ضمان (2)
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
ربما كان تحشيد اليمن لمواجهة الخطر الصهيوني مبرراً لأن هذا التحشيد «تورية» للتحشيد ضد السعودية، إذ بدا واضحاً لتكهن بعض الوسطاء العمانيين أن هذا التحشيد ضد السعوديين وكان على السعوديين أن يسألوا أنفسهم هذا السؤال المنطقي الأكثر وضوحاً: لماذا يحسبون كل صيحة عليهم تأتي من قبل اليمنيين؟
كان عليهم أيضاً أن يجيبوا على السؤال: أليس من حق اليمنيين أن يحشدوا بعد أن رجع السعوديون عن خارطة الطريق التي تضمن سحب الاحتلال جيوشه من أرض الجنوب، وألا يواصلوا الاعتداء على اليمنيين في أطراف صعدة، وأن يسترد اليمنيون أموالهم التي يستثمرونها في البنك الأهلي بجدة، ويقوموا بجبر الضرر عما دمروه من المدارس والمساجد والجامعات...
والتعويض عن تأخير التنمية في اليمن وغير ذلك من الخوف والرعب الذي خيم على اليمنيين بفعل الطلعات الجوية التي تزيد على نصف مليون، نعم نصف مليون طلعة، وليس نصف ألف طلعة، أجهضت فيها ألوف النساء الحوامل ومات من فجيعة الصواريخ الهادرة عشرات ألوف الأطفال والكبار.. أقول كان على السعوديين أن يجيبوا عن سبب هذا التحشيد!
إن من الطريف أن يغيب هذا الجواب عن أذهان «الأشقاء» السعوديين، وتغيب الأسئلة أيضاً، بل إن من الطريف أيضاً أن تضع السعودية «الشقيقة» عدم إذاعة زوامل «الليث» لأنها تحرض ضد المملكة.
هل يتصور عاقل أو مجنون أن السعودية يزعجها زامل صدر عن مشاعر كل اليمنيين الذين رماهم العدوان السعودي بمئات أطنان قذائف الطائرات التي ما فرقت بين أسحار الصائمين في رمضان ولا بين ألوف الطلاب وطلاب المعيشة في الأسواق والطرقات؟!

أترك تعليقاً

التعليقات