فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

من فوره بعد أن اختاره كثير من الناس أميراً عليهم دخل عمر بن عبدالعزيز منزله مهموماً مغموماً ليغطي وجهه فيبكي، لتقول له زوجه الأميرة الأموية فاطمة بنت عبدالملك بن مروان: "بارك الله أمتك لحسن اختيارها إياك وأن أصبحت أمير المؤمنين" فاشتد يبكي قائلاً: "إن هذا لهو البلاء المبين!".
من يعرف عمر بن عبدالعزيز في صباه سيجده نمطاً آخر من أنماط الأمراء الأمويين، فقد كان يختلف عنهم في كثير من السلوك والأخلاق، فلم يك في كثير من سلوكه على غرار بني أمية أخوالاً وأعماماً مسرفاً ولا عابثاً، وإنما كان مسرفاً في الزي وإظهار النعمة.
وقال الرواة إنه كان إذا سلك طريقاً يعرف الناس أنه مر من هذا الطريق، من رائحته. وكان حواره أول ما حاور زوجه فاطمة حواراً مبنياً على المفاضلة الجدية قائلاً لها: "يا فاطمة، إنك تعلمين قدر حبي إياك، ولقد أغناني عن التسري الزواج بالجواري وغير الجواري من المهيرات، وقد ابتلاني الله بهذه البلوى، فأنت مخيرة بين أمرين: إما أن تردي مال المسلمين من ضياع واصطبلات خيل وذهب وفضة وقصور وأثاث ورياش، كل ذاك ومالم أذكر، وإما الطلاق!"، فقالت له إن معظم ذلك هدايا "فأنا بنت خليفة وأخت خليفة"، فرد عليها ضجراً: "من أين لهم هذا؟! إن هو إلا ملك للأمة، وقد أفضوا إلى ربهم فيجزيهم بما عملوا من خير أو شر، وإني لتارك لك يوماً أو بعض يوم مخيرة مختارة، فإما أن تردي ملك بيت مال المسلمين، وتختاري زواجاً أبدياً إلى حين نلقى الله عز وجل..."، فقالت له: رضيت بك زوجاً وإني لما أمرتني لمختارة وعن طيب نفس أفعل إن شاء الله".
أقول هذا لأذكر أنصار الله في صيغة سؤال: هل أملاك "الزعيم" وحاشيته ملك للشعب أم للورثة؟! فلا يكفي أن يسلخ اسم "جامع الصالح" ليصير "جامع الشعب" فوجهة نظري أن التسمية "جامع الشعب" بدلاً من "جامع الصالح" عيب، أريد عنواناً آخر هو أجدى وأنفع للأمة، هذا العنوان هو أموال الشعب التي يحوزها أهل الزعيم والزعيم وحواشيه في الداخل والخارج وباسم الأمة. أطلب إلى المسؤولين إعلان أموال فخامة الزعيم والإسراع بإصدار قانون استرجاع مال الأمة إلى خزينة الأمة. 

أترك تعليقاً

التعليقات