فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كنا نود ونتمنى أن يتوقف خادم الحرمين الشريفين، لا عافاه الله، عن إعطاء أوامر القتل لقتل اليمنيين وتدمير بيوتهم على رؤوسهم في شهر الصوم رمضان، على ألا تستئنفه بعد رمضان. وإذا كان للنفاق منطق فإن هذا المنطق يصبح مثار سخرية، فإن من ضمن أمثلة النفاق هذه إنشاء مركز الملك سلمان للأعمال الخيرية، إذ يحشد جلالته أطناناً من القطن المعقم ومطهر الجروح مقابل آلاف الأطنان من الصواريخ التي تحملها أحدث راجمات الصواريخ وأعتى طائرات من كل طراز، هذه الطائرات والمجنزرات التي تتعدى مئات الطلعات جواً وبراً وبحراً لتنكل باليمنيين شمالاً وجنوباً، حتى إذا ما بدأ جلالته فقيراً لجأ حيناً إلى تأميم أموال الأمراء والأميرات، فدية مقابل إطلاق سراحهم من سجون الدرجة الأولى، ثم شحت ملايين الدولارات على شكل مساعدات بواسطة المتبرعين، مؤتمر المانحين في الرياض أنموذجاً.
كنا نؤمل أن يهدأ قصف اليمن وأهله في رمضان على الأقل، وكنا نؤمل أن يكون مركز جلالته للإغاثة موصوداً مقابل ملايين أطنان البارود والرصاص الفاجعة المخيفة التي تستهدف اليمنيين صباح مساء.. ولكن للنفاق مداخل ومخارج يعرفها العالم الأخرس، الذي باعه الإمبرياليون الجبناء بثمن بخس وغير بخس.
كان العالم ومايزال وبكل فجة يستر عورته المكشوفة فيمنع بيع شرفه مقابل مليارات جلالته، أو على الأقل يوازي بين بيعه الأسلحة المحرمة وبين تنديد بسيط بهذه الأسرة المنافقة والتي تنشئ مركزاً للديتول والقطن المعقم مقابل صواريخ الرعب والدمار، فهي تمد يدها بعلب التمر الفاسد مقابل دزينة من علب الرصاص الذي لم يزده شعار "شكراً سلمان" إلا فتكاً ودماراً.
والسؤال نوجهه لجلالة الملك: ألم يحن الأوان لكف قتلك اليمنيين وهم إما إخوانك في الدين أو نظراؤك في الخلق؟! على حد تعبير الإمام علي رضي الله عنه. ثم السؤال بصيغة ثانية: ماذا صنع بكم اليمني حتى تسلبوه دمه وعرضه وثقافته؟!
إن اليمني، ومن باب تسامحه الحضاري وأن الوقت ليس مناسباً للثأر أو القصاص، حاول أن ينسى فواجعه ليؤسس تاريخاً من الثارات المهولة، وهو حق لا يذهب بالتقادم، ولكن جلالته رفض إلا أن ينكأ جراحاً غائرة، وأنفق ملياراته القارونية ضد شعب مظلوم لم يزل يداوي جراحاته حتى عهد قريب، ليس هو تدمير اليمن عند أن اختار الشعب نظامه الجمهوري حين قرر بنو سعود ليس وأد هذا النظام الجمهوري وحسب، ولكن إرادته تصفية اليمنيين حين كان فيصل يزود الملكيين بشوالات الجنيهات الذهبية ويمدهم بخبراء عسكريين من لندن وواشنطن وعمان والأردن وتل أبيب، حينها وقف الشعب اليمني ضد هذا العدو الاستئصالي الرهيب كما يقف اليوم ضد هذه الحرب الأممية الجائرة الجسور.
لم يتب جلالته من هذا الفجور، فيكف عن قتل اليمنيين، باعتبار شهر الصوم مدعاة لطهارة القلوب وصفاء النفوس، وإنما يشتد هذا العدوان بصواريخ الطائرات وقذف المدافع بعيدة المدى، وأخيراً تزويد هذا العدوان بأمراض الجرثوم القاتل "كورونا" عن طريق تسفير يمنيين لكل البلاد اليمنية.
إن جلالة هذا المجرم يستدعي ويستنفر كل اليمنيين للمقاومة الباسلة لتدافع عن الأرض والعرض، وقد أثبت شعبنا أنه سجل تاريخاً ناصع الحمية الجهادية ضد هذا العدوان الكافر المكابر، فيتوالى سقوط المعسكرات العدوة المخذولة، فيقاتل اليمني بني سعود بأسلحته، ويغلب الفرد اليمني الصابر الخمسين والمائة من مرتزقة الأعداء، ليصبح كل جمع مثل جمع "حنين" مهزوماً ومثل "بدر" إذ تتنزل ملائكة الله مسومين ببركة دعاء هذا الشعب المظلوم، إذ يتنزل نصر الله تباعاً، يأسر أنصار الله فريقاً ويقتلون فريقاً، والحسرة والعار على دراويش فنادق الرياض، ولا نامت عيون المحاربين لوطنهم الجبناء.

أترك تعليقاً

التعليقات