فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
سمعت ما يشيب الولدان من إذاعة محلية خصصت برنامجاً لمشكلة القضاء في بلادنا، من خلال لقاء بعض المتقاضين الذين أجمعوا على أن القضاء فاسد. كانت الدولة -وكثيرا ما ألفت النظر لهذا الأمر- قد رضخت لرأي أن يكون هناك نظام مالي للقضاء، ما يسمى بالكادر القضائي الذي سيساعد في منع الرشوة، غير أنه لا هذا الكادر ولا عشرين كادراً سيغنى عن الرشوة شيئاً، فهي تسري في عروق بعض الضالين من القضاة.
إن الفساد في القضاء ليس شبحاً غيبياً بل هو آلهة حقيقية ملموسة يتعبدها بعض القضاة. إن هؤلاء الفاسدين لن تنفعهم المواعظ ولا الاستجداءات ولا تهديدات السيد عبدالملك بدر الدين ولا المشاط. إنهم أكثر خطورة من المحاربين قطاع الطرق القتلة، فهم يستحقون الإعدام في ميادين اليمن في كل عواصم المدن اليمنية بعد محاكمات عادلة، فليس معقولاً ولا مقبولاً أن نكذب الشعب اليمني دون استثناء ويصدق فاسدو القضاء.
إن الرشوة قد سرت في دماء الذين أفسدوا فحكموا من خلال الرشوة -كما يقول الشعب- بقتل الأبرياء ظلماً وعدواناً بموجب الرشوة، وصودرت الحقوق بفعل الرشوة، ومنحت الجنسية اليمنية للأجانب بفعل الرشوة، كما منحت شهادات الأمانة لمشائخ الحارات الجهلة، فزوروا على الأرامل والأيتام والضعفاء والمساكين.
قال جمهور الفقهاء إن هناك عقوبات تعزيرية يقدرها القاضي، فإذا ما ارتكب إنسان من المشهود لهم اجتماعياً بحسن السلوك ما يخل بالسلوك فعلى القاضي أن يكتفي باللوم والعتب لهذا المجرم الخفيف، وهل يكتفي القاضي باللوم والعتب للمجرم "الثقيل"؟! بالطبع لا، فهذا المجرم "مضربة"، يستحق أن يشهد عذابه لقلة حيائه طائفة من المؤمنين والكافرين على السواء.
إن الذي يردده المواطن اليمني هو أن الدولة في بلادنا غير جادة في أن تسير العدالة كما ينبغي أن تسير، بل من حق كل يمني أن يسأل: من الذي يعرقل إجراءات ضد الفساد في جهاز العدل؟!
فليس من المعقول والمنقول أن تتحطم على صخرة الفساد تعاليم الله العدل، إن الله يأمر بالعدل، وتعاليم النبي الكريم والسيد عبدالملك الحوثي والمشاط، فلقد كنا ننتظر بعد سماعنا لبيان فخامة الرئيس المشاط عن ضرورة إزالة الفساد من المؤسسة العدلية، فتبدأ محاكمة الظالمين الفسدة في مجال القضاء على مرأى ومسمع كل اليمنيين بدعم من الجميع ليعلم أن هناك ثورة تؤمن ألا سماح لأي تنمية حقيقية دون قضاء عادل، فهل ننتظر بعد وقت قصير إجراءات مناسبة لتعود ثقتنا بدولة قادرة على إيجاد العدل الشرط الأول والأخير في بناء أي مجتمع؟!

أترك تعليقاً

التعليقات