لمخالفته عادات وتقاليد «التوزير» التي سار عليها النظام من بداية الثورة حتى الآن، تلك القائمة على المحاصة الطائفية والعنصرية والشللية والمناطقية... الخ. وللشعب على القائد حق الملاحظة وإبداء الرأي الموضوعي والواقعي، خروجاً من مثل «ديمة وقلبنا بابها»!

أترك تعليقاً

التعليقات