فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
أحسب فكرة "المنظومة العدلية" عنواناً صارخاً صادراً عن صرخات المظلومين المقهورين الذين اكتسحتهم رشوة القضاة من ناحية وحزبية القضاء من ناحية ثانية، والمحسوبين من ناحية ثالثة، فأصيب كثير من المظلومين بالجنون، كيف لا وهذا المسكين يرى حقه يغتصب وينهب أمام عينيه؟! فإذا ذهب للعدالة وجدها قبة جامع موصدة أبوابه أمام شكوى جور وأنين كظيم وجهير في آن.
في أول ثورة سبتمبر 62 فيما يبدو أصدر المرحوم المشير عبدالله يحيى السلال، رئيس الجمهورية، توجيهاً لإنشاء "ديوان المظالم" ينظر في أمر الخصومات، والتي تقاذفتها السنوات من عهد أول احتلال عثماني. نؤكد القول إن اليمنيين فيهم من السماحة والمروءة ما يجعل الباحث يستغرب هذا الإسراف والفجور في الخصومة فيما بينهم ليتضح أن الأمر ليس بين المختصمين وإنما هو بين الغرماء والقضاة الذين شيدوا الدور وبنوا القصور وعاشوا اللذة والحبور. وأخبرني المرحوم الأستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد، رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية"، أن معظم قضاة محافظة تعز يسهرون في حوش الصحيفة يرقبون خبر الحركة القضائية واضطر كثير منهم أن يلتحق بحزب الإصلاح الذي كانت وزارة العدل من نصيبه حين التقاسم بين صالح والإخوان عقب 94. ولا أدري هل من حق النائب العام أن يحقق مع جهاز التفتيش القضائي الذي كان من حقه إبداء الرأي في من يغير أو يثبت من القضاة!
أما الذي أعلمه يقيناً أن كثيراً من القضاة الذين بان فسادهم للخاص والعام، إنما -وعلى طريقة المساواة في الظلم عدل- يغيرون من مكان إلى آخر.
الأخ الأستاذ محمد علي الحوثي، رئيس لجنة المنظومة العدلية، سيلقى كثيراً من العبث والمشكلات من خلال تراكم هذا الإرث الجائر، ولكنه الواجب والأمانة كي تعم السكينة ويسود الوئام والاستقرار. والله من وراء القصد.

أترك تعليقاً

التعليقات