نباهة!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
النباهة تترادف فيما يبدو مع اليقظة، من قولهم فلان نبيه ويقظ، وهو سلوك تلقائي لا يُتعلم وإنما يوهب. وكثير من النساء والرجال يمشون وهم قاعدون تحسبهم أيقاظاً وهم رقود، «مفتحة عيونهم نيام» كما قال الشاعر. إن بعض الناس يكتفون بالإشارة، بينما آخرون لا ينفع معهم إلّا العصا والدفع بالقدمين، فهم أحجار جامدة صلدة.
ووصف القرآن الكريم عن طريق مثل الإنسان البليد بأنه «كَلّ» على مولاه، والكَل هو الذي يشكل عبئاً على صاحبه، سواءً أكان بعيداً أو قريباً.
وحكى لي صديق أن معه قريباً بل ابناً من أبنائه، إذا أرسله ليشتري له سيجارة جاءه بملح الطعام، وإذا أرسلته أمه لشراء الخبز يشتري لها «قلم رصاص»!
وحكى له وزير صديق قال رزقه الله بسائق سيارة يوجهه ليذهب به إلى باب اليمن فيذهب به إلى المطار، ولذلك يقوم الوزير كدليل لا يفتر، فهو يحرك لسانه بشكل مستمر: المطار، المطار، المطار... وإذا سلم عليه إنسان ما يرجع للكلمة نفسها: وعليكم السلام، المطار، المطار، المطار...!
قال لي صديق: اضطررت أن أطلّق زوجتي بعد مرور ثلاثة أشهر؛ أطلب إليها أن تنقص الملح في الطعام فتضيف أطناناً، وأطلب قهوة فتصنع لي كركديه...! إذن هناك مشكل في السياق العام!

أترك تعليقاً

التعليقات