مرجلة
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تابعت مسلسل "دروب المرجلة" الذي أذاعته قناة "السعيدة" طيلة فطور رمضان. ولا بد أن نشيد بفكرة المسلسل موضوعاً وإخراجاً، فبالرغم من أن المسلسل أنتج على هيئة زمنية قلقة تصور حلقاته مواكبة العرض فإن العمل كان مرضياً وسار وفق خط بياني منطقي شد الرائين على نحو من لهفة وشوق وانتظار، واستطاع الممثلون إنجاز حبكة درامية جيدة موثوقة ببناء درامي ذي حبكة منطقية ذات متواليات مفهومية تعبر عن قيم راسخة تعيش في أعماق المجتمع اليمني من زمن قديم، فشيخ القبيلة يوازي القانون الناجز الذي يحكم العلاقات البينية داخل المجتمع وينظم دور الأفراد لتظهر القبيلة على نحو من التماسك والانتظام والنظام.
كانت الحبكة الدرامية متسقة من خلال جدلية فنية ملحوظة، فالممثلة الجميلة "أشواق" كسرت الرتابة الاجتماعية، لتصبح ذات قرار يرشحها لتستحق مركزاً مرموقاً داخل القبيلة، وإن كانت الفكرة التي مثلتها تميل إلى قسوة فاقت نعومة الأنثى، فظهرت شبه رجل، وظهر "صقر" شيخ القبيلة مثالياً أكثر من اللازم، وظهر "قابص" ضعيفاً فوق العادة، كما استطاع "مهاوش" أن يمثل الإمعة منزوع القرار، راضياً بتبعية ساخرة... وتمثل الصدق الفني في شخصية "قمر"، التي كانت حارساً أميناً للبطل "شاهين"، الذي لم يستطع أن يقنعنا عاطفياً بكسب "ربشة" إلى رحاب رومانسية مقيدة، وليس آخراً أثبت الممثل اليمني بالرغم من "دوره السماعي" وليس الأكاديمي، وبالرغم من قلة الإمكانات، أن ينتج عملاً درامياً كامل الأركان، مؤكداً قدرته على المساهمة في إنتاج مجتمع يمني ذي إرادة فاعلة.

أترك تعليقاً

التعليقات