فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
السؤال وهو من البداهة بالمكان: كيف استطعنا كشعب يمني فقير لا يخاف من أحد ولا يخشى أحد إلا الله وحده لا شريك له، أن نصمد في وجه عدوان كوني وأن نصمد هذه السنوات كلها أمام عدو لم يبق ولم يذر، استهدف الحرث والنسل والسراء والضراء، فقد دمر الصالات على رؤوس أفرادها كما خسف بالبنايات على رؤوس نوامها بياتاً ونهاراً وهم قائمون وهم متسامرون؟! لا شك أن الجواب بما فيه من بساطة وتلقائية يجعلنا نقف عند أبرز أسباب القوة التي تمدنا -كل حين- بالمزيد من الصمود والنضال في سبيل استرداد حريتنا الغائبة واستقلال ناجز. ومن أبرز هذه الأسباب:
1 ـ وحدة الصف: لقد ضربت القيادة أروع الأمثال في التصدي للعدوان الذي عمل على تحطيم هذه الوحدة من خلال إعلام دولي جند فيه مال الخليج كثيراً من ثرواته ليصبح إحدى ركائز العدوان الذي عمل جهده في تثبيط النوايا الحسنة والإرادة الصامدة لكل وطني شريف في هذه البلاد، كما استطاع هذا العدوان أن ينوع كثيراً من الوسائل في سبيل إخماد هذه الثورة المباركة التي تطالب بالحرية والاستقلال والكرامة للشعب اليمني وعدم المساس بالثوابت الوطنية وثرواته التي يحرص شعبنا على أن تكون ملبية لحاجات حاضره ومستقبله.
2 ـ إن وحدة الهدف والمصير وتنقية الدخلاء والعملاء يعد ضمن أسباب النصر وهذا الصمود الذي يضرب به المثل، إذ لا تستطيع أي دولة مهما كانت قوتها ونفوذها وعندما يتضح الهدف وتستقيم الرؤية يصبح النصر قريبا وتتجذر أصول هذا الشعب وذاك بكثير من الثقة والاعتزاز.
3 ـ وطننا اليمني قد أصبح بمعية الله الذي ينصر المستضعفين والمظلومين ويجعلهم أكثر قوة وبأساً شديداً في وجه الظالمين المتكبرين المتجبرين كسنة من سنن الحياة في كونه العريض الطويل.
وبناءً على ذلك فإن آية من آيات الله في الكون تتجدد لتصبح حقيقة واقعة ملموسة في حياة الشعوب، ولحسن الطالع فإن الله أراد أن يجعلنا -كشعب يمني- آية باهرة تظهر على غيرها من الآيات، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله وليخزي الفاسقين.
حشدت دول الأعراب كل إمكاناتها في سبيل أن تستأصل شعباً له عشرات القرون من الحضارة وله السبق في تثبيت دين الله ونشره في كل المعمورة، واستخدمت ثروة الأعراب كل الإمكانات من العتاد الحربي وجيوش مرتزقة من كل الأجناس، غير أن الله لم يخذل شعبنا، فقد وقف الجندي اليمني الحافي الذي لا يمتلك سلاحاً غير بندقيته الآلية في وجه أحدث الأسلحة والدروع في البر وقاذفات الصواريخ في الجو والمدمرات الحربية في البحر، ولم يك هناك رجل رشيد يفقه أنه يقوم بتضييع أمواله سدى، إذ يبتزه المبتزون بتأجير المرتزقة وتأجير الإمكانات الأخرى للقضاء على شعبنا اليمني.
فالجميع يعرف أن القوى الاستعمارية الكبرى -وقد اصطفت اصطفافاً واضحاً ضد الشعب اليمني- لم تكن لتحافظ على هؤلاء الأعراب ولم تكن لتنجدهم مطلقاً إلا بأن تضخ براميل نفط بملايين دولاراتها على سبيل الابتزاز من ناحية والإكراه لهذا النظام أو ذاك في سبيل أن يظل بقرة حلوباً، أما شعبنا فهو يسجل -على غير المنطق- الكثير من انتصاراته التي لم يفقه العالم منطقها حتى الآن، فشعوب الخليج مرة تلو الأخرى تقع فريسة الابتزاز الغربي، الأمريكي على وجه الخصوص، فمتى يفيق حكام الأعراب من نومهم وسباتهم العميق؟! أما شعبنا فله الله يؤيده وسيؤيده في كل وقت وحين، لأنه شعب مظلوم متمسك بالعروة الوثقى، ولينصرن الله من ينصره.

أترك تعليقاً

التعليقات