فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

 أشهد أن رأس النظام السابق -يرحم الله المسلمين- كان على قدر من الذكاء والدهاء -بدرجة محنشي- ولا يستطيع أديب ولو كان بدرجة صلاح الدكاك الشاعر والناقد أن يخطر بباله أي لقب آخر كما خطر ببال الزعيم هذا اللقب (المحنش)، لأن الزعيم اختار هذا اللقب العملي لأنه في الحقيقة عاش جامعاً بين الحيلة والكذبة والفتنة والغواية والمداراة بديلاً عن المؤسسة والموازنة بين القدرات والمهارات. ولما كانت الفلوس هي الغاية الأولى لفخامته فقد سد بها مثالبه، فمد بها هذا وغيب بها ذاك، ولكنه في الأخير أخطأ الطريق ولم يعد يميز بين العدو والصديق، ولا بين الإمبريالي والرفيق، فسلم على غير الضيف كما يقول المثل اليمني.
كانت سياسته -رحم الله المسلمين- تقوم على الأضداد، فهو يحرش بين مشائخ القبائل، بين حاشد وبكيل، وبين زعماء القبائل، عبدالله الأحمر والشائف، وبين التجار، السفاري وشاهر عبدالحق... ويستخدم الابتزاز ديناً ودنيا، يطلب إلى هذا التاجر أو ذاك تحويل 100 ألف طن من الحديد والإسمنت لعمارة مسجد الصالح، ويطلب ملياري ريال من بيت هائل سعيد دعماً لحرب 94 كي لا تنقطع بضاعتهم من تعز إلى المكلا... ولأنه قد طلب من بيت هائل أن تدمج شركتهم مع مؤسسة الصالح الخيرية فقد اتفق معهم على أن يدفعوا مبلغاً لمؤسسة الصالح، لأن رئيس مؤسسة السعيد قال له: يا فندم لا بد أن تقرأ عبارة و"شركاه" (هائل سعيد أنعم وشركاه)، لأنه ليس المال كله لهائل سعيد بل وشركائه. وأكرر ما سبق لي أن سطرته في طروحات سابقة، وهو أن من الصعب أن تطلب ممن لا يملك أن يملك، بمعنى أن من المنطق أن تطلب من الزعيم أن يكون مفكراً مؤسسياً، فهو "عكفي" ببدلة حربية، أو بعكس ذلك زعيم بعقلية قبلي، فلماذا نكلفه ما لا يطيق؟! كان رئيس الوزراء مطلوباً إليه أن يقدم إلى فخامته قائمة باسم مرشحي الوزارات أو باسم الوزراء، غير أن الذي يختار الوزير هو علي صالح، وفي جلسة مقيل توضع الأسماء بناء على أساس حزبي وقبلي، وأثناء أداء القسم يسأل فخامته وبعبارة مستفزة على مقربة من الوزير الذي وافق عليه بالأمس: "وهذا ما اداه هانا؟!"، وترجمة هذه العبارة "وهذا ما جاء به إلى هنا؟!".
يا جماعة أنصار الله، بهذا المثل احذروا أن تسيروا على شاكلة الزعيم، فهناك من يتربص بكم الدوائر ساعياً إلى بذر فكرة "كلما جاءت أمة لعنت أختها"، فحذارِ!

أترك تعليقاً

التعليقات