فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كان شرط اليهود على دولة عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود أن يكتب بخط يده أن يعطى أرض فلسطين للمساكين اليهود، فأعطى من لا يملك لمن لا يستحق. وهذه الوثيقة منشورة مشهورة. ولم يكتفِ "جلالته" بإعطائهم أرض فلسطين، وإنما قرر مبلغاً مالياً كل عام لهذه الدولة الصهيونية التي زُرعت في خاصرة الكيان العربي. ولما كان هناك بعض حس عروبي لدى الملك فيصل بن عبدالعزيز بن سعود، وحاول أن يعتذر عن أي زيارة لفلسطين تلبية لرغبة دينية وهي الصلاة في القدس، طلب إليه مسؤول "إسرائيلي" كبير، هو ليفي أشكول، زيادة مالية تضاف إلى المبلغ الذي تمنحه المملكة لـ"إسرائيل"، وهنا تدخلت مؤسسات يهودية، ومنها مؤسسة توماس كوك، على أن تتكفل الحكومة السعودية بدفع أي مبلغ دون فائدة، بل إن وزير خارجية أمريكي، هو هنري كيسنجر، من أصل يهودي، كانت له مساعٍ في إضافة مالية تصرف للكيان "الإسرائيلي"، فلبى جلالة الملك هذه الرغبة مشكوراً! ولما طلب اليهود إلى الإمام أحمد حميد الدين ضرورة إعادة أموال اليهود، بما في ذلك عقاراتهم، عرض الإمام بعض الوثائق التي تثبت أن اليهود بفعل صيحة الخروج باعوا ما يملكون من أموال لليمنيين، وظل اليهود يطالبون الحكومات اليمنية المتعاقبة بتسليم رفات الحاخام الأكبر "الشبزي" الذي يرقد في حارة القاهرة الجنوبية في مدينة تعز لنقله إلى "إسرائيل". ولما سئل الكيان "الإسرائيلي" عن هذا الإلحاح قال إن التوراة تنص على ذلك، وأفاد بأن اليهود يتبركون برفاة الحاخام لو أنهم استطاعوا نقله إلى الكيان "الإسرائيلي"، فقال المقدم الحمدي إنه يمني، واليمنيون يتبركون به أيضاً.
إن الدول العربية والخليجية بدون شك تدفع ميزانية لـ"إسرائيل" من بعيد. وبينما كانت هذه الدول تعطي بالخفاء فإنها تعلن ذلك بكل فخر عن تطبيع كامل، والإمارات غير العربية أنموذجاً.

أترك تعليقاً

التعليقات